belbalady.net
في مثل هذا اليوم، تحلّ ذكرى وفاة واحد من أبرز نجوم الفن المصري الذين تركوا بصمة قوية في السينما والمسرح والتلفزيون، الفنان نظيم شعراوي، الذي اشتهر بملامحه الحادة وصوته العميق وأدواره الجادة، وخاصة دور القاضي في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، عاش حياة فنية ثرية امتدت لعقود، قبل أن يختمها في صمت بعد معاناة طويلة مع مرض الزهايمر.
نستعرض في هذا التقرير أبرز محطات حياته وأعماله الفنية ومسيرته التي ألهمت أجيالًا.
البدايات من الإسكندرية إلى خشبة المسرح
وُلد الفنان نظيم شعراوي في مدينة الإسكندرية بحي محرم بك، وتفاوتت الروايات حول سنة ميلاده بين عامي 1921 و1922.
منذ صغره، جذبته الفنون المسرحية، فالتحق بمعهد أنشأه المخرج قاسم وجدي، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1953، لتبدأ رحلته الحقيقية في عالم الفن.
مسرحيات عظيمة صنعت اسمه
بدأ شعراوي مشواره المسرحي مع فرقة رمسيس، ثم انتقل إلى المسرح القومي حيث شارك في أعمال مسرحية مميزة مثل "كرسي الاعتراف"، و"الأخرس"، و"راسبوتين" لكن الجمهور يتذكره بشدة من خلال مشاركته الشهيرة في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" بدور القاضي الذي يقف أمام عادل إمام. ذلك الدور رسّخ صورته في أذهان الجمهور كشخصية صارمة وحكيمة.
أدوار لا تُنسى
امتدت موهبته إلى السينما، حيث شارك في عدد كبير من الأفلام منذ أواخر الأربعينيات، منها: "فتاة من فلسطين" (1948)، "الفتوة"، "ربع دستة أشرار"، "العصفور"، "طيور الظلام"، "يا عزيزي كلنا لصوص"
تميّزت أدواره بتجسيد شخصيات رجال القانون أو رؤساء العصابات، ما أضاف إلى حضوره الهيبة والوقار، وساهم في تشكيل صورة ذهنية قوية عنه كممثل صاحب كاريزما فريدة.
الدراما التلفزيونية
لم يغفل شعراوي عن التليفزيون، فقدم أدوارًا في مسلسلات شهيرة مثل "ساكن قصادي" عام 1995، و"الرجل الآخر" عام 1999، إضافة إلى أدواره المميزة في أعمال درامية أخرى، أكد خلالها قدرته على التلون والاتزان في الأداء، دون أن يتخلى عن أسلوبه المتزن والجاد.
حياته الشخصية
كان الفنان نظيم شعراوي متزوجًا وله ابنان هما هشام ووليد. وفي سنواته الأخيرة، ابتعد تدريجيًا عن الوسط الفني، بعد إصابته بمرض الزهايمر الذي أثّر على ذاكرته بشكل كبير وأفقده القدرة على التفاعل مع من حوله.
قضى سنواته الأخيرة على كرسي متحرك، في حالة من العزلة، بعيدًا عن الأضواء التي ما دام أضاءت مسيرته.
نهاية حزينة لمشوار حافل
في 30 يونيو 2010، غيّب الموت الفنان نظيم شعراوي بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 89 عامًا. رحل في هدوء كما عاش سنواته الأخيرة، لكن أعماله
ظلّت شاهدة على عبقريته وموهبته النادرة، التي جعلت منه أحد أعمدة الفن الجاد في مصر.
على مدار أكثر من خمسين عامًا، ترك شعراوي خلفه إرثًا ضخمًا تجاوز 200 عمل فني متنوع بين المسرح والسينما والتلفزيون ورغم عدم تصدّره البطولات المطلقة، إلا أن حضوره القوي في كل مشهد شارك فيه جعله نجمًا لا يُنسى، كان مثالًا للفنان الملتزم، المتقن لفنه، الذي فرض احترامه على الجميع دون صخب أو ادعاء.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "
0 تعليق