- هل يمكنك تصور آلة تنبض بالروح؟ وتقنية يفيض منها ذكاءٌ وجدانيٌّ لا اصطناعي؟ مركبة لها صوتٌ، وملامح وجه، وشخصية حقيقية تتجاذب معك أطراف الحديث. سيارة تتجاوز مفهوم النقل لتصبح رفيق دربك الأمثل. - إنه مشهدٌ غير مستوحى من الخيال العلمي، بل هو المستقبل بعيون الصانع البافاري "بي إم دبليو"، والذي أماط عنه اللثام النجم أرنولد شوارزنيجر حين قدّم للعالم "دي" (Dee) – أول سيارةٍ بروح رقمية. - فالابتكار هنا ليس مجرد شعار رنان، بل هو الأساس الذي شُيّد عليه صرح الشركة، والقوة الدافعة نحو المستقبل، لتقدم في كل طراز تصميمًا وأداءً وتقنية تمنح السائق تجربة غامرة، وهي السمة التي باتت مرادفة لاسمها. - ولكن، قبل أن نبحر في رؤية "بي إم دبليو" للمستقبل، دعونا نعود بالزمن لنكتشف كيف سطع اسم هذه العلامة الشهيرة. من عنان السماء إلى شغف الطريق - للمفارقة، فإن "بي إم دبليو"، التي تحتل اليوم مكانة مرموقة ضمن أغلى عشر علامات سيارات في العالم، لم تكن انطلاقتها الأولى فوق الأسفلت. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - ففي قلب ألمانيا عام 1916، كان ميدانها الأول هو السماء، حيث تخصصت في صناعة محركات الطائرات حتى عام 1945؛ وهو ما يفسر سر شعارها الأيقوني، الذي يجسد مروحة طائرة وهي تشق عنان السماء. - وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها، حوّلت الشركة بوصلتها، مستثمرةً صيتها الهندسي العتيد، لتتجه من بناء محركات الطائرات إلى صناعة الدراجات النارية، ومن ثم السيارات التي تمحورت جميعها حول محركاتها ، لترسخ مكانتها كقوة هندسية لا يُستهان بها. أيقونات من المعدن والأسفلت: حين تروي السيارات حكاياتها - لم يطل الوقت حتى بدأت "بي إم دبليو" في إبداع طرازات أضحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة السيارات العالمية وحياة أجيال من العشاق. - بي إم دبليو 507.. سيارة ملك الروك آند رول: كانت هذه التحفة الفنية من أوائل إبداعات الشركة بعد الحرب. وقد خطفت قلوب المشاهير، بتصميمها الأخّاذ وقدرتها على بلوغ 100 كم/ساعة في 9 ثوانٍ، وعلى رأس هؤلاء المشاهير "ملك الروك آند رول" إلفيس بريسلي. والطريف أنه اشترى سيارته بيضاء اللون أثناء خدمته العسكرية في ألمانيا عام 1958، لكنه سرعان ما اضطر لطلائها بالأحمر، بعد أن ضاق ذرعًا ببصمات أحمر الشفاه التي كانت تتركها المعجبات على هيكلها يوميًا. - بي إم دبليو 2002.. شرارة المجد: في السبعينيات، سطّرت سيارة 2002 تيربو فصلًا جديدًا في تاريخ الشركة، بقدرتها على التسارع من السكون إلى 100 كم/ساعة في 7 ثوانٍ، لتصبح اليوم من أكثر السيارات الكلاسيكية طلبًا في العالم. ولم تكن مجرد سيارة، بل استحالت تحفة فنية متجولة ضمن مشروع "سيارات بي إم دبليو الفنية" الخالد، الذي حوّل 17 طرازًا إلى لوحات أبدعها فنانون عالميون من آندي وارهول إلى جيف كونز. - نجمة هوليوودM5 : لم تقتصر شهرة "بي إم دبليو" على الطرقات، بل غزت شاشات السينما، حيث تألقت أيقونات مثل M5 في أفلام الحركة الشهيرة كسلسلة "جيمس بوند" و"مهمة مستحيلة"، لتترسخ في الأذهان رمزًا للقوة والأداء الذي يتخطى المألوف. ما وراء المقود: مجتمع عالمي وعقلٌ يسبق عصره - لقد تجاوز الشغف بسيارات "بي إم دبليو" حدود الهواية ليصبح ظاهرة عالمية. إذ تمتلك العلامة التجارية أكبر شبكة متابعين في العالم، بأكثر من 700 نادٍ معترف به رسميًا. - هذا الولاء المنقطع النظير هو الذي أفرز لقب "بيمر" (Bimmer)، الذي أُطلق أول مرة في بريطانيا على دراجات "بي إم دبليو" النارية، قبل أن يجوب العالم ليصير الاسم المحبب لسياراتها. - وهذا النجاح الباهر لم يكن وليد صدفة؛ ففي عام 1985، كانت "بي إم دبليو" سبّاقة كأول صانع سيارات في العالم يؤسس "مركز تفكير"، ذلك العقل المبتكر الذي استقطب على مر السنين 7000 من خيرة المصممين والمهندسين والفنيين لتطوير مفاهيم سيارات المستقبل. - حتى أن مقرها الرئيسي في ميونخ، بتصميمه الفريد، أُعلن عنه مبنىً تاريخيًا محميًا وأحد أبرز معالم المدينة المعمارية. بوصلة المستقبل: قيادة خضراء وروح رقمية - اليوم، تعود "بي إم دبليو" لتؤكد أن القيادة الرقمية لا تُقاس بحجم الشاشة أو قوة المعالج، بل بما يشعر به السائق ويختبره. - فسيارتها المستقبلية "Dee" هي "تجربة المشاعر الرقمية"، وهي رؤية تؤكد أن الرابط الوجداني بين الإنسان والآلة هو جوهر متعة القيادة الأصيل. - وتسير هذه الرؤية جنبًا إلى جنب مع التزام راسخ بالاستدامة، حيث تضع الشركة نصب عينيها هدفًا أسمى: إنتاج أكثر السيارات الكهربائية صداقة للبيئة، وقد اتخذت في سبيل ذلك خطوات عملاقة:- التصنيع المستدام: من استخدام الألومنيوم المنتج بالطاقة المائية النظيفة في كندا، والذي يخفض الانبعاثات بنسبة 70%، إلى تصميم مصانع صديقة للبيئة بالكامل. - المواد المبتكرة: تطوير أنسجة نباتية بديلة للجلد، والاستخدام الرائد لألياف الكربون خفيفة الوزن في الإنتاج الضخم. - طاقة المستقبل: الاستثمار بكثافة في تقنية خلايا وقود الهيدروجين، التي بدأ إنتاجها بالفعل في طراز iX5 Hydrogen، إيمانًا منها بالدور المحوري للهيدروجين في تحقيق الحياد المناخي. المصدر: براند مايندز