: حب من النظرة الأولى عند نافورة تريفي.. وثلاث أمنيات لأمريكية تحقّقت

trends 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في إحدى أمسيات صيف روما، وقفت كاثرين تونديلي أمام نافورة تريفي، مستعدة لرمي ثلاث عملات معدنية في مياهها تحت ضوء قمر أزرق، أضفى على المشهد سحرًا خاصًا.

كاثرين، التي نشأت في الولايات المتحدة، لطالما حلمت برؤية النافورة بعدما شاهدت أفلامًا رومانسية وقرأت كتبًا حولها، لكنها لم تتوقع أن تكون بهذه الروعة: نافورة ضخمة تخطف الأنفاس وتنبض بسحر لا يوصف.

كانت إلى جانبها والدتها، ماري لي، التي شجعتها على رمي العملات التقليدي في النافورة مرفقة إياها بالأمنيات. أعطتها ثلاث عملات وهمست لها: "عزيزتي، هذه الرحلة هي فرصة لتقابلي شخصًا مميزًا. تمني أمنية".

نافورة تريفي والحب

قصة حب نافورة تريفي
والدة كاثرين التقطت هذه الصورة لكاثرين وفاوستو في الليلة التي التقيا فيها في العام 1999، أمام نافورة تريفي بروما. Credit: Courtesy Catherine Tondelli

رغم شعورها بالرضى عن حياتها المستقلة، استمتعت كاثرين بالمشاركة في هذا التقليد الروماني. رمت العملات بيدها اليمنى فوق كتفها، وراحت تهمس بأمنية مع كل رمية، على طريقة الأفلام.

فجأة، يصلها صوت هادئ: "إذا كنت تريدين تحقيق الأمنية، عليك رمي العملات باليد اليسرى أفضل، لأنها أقرب إلى القلب". 

التفتت لتجد فاوستو ميزانا، رجل إيطالي غريب، يقف أمامها بابتسامة ودودة. 

كان هذا اللقاء في صيف العام 1999، بداية قصة حب غير متوقعة.

كانت كاثرين في الـ39 من عمرها، تعيش بكاليفورنيا، وتعمل في شركة مستحضرات تجميل تقدم منتجات فاخرة للفنادق الراقية. بعد تجارب حب معقدة، اعتادت على حياة مستقرة، راضية عن عملها وعن رفقة قططها، ولم تكن تبحث عن علاقة جديدة.

لكن حين فازت بفرصة للسفر إلى إيطاليا، لم تتردد باصطحاب والدتها، ماري لي، محاسبة متقاعدة في شركة طيران، لتكون رفيقة دربها بالرحلة التي ستقلب حياتها رأسًا على عقب.

وصفت كاثرين الرحلة بـ"الجميلة"، مضيفة أنهما زارتا البدقية، وفلورنسا، وفي الليلة الأخيرة كانتا بروما، حين اقترحت والدتها الذهاب إلى نافورة تريفي.

وفيما كانت كاثرين ترمي ثلاث عملات في النافورة، كان أمامها مباشرة فاوستو ميزانا الذي كان يتجول هناك.

سألها إذا كانت تعرف إلام ترمز كل رمية، فأجابت بالنفي، فشرح لها ولوالدتها ضرورة رميها أولا باليد اليسرى، وأن العملة الأولى تعني أنك ستعودين إلى روما. الثانية أنك ستجدين حبك في روما. والثالثة أنك ستتزوجين من روماني.

ضحكت كاثرين ووالدتها، ثم عرّف فاوستو بنفسه، مشيرًا إلى أنه من روما ويعمل في شركة طيران إيطالية. وكان يتنزه في المدينة في ذلك المساء الصيفي، لأنه يحب أمسيات روما الصيفية.

كان التواصل بينه وبين والدتها ماري لي سريعًا بسبب عملهما المشترك في مجال الطيران، وبدأ الحديث بينهما عن صناعة السفر. لكن فاوستو كان يتبادل النظرات مع كاثرين، التي لم تستطع أن ترفع عينيها عنه أيضًا.

تشارك كاثرين اليوم انطباعها الأولي مع CNN: "كان جذابًا، ووسيمًا، ومضحكًا.. أضحكنا كثيرًا. كان هناك اتصال فوري.. في الإيطالية يسمونه 'colpo di fulmine'، أي الحب من النظرة الأولى، وأعتقد ذلك حقًا. شعرت وكأن النافورة مارست سحرها علينا".

