: 4 دراسات حددت أساليب الحرب وما يتم تنفيذه اليوم إرهاق القط خطة إسرائيل لضــرب إيـــران منــــــــذ 2021

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب

مرڤت الحطيم

لدى جنرالات إسرائيل وباحثيها وكذلك خبراء نوويين إجماع على أن تدمير أصول المشروع النووى الإيرانى من الجو غير ممكن، وآخر شهادة فى هذا الصدد كانت من وزير الأمن الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك الذى كان فى صلب المناقشات الداخلية حول ضرب إيران بين عامى 2009 و2012، حيث أقر فى مقابلة مع سى إن إن بأن الضربات الإسرائيلية ربما أخرت القدرات النووية الإيرانية شهورا على الأكثر.

 

وحتى دخول المقاتلات الأمريكية الحرب وأهمها قاذفة بى 2 الوحيدة القادرة على حمل قنابل Bunker Buster وإسقاطها على مفاعل فوردو المحصن على عمق 90 مترًا تحت الأرض فى أحد جبال قم، لن يجدى الأمر إلا فى شراء بعض الوقت الإضافى، كما يقول إيريك برور وهو محلل سابق فى سى آى إيه والسبب الرئيسى فى ذلك أن المشروع النووى الإيرانى يتجاوز المفاعلات إلى التقنيات والتى يمكن أن تخبأ فى مصنع صغير، أو فى أعماق أبعد من فوردو كما يقول چيمس أكتون وهو عالم بريطانى يدير برنامج السياسة النووية فى مبادرة كارنيچى للسلام.

والسؤال الذى يطرح نفسه هو لو كان حل المسألة النووية الإيرانية غير ممكن عسكريا أقله من الجو فما هى حسابات إسرائيل ومعها الولايات المتحدة من وراء الحرب ولا سيما أنها تحظى بتزكية أوروبية لافتة؟

يمكن أن نجد بعض الإجابات فى الدراسات العسكرية المنشورة خلال السنوات القليلة الماضية، الصادرة تحديدا عن معهد دادو وهو مؤسسة بحثية تتبع جيش الاحتلال ويكتب فيها ضباط احتياط وآخرون فى الخدمة، ويعد عام 2021 مهما بوصفه نقطة ارتكاز لأنه العام الذى حظى فيه جيش الاحتلال بميزانية ضخمة لثلاث سنوات مرصودة لإعداد خطة شاملة من أجل ضرب إيران، ويمكن القول إن كثيرا مما رسم فى الخطط والتصورات النظرية يحدث اليوم فعليا كما كتب.

فى عام 2021 نشر رئيس معهد دادو العميد عيدان أورتال دراسة بعنوان «إرهاق القط» وفيها يفصل استراتيچية شاملة لهزيمة إيران تقوم على ركيزتين هما قص أظافر القط وإرهاقه حتى الانهيار، وتذهب هذه الاستراتيچية عكس كثير مما نسمعه فى تعليقات الساسة والمحللين عن ضرب رأس الأخطبوط فى إشارة إلى إيران، إذ تحدد التهديدات المحيطة المتصلة أساسا بإيران، باعتبارها أولوية وتحديدا حزب الله وينبع تقدير أورتال هذا من عاملين رئيسيين أولا أن الهجوم العسكرى الإسرائيلى على إيران لن يلحق إلا ضررا مؤقتا ببرنامجها النووى، كما أن عمليات التخريب والمعلومات الاستخبارية وحدها لا تكفى لتقويض التهديد الإيرانى وثانيا أنه رغم التفوق الاقتصادى والتكنولوچى لإسرائيل، لكن قدرة إيران على تهديد إسرائيل بالقوة تفوق قدرة إسرائيل بما لا يقاس فى إشارة إلى الحزام النارى الأقل تكلفة والمؤثر نسبيا المحاطة به إسرائيل عبر حركة حماس وحزب الله قبل تدميره.

