في تحرك عاجل يعكس مسؤولية الضمير المهني، أعلنت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين عن تنظيم وفد من الزميلات والزملاء لتقديم واجب العزاء لأسر الفتيات الثمانية عشر، ضحايا الحادث المروّع على الطريق الإقليمي، الذي أودى بحياة فتيات في عمر الزهور أثناء توجههن للعمل في جني المحاصيل بمنطقة السادات بمحافظة المنوفية.

وأكدت اللجنة في بيان شديد اللهجة أن ما جرى “ليس مجرد حادث سير، بل مأساة وطنية تهز ضمير المجتمع”، مشددة على أن “الضحايا خرجن بحثًا عن لقمة عيش كريمة، فعُدن في الأكفان، ضحايا لفقرٍ قاسٍ، وإهمال مزمن، وطرق لا تعرف الرحمة”.

مطالب عاجلة وتحرك نقابي من لجنة المرأة

طالبت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة كل مسؤول عن الكارثة، داعية إلى توفير وسائل نقل آمنة وإنسانية للعمالة الزراعية الموسمية، خاصة النساء والفتيات إلى جانب تطوير الطرق الإقليمية وتكثيف الرقابة على مركبات نقل العمال.

كما شددت على ضرورة التطبيق الصارم لقوانين العمل والسلامة المهنية، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي للعمالة غير المنتظمة، وتفعيل قوانين مكافحة عمالة الأطفال.

وأعلنت اللجنة عن تنظيم وفد صحفي ينطلق من أمام النقابة، يوم الثلاثاء المقبل الساعة 12 ظهرًا، متوجهًا إلى محافظة المنوفية للتضامن مع الأسر المنكوبة، والتأكيد على أن “العدالة هي العزاء الحقيقي”.

في الختام، قالت اللجنة: “دماء الفتيات التي سالت على الأسفلت هي نداء إنساني صريح لا يمكن تجاهله.. أحلامهن دُفنت قبل أن تُكتب، والوجع وجع وطن بأكمله.. الرحمة لشهيدات لقمة العيش، والصبر والسلوان لأسرهن”.