: هل يدعم قانون ترامب الضريبي تفوق الصين في الذكاء الاصطناعي؟

yahoo 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net تبرز الطاقة باعتبارها حجر الأساس في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث لا يمكن فصل التطور في هذا المجال عن بنية تحتية كهربائية متقدمة ومستقرة.

وفي حين تراهن دول مثل الصين على الدمج بين الابتكار والسياسات المركزية طويلة الأمد، تتجه الولايات المتحدة نحو سياسات ضريبية جديدة قد تُعيد تشكيل موازين القوى العالمية بشكل غير متوقع.

في هذا السياق، تفتح السياسات الاقتصادية التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باباً واسعاً للنقاش، لا سيما ما يتعلق بتداعيات قانونه الضريبي الجديد على قطاع الطاقة النظيفة، وبالتالي على مستقبل الذكاء الاصطناعي في أميركا.

فبينما تسعى الإدارة إلى تحفيز النمو عبر تقليص الأعباء الضريبية، يسلّط خبراء الضوء على ثغرات استراتيجية قد تُضعف موقع الولايات المتحدة في سباق تقني مع خصم لا يهدأ.

يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى مجموعة من العوامل التي قد تساعد الصين على الفوز في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب قانون ترامب الضريبي، منبهاً إلى أن القانون يُلغي الدعم المُقدَّم لأسرع مصادر الكهرباء نمواً في الولايات المتحدة، وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بينما في غضون ذلك، تُسارع الصين إلى تطبيق استراتيجية طاقة شاملة.

  • في ضوء قانون الضرائب والميزانية الذي يدعمه الجمهوريون وإدارة ترامب، تواجه الولايات المتحدة خطراً متزايداً في فقدان السباق العالمي نحو الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما أمام الصين.
  • القانون يتضمن تخفيضات كبيرة في الإعفاءات الضريبية التي كانت تشجع على تطوير مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي تُعد ضرورية لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المتعطشة للكهرباء.
  • في المقابل، تضخ الصين استثمارات ضخمة لتوسيع قدرتها من الكهرباء المتجددة، مضيفة في خمسة أشهر فقط أربعة أضعاف ما أضافته أميركا خلال عام كامل من كل المصادر.
  • كما تعزز الصين محطاتها النووية والوقود الأحفوري، مما يمنحها ميزة تنافسية حاسمة في توفير الطاقة لتقنيات المستقبل.

ويرى خبراء الطاقة أن التخفيضات في الحوافز الأميركية ستؤدي إلى انخفاض بنحو 344 غيغاواط في الطاقة الجديدة حتى عام 2035، أي ما يكفي لتشغيل نصف المنازل الأميركية، ما يهدد ليس فقط مشاريع الذكاء الاصطناعي، بل أيضاً الصناعات الأخرى والمستهلكين، وفق ما نقله التقرير.

ورغم تحذيرات الصناعات التقنية من أثر هذه السياسات على تنافسيتها وارتفاع أسعار الكهرباء، ترفض إدارة ترامب هذه المخاوف وتصف الطاقة المتجددة بأنها غير موثوقة، داعية إلى التركيز على الغاز والطاقة النووية، رغم التحديات الزمنية والتمويلية لبناء هذه المنشآت.

ومن ثم، فإن القلق يتزايد من فقدان الولايات المتحدة مكانتها، في ظل منافسة شرسة من دول مثل الصين ودول الخليج التي تقدم طاقة رخيصة. وتحذّر الشركات من غياب سياسة طاقة طويلة الأجل، ما يعوق الاستثمارات ويفتح الباب أمام تفوق قوى أخرى على المدى القريب في سباق الذكاء الاصطناعي.

الوجه الآخر للقانون

الكاتبة الصحافية، سعاد ياي شين هوا، تقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • رغم أن قانون ترامب الضريبي يهدف لتعزيز الاقتصاد الأميركي، إلا أن ما يطرحه من تعديلات قد يمنح الصين من ناحية أخرى فرصاً استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • يلغى القانون إعفاءات الطاقة المتجددة، ما يهدد بتقليص إمدادات الطاقة اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. بينما في المقابل، تواصل الصين توسعها في الطاقة الشمسية والرياح، ما يمنحها قدرة أعلى على دعم بنية الذكاء الاصطناعي التحتية.
  • تستفيد الصين من تكلفة طاقة منخفضة ومستدامة لتطوير وتوسيع حلولها الذكية، ما يعزز قدرتها على المنافسة عالمياً.
  • كذلك فإن الحمائية الأميركية في قطاع التكنولوجيا حدّت من التعاون الدولي، في حين أن الصين اعتمدت على نماذج مفتوحة المصدر، مكنت شركات مثل "علي بابا" و"بايدو" من تسريع الابتكار وتوسيع النفوذ التقني.
  • كما أن القيود الأميركية على الهجرة حدّت من تدفق المواهب، بينما أصبحت الصين أكثر جذباً للكفاءات العالمية، ما يدعم تقدّمها في الذكاء الاصطناعي.

