belbalady.net القدس المحتلة ـ مصر اليوم
في تصعيد غير مسبوق للصراع الخفي بين إسرائيل وإيران، كشفت تقارير استخباراتية أن إسرائيل وضعت خطة دقيقة ومحكمة لاغتيال أكثر من 12 عالمًا من كبار العلماء النوويين الإيرانيين دفعة واحدة، وذلك في إطار ما أصبح يُعرف بـ"حرب الأيام الـ12" التي اندلعت مؤخرًا بين الطرفين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة على الخطة، فإن هذه العملية جاءت تتويجًا لخمسة عشر عامًا من المتابعة الاستخباراتية الدقيقة لتحركات العلماء الإيرانيين، حيث بدأت إسرائيل بتتبعهم منذ عام 2003، أي بعد فترة وجيزة من اكتشافها لأول مرة نية طهران تطوير سلاح نووي.
وأشارت المصادر إلى أن توقيت الضربات نُفذ بعناية بالغة، لضمان القضاء على المستهدفين في الوقت ذاته، ومنعهم من الهرب أو التخفي. وقد تم تنفيذ الهجوم الرئيسي في 13 يونيو 2025، عندما أطلقت إسرائيل وابلًا من الصواريخ استهدفت منازل العلماء في العاصمة الإيرانية طهران، مما أدى إلى مقتل تسعة علماء في تلك الضربة وحدها، تلتها ضربات لاحقة أودت بحياة خمسة علماء آخرين، ليصل العدد إلى 17 عالماً نووياً.
من بين العلماء الذين تم اغتيالهم في هذه العملية النوعية كان الدكتور فريدون عباسي، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الذي سبق أن نجا من محاولة اغتيال في عام 2010. كما قُتل الدكتور محمد مهدي ترانشي، الأستاذ في جامعة بهشتي، والذي يُعد من أبرز المتخصصين في تطوير المتفجرات اللازمة للرؤوس الحربية النووية.
وتشير التقارير إلى أن معظم العلماء الذين استُهدفوا كانوا مشاركين في مراحل الاختبار والتجميع لأجزاء رئيسية من رأس حربي نووي، مما يجعل هذه الضربة واحدة من أقسى الضربات التي تعرض لها البرنامج النووي الإيراني منذ اغتيال العالم البارز محسن فخري زاده في عام 2020.
كما أُدرج ضمن قائمة القتلى أيضًا العالم سيد صديقي صابر، الذي كان قد فُرضت عليه عقوبات أميركية مؤخرًا بسبب دوره في تطوير الأسلحة النووية.
من جهته، صرح "إريك بروير"، المدير السابق لمكافحة انتشار الأسلحة النووية في مجلس الأمن القومي الأميركي، بأن التأثير الناتج عن فقدان هذه المجموعة من العلماء دفعة واحدة يفوق بكثير تأثير خسارتهم بشكل تدريجي، خصوصًا في مرحلة حساسة من تطوير القنبلة.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن عمليات الاغتيال نُفذت باستخدام وسائل متعددة، من بينها الغارات الجوية، الطائرات المسيّرة، والسيارات المفخخة، في إطار حملة منهجية تهدف إلى شلّ البنية التحتية البشرية للبرنامج النووي الإيراني.
تُعد هذه العملية جزءًا من سلسلة طويلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل خلال العقدين الماضيين لتعطيل التقدم النووي الإيراني، لكنها تختلف عن سابقاتها من حيث الحجم والدقة والتنسيق.
قد يهمك أيضــــــا
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" مصر اليوم "
0 تعليق