وفي المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "يدين الأمين العام استمرار فقدان أرواح المدنيين نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية وأي هجمات أخرى".

وشدد دوجاريك على ضرورة أن تمتثل جميع الأطراف، بصورة كاملة، للقانون الدولي في جميع الأوقات، واحترام المدنيين وحمايتهم، وأن يكون هناك وصول إنساني كامل وآمن ومستدام وفقا للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية، والنزاهة، والحياد، والاستقلال. وقال أيضا إنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط.

وأفاد بأن الأمين العام يرحب بالجهود المتواصلة التي يبذلها الوسطاء، ويكرر مناشدته للأطراف التوصل، بشكل عاجل، إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

الوقود ضروري لإنقاذ الأرواح

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) القول إن الناس يعانون من الجوع نظرا للقيود الشديدة على جلب الإمدادات وتنفيذ العمليات الإنسانية في جميع أنحاء غزة.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن واحدا من كل خمسة أشخاص يواجه مستويات كارثية من الجوع، وأن أكثر من 90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج لسوء التغذية. وأضاف البرنامج أن هناك حوالي 130 ألف طن متري من الغذاء مخزنة في المنطقة وجاهزة لخدمة سكان غزة، في حال سُمح بوصول أفضل.

ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركاؤه السلطات الإسرائيلية - وبأقصى سرعة - إلى السماح بدخول الوقود إلى غزة، مؤكدا الأهمية القصوى للوقود بالنسبة لعمليات إنقاذ الأرواح، بما في ذلك المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومعدات الصرف الصحي والاتصالات، ونقل البضائع الفعلية من نقطة إلى أخرى، وتشغيل المطابخ المجتمعية التي تعد ضرورية للغاية لإطعام الناس في غزة.

وحذر المكتب من أنه إذا استمر حظر الوقود، فسوف يتوقف المزيد من هذه الخدمات الحيوية قريبا - وفي بعض المناطق - قريبا جدا، منبها إلى أن الآثار المترتبة على ذلك تهدد الحياة.

مزيد من النزوح

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الجيش الإسرائيلي أصدر أمس الأحد أمر نزوح آخر في جباليا ومدينة غزة، موجها السكان إلى منطقة المواصي. يأتي هذا في أعقاب أمر نزوح آخر صدر في وسط غزة خلال اليومين الماضيين. وأفاد بأنه كان حوالي 150 ألف شخص في المناطق التي شملها أمر النزوح الذي صدر أمس، بمن فيهم عائلات تقيم في عشرات مواقع النزوح.

وأضاف أن الناس يُدفَعون إلى مناطق مكتظة حيث يقيم آلاف آخرون بالفعل، وتفتقر هذه الأماكن إلى المأوى والمياه وشبكات الصرف الصحي، فضلا عن المرافق الطبية.

ولفت المكتب إلى أنه بالإضافة إلى الوقود، مُنع دخول مواد المأوى الأساسية إلى غزة، بما فيها الخيام والألواح البلاستيكية والأخشاب وغيرها من الأدوات المنزلية، لمدة 17 أسبوعا.

وذكَّر بأن معظم قطاع غزة لا يزال تحت أوامر النزوح، داعيا إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، إلى ضمان حماية المدنيين أينما كانوا وأينما ذهبوا.

UN News

عائلة نازحة تحمل ما خف من متعلقات بحثا عن مكان آمن.

منع العديد من التحركات الإنسانية

يأتي هذا في وقت أفاد المكتب بأن السلطات الإسرائيلية تواصل منع العديد من التحركات الإنسانية، حيث رفضت بالأمس خمس محاولات من أصل خمس عشرة محاولة لتنسيق هذه التحركات، بما في ذلك جهود إزالة النفايات الصلبة والحطام واستعادة الشاحنات المعطلة.

وأضاف أنه لم يتم التمكن من إتمام مهمتين أخريين، إما بسبب عوائق أو لأن المنظمين اضطروا إلى إلغائهما. أما المهمات الثماني المتبقية - والتي شملت تنقل الموظفين - فقد تم تسهيلها وإنجازها.

وأفاد المكتب بأن شركاء الأمم المتحدة يبلغون عن تزايد خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع محافظات غزة خلال الشهرين الماضيين، حيث تأثرت النساء بشكل خاص بالحوادث التي حُرمن فيها من الخدمات والموارد، في سعيهن لإعالة أسرهن.

وفي شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو، قدم حوالي 45 شريكا الدعم النفسي والاجتماعي والمأوى الآمن وحقائب الكرامة للنساء. ومع ذلك، لا تزال الخدمات الأساسية الأخرى، مثل المساعدة القانونية، محدودة للغاية أو غير متوفرة، بحسب ما ذكره مكتب أوتشا.