بالبلدي : القاهرة تايمز يوافيكم بكل جديد من قلب الأحداث، ويقدم تغطية شاملة لأهم الأخبار التي تهم القارئ العربي في مختلف المجالات. في مثل هذا اليوم، الموافق 29 يونيو وُلدت فراشة الاستعراض وسيدة الرقص الشعبي الراقي الفنانة القديرة فريدة فهمي، التي لم تكن مجرد نجمة على خشبة المسرح، بل أيقونة فنية غيّرت ملامح الاستعراض في مصر والوطن العربي. واستطاعت فريدة فهمي أن ترسم لنفسها طريقًا مختلفًا جمع بين الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية، لتصبح الوجه الأبرز لفرقة رضا، وواحدة من أهم الرائدات في مجال الرقص المسرحي والفن الاستعراضي في العالم العربي، وعلى مدار مسيرة استمرت لعقود، نجحت في أن تخلّد اسمها كرمز للجمال الشرقي والاحتراف الفني، في زمن كان للفن فيه قيمة وخصوصية. ورغم الصورة الراقية الهادئة التي عُرفت بها الفنانة فريدة فهمي، فإن مسيرتها لم تخلُ من بعض الأزمات التي واجهتها سواء على المستوى الفني أو الشخصي، وفيما يلي أبرز المحطات الصعبة في حياتها:- وفاة شريك الرحلة محمود رضا من أكبر الأزمات التي أثرت في فريدة فهمي كانت وفاة الفنان محمود رضا عام 2020، مؤسس فرقة رضا وشريك نجاحها الفني الطويل، حيث كانت تجمعهما علاقة فنية وروحية وثيقة، وقدّما معًا أجمل لوحات الاستعراض والرقص الشعبي. وعبرت فهمي بعد وفاته عن حزنها الشديد، مؤكدة أن محمود رضا لم يكن مجرد مؤسس فرقة أو شريك فني، بل كان مدرسة كاملة في الفن الشعبي، وأن غيابه مثل نهاية فصل جميل من حياتها. وفاة زوجها علي رضا توفي زوجها علي رضا، شقيق الفنان محمود رضا عام 1993، وكان أحد أعمدة فرقة رضا ومخرج أفلامها الشهيرة، شكّل الثنائي علاقة شخصية وفنية قوية، وقد تسبب رحيله في صدمة كبيرة لفريدة، التي دخلت بعدها في عزلة فنية لفترة طويلة، وأعادت تقييم مسيرتها بالكامل. اتهامات بالتمييز في فرقة رضا رغم النجاح الكبير، واجهت فرقة رضا ومعها فريدة فهمي الكثير من الانتقادات الانتقادات من أعضاء سابقين في الفرقة اتهموا الإدارة حينها، والتي كانت بقيادة عائلة رض،) بالتمييز في منح البطولات والفرص لأفراد العائلة، وكانت فريدة في قلب هذا الجدل كونها الوجه الأبرز للفرقة، لكنها التزمت الصمت وظلت متمسكة باحترامها لنفسها ولمشروعها الفني. وقدمت العديد من الأدوار السينمائية التي تميزت بالعروض الاستعراضية، وحظيت بنجاحًا كبيرًا بين الجمهور ومحبي الفنون الشعبية، ومن أشهر أعمالها التي شاركت فيها “الأخ الكبير” عام 1958، و”إجازة نصف السنة” عام 1962، “غرام في الكرنك” عام 1962، “وأسياد وعبيد” عام 1978. الابتعاد الإجباري عن الأضواء بعد تراجع الفن الاستعراضي مع تراجع دور الفرق الاستعراضية وقلة الإنتاج الفني المرتبط بالرقص الشعبي في فترتي السبعينات والثمانينات، بدأت فريدة فهمي تخسر المساحة التي صنعت مجدها. وشعرت بأن الفن الذي تقدّمه لم يعد يجد نفس التقدير، فاختارت الاعتزال بصمت والسفر للدراسة بالخارج، هذه المرحلة مثلت أزمة هوية فنية لها، لكنها تجاوزتها بتحويل تركيزها إلى العمل الأكاديمي. أزمة صحية عابرة في السنوات الأخيرة وخلال السنوات الأخيرة تم تداول بعض التقارير الصحفية التي تتحدث عن الأزمة الصحية القصيرة التي مرت بها فريدة فهمي، لكنها سرعان ما تجاوزتها، وظهرت لاحقًا في عدد من الفعاليات الثقافية والتكريمات، دون الإفصاح عن تفاصيل المرض. اعتزال رسمي وتجاهل إعلامي في فترات طويلة رغم تاريخها الكبير، عانت فريدة فهمي في بعض الفترات من تجاهل الإعلام المصري الرسمي لها، خاصة بعد اعتزالها الفن، هذا التجاهل أثار استياء بعض المثقفين والنقاد، الذين طالبوا بإنصافها وتكريمها بما يليق بمسيرتها وتاريخها الفني.