بقلم ✍️ د.فراج خليل الصعيدي
( أستاذ الچيولوچيا والباحث في شؤون الإعجاز العلمي للقرآن والسنة)
كان رسول الله ﷺ كان يحب التَّيامُن في شأنه كله.. ويُعدّ حب النبي ﷺ للتَّيامُن (البدء باليمين) في كل شأنه دليلًا على نظامٍ متكاملٍ يجمع بين السلوك العملي والروحاني، ويحقق فوائد عظيمة في حياة الإنسان. فقد ثبت عنه ﷺ أنه كان يفضّل استخدام اليمين في الطهارة، ولبس النعل، وتمشيط الشعر، بل وفي كل أموره الطيبة، كما ورد في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها:
“كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يحبُّ التَّيامُنَ ما استطاعَ في طَهورِه، ونعلِه وترجُّلِه”، وفي روايةٍ أخرى: “يحبُّ التَّيامُنَ في شأنِه كلّه” (صحيح – النسائي).
الإعجاز العلمي في التَّيامُن
1. التوافق مع النظام العصبي البشري
ـ أظهرت الدراسات العلمية أن معظم الناس يهيمن عليهم النصف الأيمن من الدماغ، مما يجعل اليد اليمنى أكثر دقةً وكفاءةً في أداء المهام اليومية.
ـ استخدام اليد اليمنى في الأعمال الدقيقة يقلل الجهد العصبي والعضلي المطلوب، مما يجعل الحركات أكثر سلاسةً وأقل استهلاكًا للطاقة.
2. تعزيز الصحة والنظافة الشخصية
ـ تخصيص اليد اليمنى للأعمال النظيفة (مثل الأكل والمصافحة)، واليد اليسرى للأعمال التي تحتاج إلى تنظيف (مثل الاستنجاء)، يقلل من انتقال الجراثيم ويحسّن مستوى النظافة الشخصية.
ـ الدراسات الطبية تؤكد أن هذه العادة تقلل من انتشار الأمراض الناتجة عن التلوث الجرثومي، مما يدعم الصحة العامة.
3. التأثير النفسي الإيجابي
ـ اتباع مبدأ التَّيامُن يغرس الشعور بالبركة والتنظيم، مما يعزز الطاقة الإيجابية والراحة النفسية لدى الإنسان.
ـ السلوك المنتظم يساعد في ترسيخ العادات الجيدة وتحفيز الاستمرارية في الأعمال النافعة.
الإعجاز في التشريع النبوي:
1. توافق السنة مع الحقائق العلمية
ما أمر به النبي ﷺ لم يكن مجرّد عادة، بل هو توجيه يتفق تمامًا مع الحقائق الحديثة التي أثبتت فوائد النظافة الشخصية، وكفاءة الحركة، وتأثيرها الإيجابي على الدماغ والجهاز العصبي.
2. التأثير الاجتماعي والتربوي
ـ حبُّ النبي ﷺ للتَّيامُن جعله سلوكًا يوميًا في حياة المسلمين، مما يعزز قيم الترتيب، والنظام، والانضباط.
ـ هذه العادة البسيطة تترك أثرًا عميقًا في المجتمع، حيث يصبح الأفراد أكثر تنظيمًا وإيجابيةً في حياتهم اليومية.
3. البركة والشعور بالراحة النفسية
ـ اتباع هدي النبي ﷺ في التَّيامُن يولّد لدى المسلم إحساسًا بالبركة في أعماله اليومية، مما يساعد على تحسين إنتاجيته وسلوكه العام.
خاتمة
إنَّ حب النبي ﷺ للتَّيامُن في أموره اليومية لم يكن مجرد عادة، بل هو جزءٌ من منظومة متكاملةٍ تعزز الصحة، والتنظيم، والنظافة، والراحة النفسية. وهذا يثبت أن تعاليم النبي ﷺ تتسم بالشمولية والتوازن، مما يؤكد قوله تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (القلم: 4).
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" almessa "
0 تعليق