في زمن تتكاثر فيه الكلمات وتتراجع فيه الجرأة، يظهر الكاتب حسين كمال بروايته الجديدة "أسمع وأرى"، كصوتٍ مختلف لا يخشى الاقتراب من خطوط المجتمع الحمراء، بل يعبرها بثقة ليحكي ما لا يُقال، ويُسمِع من لا يُسمَع.
"أسمع وأرى" ليست مجرد رواية؛ إنها شهادة مكتوبة بحبر الخذلان، على لسان أبطال خرجوا من الهامش ليحتلوا الصفحة الأولى من الوجع. تسير بين سطورها كأنك تتنصت على أسرار قريبة، وتكتشف أنك طرف فيها دون أن تدري.
"سكوتك مش ضعف.. بس كمان مش دايمًا حكمة."
بهذا الاقتباس، يضع حسين كمال حجر الأساس لفلسفة الرواية: أن الصمت في بعض الأحيان خيانة للذات.
الرواية تدور في عالم مألوف ظاهريًا، غريب في تفاصيله، حيث الحب يتحوّل إلى قيد، والثقة إلى خديعة، والبطولة إلى لعنة. بأسلوبه السردي المتماسك والغني بالطبقات النفسية والاجتماعية، يرسم حسين كمال صورة مجتمع يختبئ خلف ابتسامات وديكور عائلي، بينما الحقيقة تتفسّخ في الخفاء.
ولأن الإبداع لا يكتمل من دون تسويق ذكي، نجح حسين في تحويل روايته من مجرد إصدار أدبي إلى مشروع ثقافي يتحدث عنه الجميع. فالعناوين التي صاحبت الرواية في السوشيال ميديا لم تكن تقليدية، بل حملت طابعًا مثيرًا:
"حين يصبح السكوت خيانة.."
"الواقعية الجارحة تفضح الأسرة المسكوت عنها"
"هل يمكن للكاتب أن ينتقم بالكلمات؟ حسين كمال يجرّب ذلك ببراعة"
وفي وقت أصبح فيه النشر الذاتي رهانا محفوفًا بالمخاطر، أظهر حسين كمال أن النجاح لا يحتاج دائمًا إلى دار نشر ضخمة، بل إلى فكرة حقيقية، وقارئ يشعر أنك تكتب عنه لا له.
رواية "أسمع وأرى" هي دعوة صريحة لأن نرى أنفسنا في المرايا التي كسرناها، وأن نستمع للآهات التي دفنّاها. إنها رواية لمن يجرؤون فقط، وتُقرأ بقلب مفتوح لا يخاف من الحقيقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الوطن "
0 تعليق