رغم عدم إيمانها الكامل بتحقيق الأمنيات، شعرت كاثرين بأن القدر تدخّل في حياتها فجأة. 

تذكرة طيران مفاجئة

في ذلك الوقت، كان فاوستو، الذي يبلغ من العمر 45 عامًا، يمر بمرحلة بحث عن الحب، بعد تجارب علاقات قصيرة. كان يعمل في شركة طيران وممثل إعلانات تلفزيونية. عندما التقى بكاثرين أمام نافورة تريفي في روما، شعر بأنها "هدية من السماء".

قد يهمك أيضاً

فاوستو أعجب بجمال كاثرين منذ اللحظة الأولى، واعتبر أن روما هي الخلفية المثالية للرومانسية. تحدث الثلاثة لبعض الوقت، واقترح فاوستو أخذ كاثرين ووالدتها في جولة على أماكنه المفضلة في روما، عندما علم أنهما وصلتا للتو إلى المدينة. واتفقوا على اللقاء في ساحة بيازا نافونا. كانت والدتها متحمسة، أما كاثرين فكانت مترددة لأنها لا تعرف فاوستو.

وصل بسيارته من نوع أودي، ما أفرح والدتها التي كانت تعبت من المشي طوال النهار. مع الوقت، اختفت مخاوف كاثرين خلال الجولة على معالم المدينة، وتعامله بلطف مع والدتها، الأمر الذي لاقى استحسانًا كبيرًا لديها. بعدما نامت والدتها في الفندق، بقيت كاثرين وفاوستو يتجولان ويتحدثان حتى الصباح، عن الموسيقى، إذ كانا يتشاركان حب الفن لأنها تعزف البوق أيضًا.

في اليوم التالي، دعا فاوستو كاثرين ووالدتها إلى العشاء، إلا أن الأخيرة رفضت، كي تخلي لهما الجو للتعرف أكثر على بعضهما، ما سمح لهما بالتقارب أكثر. تبادلا الحديث عن حياتهما السابقة وأحلامهما. 

وقبل سفر كاثرين إلى الولايات المتحدة، أعطت فاوستو بطاقة عملها الخاصى، رغبة منها باستمرار التواصل بينهما. وودعا بعضهما بتبادل قبلة تحت نافذة الفندق.

تذكرة سفر مفاجئة

الحب أمام النافورة
عادت كاثرين إلى روما لتتأكد من أن علاقتها بفاوستو كانت حقيقية. وهنا صورة لهما من تلك الرحلة الثانية. Credit: Courtesy Catherine Tondelli

بعد أيام من عودتها إلى كاليفورنيا، تلقت كاثرين تذكرة سفر من فاوستو يدعوها للعودة إلى روما لأربعة أيام فقط حتى يتأكدا من حقيقة مشاعرهما. كتب لها: "لم أشعر بهذا الإحساس من قبل، وأريد معرفة إن كنتِ تشعرين بالمثل". تفاوضت مع مديرها وحصلت على الإجازة، وعادت لتقضي وقتًا ثمينًا مع فاوستو، حيث أدركا أن علاقتهما أكثر من مجرد سحر صيفي.

الانتقال من أجل رجل قابلته عند نافورة 

لكن المسافة شكلت تحديًا، فكانا يلتقيان شهريًا مستفيدين من تذاكر عمل فاوستو المجانية. وبعد عام من العلاقة العابرة للقارات، حصلت كاثرين على فرصة عمل في لندن، أقرب إلى روما، ما سمح لهما بلقاءات أسبوعية. 

ورغم شكوك صديقاتها وأختها التوأم بقرارها الانتقال إلى المملكة المتحدة، إلا أنّ والتدتها شجّعتها وكانت داعمًا كبيرًا لها.

ورغم أن الانتقال قرّب المسافة بين كاثرين وفاوستو، إلا أن العلاقة ظلّت تتطلّب جهدًا وتنظيمًا. وبسبب قوانين بريطانيا الصارمة، لم تستطع كاثرين أخذ قطتيها معها، فأوكلت فاوستو مهمة الاعتناء بهما في روما.

تضحك كاثرين متذكرة: "كان يطعمهما البروشوتو والمورتاديلا.. ومن الطبيعي أن يحبانه". لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها فاوستو تفانيه في علاقتهما، حتى مع قططها.