إلى ذلك، يرى أورتال أن هزيمة حماس وحزب الله على وجه الخصوص من شأنه أن يحقق ركيزتى النصر المقترحتين على إيران: قص أظافر القط وإرهاقه ذلك بأنه حتى بعد صراع واسع النطاق فى الشمال ستبذل إيران جهودا كبيرة لاستعادة قوتها فى لبنان وسورية وأيضا استثمارا ضخما فى حماية منشآتها من هجوم إسرائيلى متوقع ومن ثم فإن تدمير قاعدة إطلاق النار الإيرانية فى لبنان سيجر إيران إلى جهود إعادة إعمار مكلفة وطويلة الأمد وإن كانت ميؤوسا منها تحت أعين إسرائيل ومع استخلاص دروس الماضى.

تذهب الدراسات الصادرة فى الأعوام اللاحقة إلى الاستخلاص نفسه، أولوية حزب الله لا تكمن فقط فى حسابات التهديد الفعلى المباشر، بل فى الصراع الأكبر مع إيران. على هذا النحو، يكتب العميد احتياط، مئير فينكل فى دراسة أخرى منشورة عام 2022، أنه فى سيناريو حرب متعددة الجبهات من الصواب أن يكون التركيز على العدو الأقرب والأكثر قدرة، وهو حزب الله معتقدا بأن أى نصر حاسم سيكون أكثر تأثيرا على أعداء إسرائيل الآخرين من ضربة غير حاسمة على إيران.

الچنرال احتياط عاموس جلعاد يذهب فى الاتجاه ذاته موصيا بأن يكون الهدف الرئيسى فى أية حرب واسعة هزيمة حزب الله عسكريا بما يمكن من تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع عناصر القوة فى لبنان، وتحظى بدعم الغرب ودول الخليج ومساعدتهم، وتشكل أيضا ثقلا لموقف موازن للنفوذ الإيرانى فى لبنان، ويضيف رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى الأسبق اللواء يعقوب عميدرور فى دراسة منشورة عام 2022 أنه على المدى البعيد، سيمنح تدمير هذه القدرات الإيرانية على الحدود إسرائيلَ حرية فى اتخاذ القرار والتصرف عند الحاجة إلى تدمير القدرة النووية الإيرانية، وهو ما حدث ويحدث اليوم بعد ثلاث سنوات.

ويكفى هذا لفهم الانسجام الإسرائيلى الراهن على امتداد العصبتين السياسية والأمنية حول الضربة والمعبر عنه مثلا بمشاركة رئيس الشاباك، ويقول رونين بار أنه فى اجتماعات ما قبل ساعة الصفر كل تلك السيناريوهات المطروحة آنفا كانت مرصودة لحالات أسوأ، تكون فيها إسرائيل أمام حرب مفتوحة على امتداد الجبهات، وفرضيات تقتضى سقوط مئات القتلى من الجنود والمدنيين، واحتلالا مؤقتا لأراضٍ فى شمال البلاد، وأسرى حرب إسرائيليين كما يقول فينكل ذاته كان سيناريو الحرب المتعددة الجبهات هذا أيضا فى صلب خطة خمسية وضعها رئيس الأركان الأسبق أڤيف كوخافى وأسماها «تنوفا» وترمى إلى تجاوز حالة الردع نحو إلحاق الهزيمة بالمنظمات الإرهابية وتوسيع دائرة العمل إلى الدول المعادية غير المحاذية لإسرائيل وخاضت إسرائيل حربها هذه من جبهة تلو جبهة فى سيناريو أكثر تفضيلا والخطط كانت مرسومة سلفا.

ووفقا لمقاربة «إرهاق القط» نفسها يرى أورتال أن هزيمة إيران فى محيط إسرائيل القريب سيضعها أمام خيارين الأول إعادة النظر فى سياستها الإقليمية العدوانية، أو الانهيار على نفسها». هنا، ومع مغادرة العقيدة العسكرية إزاء حركات المقاومة مفهوم «الاحتواء السلبي» وفق خطة «تنوفا» يقترح أورتال فى مقابل ذلك مفهوم «الاحتواء العدوانى» فى التعامل مع إيران. يوازن هذا النوع من الاحتواء ما بين حرب حاسمة على الحدود، وسياسة احتواء عدوانية طويلة الأمد فى جميع أنحاء المنطقة تستتبع استنزاف قدرات إيران فى ترميم بنيتها التحتية ودعم وكلائها على طريقة الإماتة عبر ألف طعنة صغيرة، لكن ذلك يتطلب أيضا قدرة إسرائيلية على استعراض القوة داخل إيران، رغم الإقرار بمحدوديتها بالإضافة إلى بناء قدرة دفاعية واسعة ونشطة. ويذهب المقدم إيتاى خيمينيز ويقترح أيضا نقل الحرب إلى الأراضى الإيرانية عبر العمل السرى وكذلك إنشاء قواعد حصار أمامية، قريبة من الحدود البرية أو البحرية لإيران. 

