belbalady.net عاد النجم عمرو دياب ليؤكّد من جديد أن المجد لا يُصنع صدفة، وأن الاستمرارية هي لغة الكبار فقط، وذلك من خلال تعاون غنائي ضارب مع الشاعر الغنائي الكبير تامر حسين، الذي بات اسمه مرادفًا للنجاح المتجدد والخلطة السحرية التي تضمن للـ "هضبة" الوصول إلى القلوب قبل القوائم. ومع طرح أغنيات صيف 2025، يتجدد الحضور الإبداعي بين حسين ودياب عبر باقة من الأغاني التي حملت توقيع الشاعر المخضرم، وجاءت كإثبات قاطع أن الكيمياء الفنية بينهما ليست فقط مثمرة، بل أيضًا فريدة، تُترجم بملايين المشاهدات وتفاعل ضخم من الجمهور، الذي ينتظر تعاون الثنائي بشغف لا يهدأ. "خطفوني"، الأغنية التي أثارت جدلًا منذ إطلاقها، جاءت بكلمات تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع أسامة الهندي، وقدّمت حالة فريدة من المزج بين الغموض والعاطفة، تُحاكي مشاعر الخوف من الحب والوقوع فيه رغمًا عن القلب والعقل. أما "يالا"، فكانت أيقونة حماسية بكلمات حسين وألحان عزيز الشافعي وتوزيع أحمد إبراهيم، عكست الروح الشبابية التي يُجيد الهضبة توجيهها للمستمع، ونجح الثلاثي في خلق "هتّ" صيفي بإيقاع عصري ولغة دارجة تحاكي الشارع المصري والعربي في آنٍ واحد. وجاءت "ماليش بديل" لتُعمّق الحسّ العاطفي للألبوم، بكلمات تفيض بالصدق والضعف أمام الحبيب، من توقيع تامر حسين، وألحان إسلام زكي، وتوزيع عادل حقي، فبدت الأغنية كرسالة حب مؤثرة تعزف على أوتار القلب. ولم تتوقّف آلة الإبداع عند هذا الحد، فقدّم حسين أيضًا "دايمًا فاكر"، بألحان شادي حسن وتوزيع أحمد إبراهيم، التي تمثّل حالة من النوستالجيا الناضجة، تلتقط لحظات الندم والحنين وتُعيدها بكلمات صاغها حسين برهافة معتادة. أمّا أغنية "ابتدينا"، فكانت بمثابة إعلان بداية جديدة بين العاشقين، أو ربما بين الهضبة وجمهوره كل صيف، من كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى وتوزيع عادل حقي، لتجتمع فيها كل عناصر النجاح: كلمات ذات وقع خاص، ولحن ذكي، وتوزيع يُشعل المسارح. اللافت في كل هذه الأغنيات أن اسم تامر حسين لا يظهر ككاتب كلمات فقط، بل كـ "مهندس مشاعر" حقيقي يعرف كيف يُدير الحالة النفسية للمستمع، ويمنح عمرو دياب مفاتيح للبوح والتجديد دون أن يخسر هُويته. نجاح حسين لم يكن وليد اليوم، بل هو استثمار فني طويل بدأ منذ سنوات، وأثمر عشرات الأغاني الناجحة، أبرزها: "راجع"، "أماكن السهر"، "يوم تلات"، "أجمل عيون"، "هدد"، وها هو يُضيف لصيف 2025 مجموعة جديدة من الألحان اللامعة التي تتصدر الترند، وتُشعل النقاشات. في زمنٍ تتبدّل فيه أسماء الشعراء والمُلحنين على الساحة، يبقى تامر حسين حالة ثابتة من التميّز والذكاء العاطفي، وأحد أعمدة المدرسة الجديدة في كتابة الأغنية العربية، لا سيما مع الهضبة، الذي لا يرضى بأقل من القمة. وبينما يواصل عمرو دياب رهانه على الأصوات والكلمات التي تُشبهه وتُلامس جمهوره، يثبت تامر حسين أن التعاون الناجح ليس مجرّد توفيق لحظي، بل رؤية واستراتيجية فنية تُكتب بماء الذهب.