بمرور الوقت، بدأ الحديث بينهما يأخذ طابعًا أكثر جدية. أرادت كاثرين الإنجاب، وفاوستو شاركها الرغبة ذاتها. لكن الزمن لم يكن في صالحهما، إذ كانت كاثرين قد تجاوزت الأربعين. حاولا، لكن من دون نتيجة.

ورغم ذلك، لم يلقِيا باللوم على الظروف. اتفقا على أن الحب الذي يجمعهما، في حد ذاته، كافيًا ليمنح حياتهما معنى عميقًا. "إذا أنجبنا، فهذا جميل. وإن لم يحدث، فحياتنا رائعة كما هي"، هذا ما توصّلا إليه بارتياح ورضى.

فصل حياة جديد في روما

الحب أمام النافورة
والدة كاثرين، ماري لي (إلى اليسار)، كانت مشجعة جدًا لعلاقة كاثرين وفاوستو. Credit: Courtesy Catherine Tondelli

وفي إحدى زيارات فاوستو إلى لندن، باح لها برغبته "قضاء بقية حياتي معك. أنتِ لبوة، وأنا أسد. لا يمكننا أن نكون مع خراف، نحن لبعضنا". ابتسمت كاثرين، وقد شعرت أنه يقدرها حقًا. رجل لا يخاف من استقلاليتها، بل يُحبّها لشخصها.

وكأن الأقدار تواطأت من جديد، ففي الأسبوع ذاته رأت كاثرين إعلانًا لوظيفة مدير تسويق في شركة فنادق فاخرة بروما. تقدّمت للوظيفة، وحصلت عليها.

في خريف 2002، حزمت أمتعتها، وانتقلت إلى روما لتبدأ فصلًا جديدًا. اشترت منزلًا مع فاوستو، وبدأت تجربة الحياة المشتركة، وهي خطوة كانت جديدة على كليهما.

واجهت كاثرين تحديًا كبيرًا في اللغة، فلم تكن تتقن الإيطالية رغم زياراتها المتكررة. لكنّها تغلبت على الأمر بمساعدة فاوستو ، واكتسبت تدريجيًا، اكتسبت كاثرين الثقة وأتقنت اللغة، ما ساعدها على الاندماج في المجتمع، لا سيما مع دعم عائلة فاوستو وأصدقائه الذين رحبوا بها بحرارة.

أحيانًا تتحقق الأمنيات

الحب أمام النافورة
اليوم، كاثرين وفاوستو سعيدان بزواجهما وما زالا يعيشان في إيطاليا. Credit: Courtesy Catherine Tondelli

رغم التحديات الثقافية، ازدهرت علاقتهما في روما. كانت تجربة العيش مع شريكة جديدة أمر غير مألوف لفاوستو، لكنه احتضنها بحب، ووصف علاقتهما بأنها دمج بين ثقافتين وتقاليد مختلفة، مع الاحترام والدفء والضحك المشترك.

في سبتمبر/ أيلول 2004، تزوجا في بلدة فيتوركيانو وسط إيطاليا، بحضور العائلة والأصدقاء، ضمنًا والدتها ماري لي التي كانت داعمتهما طوال الوقت وشقيقتها التوأم. اليوم، بعد أكثر من 25 عامًا على لقاء كاثرين وفاوستو عند نافورة تريفي، لا يزالان يعيشان معًا في روما.

 

الحب أمام النافورة
كاثرين وفاوستو يستمتعان باستعادة ذكريات لقائهما القدري. Credit: Courtesy Catherine Tondelli

لم يُرزقا بالأطفال، لكنّ فاوستو يعتقد أن علاقتهما ازدهرت لأنهما التقيا في مرحلة متأخرة من حياتهما، عندما كانا يعرفان تحديدًا ما يريدان.

بات لكاثرين وكالة لقاءات وفعاليات مرموقة تديرها، بينما واصل فاوستو نشاطه الفني كممثل وموسيقي. واشتريا منزلًا ريفيًا في أومبريا، حيث ينظمان صيفًا حفلات موسيقية تجمع أهل القرية.

يتمسكان بالقيم المشتركة، ويقضيان وقتًا ممتعًا بركوب الدراجة، والطبخ، واللعب مع قطّتيهما. كل عام، يعودان إلى نافورة تريفي حيث بدأت قصتهما، ويتذكران تلك الليلة الساحرة التي غيرت حياتهما. 

تقول كاثرين: "تحققت أمنيتي، وأعيش حلمًا لم أتخيله يومًا".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" trends "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??