وبطبيعة الحال، فقد رأينا شيئا من ذلك أيضا فى الحرب الراهنة، ولعل مبدأ «استعراض القوة» هذا هو ما يبرر نشر الموساد مقطع ڤيديو يفترض أن يبقى طى العمل السرى لعملاء له يطلقون طائرات مسيرة من داخل إيران، وفى المحصلة، فإن الاستنزاف المقترح هنا ذو طابع ديناميكى يجمع ما بين «استعراض القوة» فحسب داخل إيران وتدمير بنيتها التحتية العسكرية بشكل حيوى وفعلى خارج حدودها. الأصول الداعمة لذلك هى أن «إسرائيل، ليست كما السابق دولة غنية الآن وتستطيع مواكبة حرب استنزاف كتلك، فيما يظل الاقتصاد الإيرانى هشا»، 

والمنطق الاستراتيچى وراء هذا الطرح، الذى تتفق معه معظم الدراسات اللاحقة أيضا، هو عدم جدوى أى حرب مباشرة مع إيران بالنظر إلى أن الأخيرة من جهة تمتلك قدرة كبيرة على الاستيعاب والصمود بسبب حجمها ومواردها الوفيرة كما يكتب عقيدان فى مكتب الاستراتيچية والدائرة الثالثة التى تأسست بموجب خطة تنوفا، وفى دراسة نشرها معهد الجيش بالأحرف الأولى من اسميهما لأن إسرائيل لن تتمكن من الحفاظ على قوة عسكرية مؤثرة تشمل قدرة مناورة واسعة النطاق وضربات (تدمج الاستخبارات والنيران) ودفاعا مضادا للصواريخ على نطاق كافٍ لتحقيق إنجاز استراتيچى كبير كما يكتب العميد فينكل وهذا مع عدم احتساب الخسائر المادية المباشرة من أثر القصف المتبادل.

ورغم ذلك، تتفق الدراسات الأربعة المذكورة عند مبدأ «إظهار القوة»، وإن بشكل مباشر مع إيران من هذا المنطلق، يوصى خيمينيز استشرافا لحرب ممكنة مع إيران بالتركيز على الأهداف ذات القيمة المعنوية كالمراكز الحكومية والقادة والمؤسسات، وهذا إدراكا للأفضلية التى تتمتع بها إيران فى تعويض الخسائر المادية، والتكلفة الثقيلة للحملات الجوية الإسرائيلية، وكذلك خدمة للهدفين الاستراتيچيين المذكورين: دفع النظام إلى نقطة «الانهيار الذاتى» فى «أفضل الأحوال»، وفى أسوئها دفعه إلى الإقرار بالمقدرة الإسرائيلية، وقبول توازنات جديدة مع فقدانه أوراق القوة، وهذا منطلق من قناعة أن «إيران مصممة على عقيدة براجماتية استراتيچية تقوم على تفكير بعيد المدى، كما يكتب العقيدان بالأحرف الأولى من اسميهما على هذا النحو يرى البروفيسور مئير ليتفيك، فى دراسة نشرها معهد الجيش أنه وفق مبدأ الاستنزاف هذا فإن الفهم الصحيح لطبيعة التفكير فى إيران يفضى إلى استنتاج أن الوقت يعمل ضد النظام هناك، وأن النظام سيضطر إلى تغيير سياسته الحالية إذا أراد البقاء. وهذا متطابق أيضا مع طرح أورتال، الذى يدعو إلى «استراتيچية تنافسية قائمة على احتواء عسكرى وسياسى عدوانى لإيران وإجبارها على الاعتراف بفشل استراتيچيتها».

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??