حددت دراسة جديدة ما يُحتمل أن يكون أقدم الصخور الأرضية، والتي عُثر عليها داخل تكوين صخري كندي في مكان مهجور، مما يُقدم رؤى جديدة حول أقدم تاريخ لكوكبنا.

يُعرف حزام نوفواجيتوك للأحجار الخضراء، الواقع على الشاطئ الشرقي لخليج هدسون في كيبيك، منذ فترة طويلة بتكويناته الجيولوجية القديمة. 

ومع ذلك، ظلّ تحديد العمر الدقيق لهذه الأحجار الرمادية المخططة موضع جدل علمي لعقود. وأشارت أبحاث أُجريت قبل عقدين من الزمن إلى أن عمر الصخور قد يصل إلى 4.3 مليار سنة، مما يجعلها في بدايات تشكل الأرض. 

وطعن علماء آخرون في هذا الزعم، بحجة أن الملوثات القديمة قد شوّهت أساليب التأريخ، مُقترحين عمرًا أصغر يبلغ 3.8 مليار سنة.

دراسة جديدة تحسم جدل أقدم الصخور الأرضية

في محاولة لحل هذا الجدل الدائر منذ فترة طويلة، أخذ باحثون في أحدث دراسة عينات من جزء مميز من الصخور من الحزام. باستخدام تقنيتي التأريخ المستخدمتين سابقًا - واللتين تقيسان تحلل العناصر المشعة بمرور الوقت - توصلوا إلى عمر دقيق. 

وتشير نتائجهم إلى أن عمر الصخور يبلغ حوالي 4.16 مليار سنة، وهو رقم يسد الفجوة بين التقديرات السابقة ويوفر جدولًا زمنيًا أكثر دقة لهذه العجائب الجيولوجية القديمة.

لا يُحسّن هذا الاكتشاف فهمنا للعمر الهائل لحزام نوفواجيتوك غرينستون فحسب، بل يُسهم أيضًا بشكل كبير في الجهود العلمية الأوسع نطاقًا لرسم خرائط المراحل الأولى من تكوين الأرض.

تاريخ الأرض

تشكلت الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة من سحابة من الغبار والغاز انهارت بعد وقت قصير من وجود النظام الشمسي. غالبًا ما تذوب الصخور البدائية وتُعاد تدويرها بواسطة الصفائح التكتونية المتحركة للأرض، مما يجعلها نادرة للغاية على السطح اليوم. 

واكتشف العلماء صخورًا عمرها 4 مليارات عام من تكوين صخري آخر في كندا يُسمى مُركّب أكاستا نايس، ولكن صخور نوفواجيتوك قد تكون أقدم من ذلك.

وتُتيح دراسة أقدم الصخور الأرضية لمحةً عن شكل الكوكب - كيف أفسحت محيطات الصهارة المتلاطمة المجال لصفائح تكتونية - وحتى كيف بدأت الحياة.