
المخرج محمد فاضل
استعاد المخرج الكبير «محمد فاضل» تفاصيل مشاركته فى اعتصام وزارة الثقافة عام 2013، مؤكدًا أن ذلك الاعتصام لم يكن مجرد احتجاج على قرار وزارى، بل كان «الخطوة الأولى الفعلية» نحو انطلاق ثورة 30 يونيو، التى أنقذت الدولة المصرية من مصير غامض.
قال «فاضل»: «كل ما حدث بدأ بتعيين وزير ثقافة محسوب على جماعة الإخوان، وهو ما رفضه المثقفون رفضًا قاطعًا، خاصة بعد قراراته التى استهدفت رموز الثقافة، ومنها عزل «د.إيناس عبدالدايم» من رئاسة دار الأوبرا. لم يكن ذلك مجرد تغيير إدارى، بل إشارة واضحة إلى نوايا مبيتة تجاه الفن المصرى».
وأضاف: إن المثقفين لم يكتفوا بالرفض العلنى أو البيانات، بل قرروا الاعتصام المفتوح فى مقر وزارة الثقافة بالزمالك، لأن مواجهة هذا النوع من التهديد لا تحتمل أنصاف مواقف.. وقد شارك فى الاعتصام كل الفئات العمرية من الفنانين والمثقفين، وكانت روح التضامن والوعى السياسى فى أوجها. بدأنا برفض وزير، ثم تحول الأمر إلى رفض كامل لحكم الإخوان.. من هنا استمر الاعتصام حتى انضمت الوفود المشاركة فيه إلى ملايين المواطنين فى ميدان التحرير يوم 30 يونيو، لتكون هذه اللحظة «شبه إجماع وطنى» غير مسبوق.
وعن أعماله الفنية ذات الطابع السياسى، تحدث «فاضل» عن مسلسل (ربيع الغضب) الذى أخرجه عام 2013 عن نص للكاتب «مجدى صابر». وقال: «المسلسل تناول ملامح الفساد التى سبقت ثورة يناير 2011، لكنه ألقى الضوء أيضًا على سرقة الثورة من قبل الإخوان، وعلى العنف الذى ارتكبوه لفرض وجودهم. كان ذلك العمل بمثابة كشف مبكر لما سيحدث لاحقًا، وكأننا كنا نكتب عن 30 يونيو دون أن ندرك أننا ننبئ بها».
أما عن يوم 30 يونيو ذاته، فاستعاد المخرج الكبير صورة وطن موحّد، حيث رأى كل فئات الشعب تنزل إلى الشوارع، حتى من لم يستطع الوصول إلى الميادين الكبرى، نظموا وقفات واعتصامات أمام منازلهم. وأضاف: «الناس كلها خرجت دفاعًا عن البلد، عن هويتها وثقافتها وتاريخها، ولم يكن فى قلب أحد سوى هدف واحد: إسقاط حكم الإخوان».
واختتم «فاضل» حديثه بأسفٍ على غياب التناول الفنى الجاد لثورة 30 يونيو، معتبرًا أن الأعمال التى تناولت الحدث لا تزال محدودة، أبرزها بعض الأجزاء فى مسلسل (الاختيار)، لكنه يرى أن الثورة تستحق عملًا قوميًا ضخمًا يؤرّخ لها بحق، كجزء من تاريخ مصر الحديث، مثلما فعلنا مع حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف. مشددًا على أن هذا العمل لن يرى النور إلا إذا تبنته جهة إنتاج قومية جادة مثل ماسبيرو.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "
0 تعليق