لكنها تلفت في الوقت نفسه إلى أنه رغم هذه العوامل التي تميل لصالح الصين، تظل الولايات المتحدة متفوقة في البنية التحتية والتكنولوجيا. ومع ذلك، فإن استمرار الصين في استراتيجيتها المدروسة، وتوسيع شراكاتها عبر مبادرة "الحزام والطريق"، قد يضمن لها موقعاً متقدماً في سباق الذكاء الاصطناعي.

انتكاسة للطاقة النظيفة

ويشير تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى أنه "لا شك أن فوز الرئيس الأميركي -بإقرار هذا القانون- يمثل انتكاسة كبيرة للتحول نحو الطاقة النظيفة". سيُلغى تشريعه تدريجياً الإعفاءات الضريبية لتوربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُهدد العديد من المشاريع.

وتتوقع مؤسسة "إنرجي إنوفيشن"، وهي مؤسسة بحثية معنية بسياسات المناخ، أن يُعيق هذا القانون بشكل كبير توسع مصادر الطاقة المتجددة. وفي تحليل لها هذا الأسبوع، توقعت المؤسسة عدم بناء حوالي 200 غيغاواط من طاقة الرياح و150 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وهو ما كان من المفترض أن يتم بحلول عام 2035.

عوامل مؤثرة

المستشار الأكاديمي في جامعة "سان خوسيه" الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن مشروع الإصلاح الضريبي لخفّض الضرائب على الشركات والأثرياء الذي وقعه أخيراً الرئيس الأميركي، كان الهدف المعلن منه تحفيز النمو الاقتصادي واستعادة الاستثمارات من الخارج وزيادة التنافسية الأميركي، لكن ثمة تأثيرات "غير مباشرة"، على حد وصفه، كالتالي:

  • تقليص العوائد الحكومية التي تُموِّل البحث العلمي والذكاء الاصطناعي: خفض الضرائب قد يقلّل من الموارد المتاحة للحكومة الفيدرالية لتمويل البرامج العامة، بما في ذلك الاستثمارات طويلة الأجل في البحث والتطوير، والتعليم العالي، والبنية التحتية التكنولوجية، وهي كلها مجالات حيوية لتقدم الذكاء الاصطناعي.
  • تعزيز التركيز على القطاع الخاص بدلاً من البحوث الاستراتيجية: المنطق في التخفيضات الضريبية هو أن القطاع الخاص سيقود الابتكار، لكن في مجال الذكاء الاصطناعي تحديداً، الصين تعتمد على خطة وطنية موجهة بقيادة الدولة، تستثمر بجرأة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بغض النظر عن الربحية قصيرة المدى.
  • إضعاف الحوكمة التكنولوجية طويلة الأجل: في ظل توجه تقليص دور الحكومة، تصبح السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي – مثل أخلاقياته، أمانه، وشفافيته – غير متماسكة أو متأخرة مقارنة بخطة صينية مركزية واضحة وموحدة.

وفي هذا السياق، يوضح بانافع أنه إذا واصلت الصين ضخ استثمارات ضخمة ومنظمة في الذكاء الاصطناعي عبر خطة وطنية، بينما تعتمد أميركا على تحفيز غير موجه عبر إعفاءات ضريبية للقطاع الخاص، فقد تتفوق بكين في المجالات التي تحتاج إلى تخطيط طويل الأجل، مثل الذكاء الاصطناعي العسكري، وتحليل البيانات الحكومية، والروبوتات الاجتماعية.

كما أن تخفيف القوة المالية الأميركية على المدى البعيد قد يؤدي إلى فقدان نفوذ في الأسواق العالمية، خاصة في إفريقيا وآسيا، حيث تُقدّم الصين حلول ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة مدعومة حكومياً.

وينبه كذلك إلى أن مشروع ترامب لم يتضمّن تركيزاً على تعليم العلوم والهندسة، بينما تسعى الصين إلى رفع عدد خريجي الذكاء الاصطناعي سنوياً بشكل ضخم، مما يعزز قوتها البشرية في هذا المجال.

 ويختتم بانافع حديثه قائلاً: رغم أن مشروع ترامب الضريبي يهدف إلى دعم الاقتصاد، إلا أن الوجه الآخر له قد يتمثل في إضعاف قدرة الولايات المتحدة على المنافسة الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي أمام دولة مثل الصين، التي تخطط وتستثمر بتركيز مركزي طويل الأجل. وفي هذا السياق، قد تكون الصين هي المستفيد غير المباشر من أي تفكك في التخطيط الاستراتيجي الأمريكي نتيجة سياسات ضريبية قصيرة النظر.

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" yahoo "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??