belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تعتقد حقًا أنّ الصوت بداخلك الذي يحكم عليك أو على الآخرين انطلاقًا من حجم الجسم، يشجّع على فقدان الوزن.. رغم قساوته؟
هذا أمر غير صحيح، بحسب الخبراء. فالدكتورة ريبيكا بيرل، الأستاذة المساعدة بعلم النفس الإكلينيكي والصحي في جامعة فلوريدا، أوضحت أنه "لطالما كان هناك اعتقاد خاطئ مفاده بأن إحراج الناس بسبب وزنهم قد يدفعهم لتقليل الأكل، أو لتناول طعام صحي أكثر، أو لممارسة الرياضة بهدف فقدان الوزن". لتستدرك بالقول إن "الأبحاث أظهرت أنّ هذا الأمر غير صحيح، وأنّ التأثير يكون معاكسًا".
وتابعت بيرل أنّ الوصمة المرتبطة بالوزن وحجم الجسم موجودة في كل مكان، وفي العديد من الثقافات، ورسائل الأشخاص من حولك، وحتى في عيادة الطبيب.
قد يهمك أيضاً
وقد وجدت دراسة نُشرت في دورية Health Psychology، أن الأشخاص الذين استمروا في مواجهة وصمة العار المرتبطة بالوزن حتى بعد إجراء جراحة السمنة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل مثل الأكل بنهم.
في المقابل، أظهرت الدراسة أنّ الأشخاص الذين واجهوا وصمة عار للسبب ذاته، هم أقل قدرة على الاستمرار بفقدان الوزن والحفاظ عليه.
هذه التحيزات المتعلقة بالوزن لا تُلحق الضرر بالصحة النفسية فحسب، بل تأتي بنتائج عكسية أيضًا، في حال كان الهدف يتمثّل بفقدان الوزن أو تبنّي سلوكيات تعزز الصحة، بحسب المؤلفة الأولى للدراسة، الدكتورة لاريسا مكغاريتي.
وماكغاريتي، اختصاصية نفسية إكلينيكية بقسم الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في مركز "University of Utah Health".
ما هي وصمة الوزن؟
تدور وصمة الوزن حول اعتقاد خاطئ شائع مفاده أنّ وزن الشخص يقع بالكامل ضمن نطاق سيطرته الشخصية.
وقالت بيرل، غير المشاركة في الدراسة: "بناءً على هذا الاعتقاد، يُفترض أن يكون بإمكان الأشخاص تناول الطعام الصحي بمفردهم، وإنقاص وزنهم بمفردهم، وأن يكونوا نشطين بدنياً، فهذه مسؤوليتهم الشخصية".
قد يهمك أيضاً
وعندما لا يفقد الشخص وزنه، أو يواجه عوائق تحول دون الوصول إلى نموذج الجسم النحيف المثالي، مثل عدم توفر أطعمة مغذية وبأسعار معقولة، أو غياب أماكن لممارسة النشاط البدني، أو عوامل وراثية، فإن هذا المفهوم الخاطئ يرى أن شكل الجسم يدل على خلل أخلاقي، بحسب الدكتورة أليكسيس كوناسون، اختصاصية نفسية ومتخصصة معتمدة في اضطرابات الأكل بمدينة نيويورك، غير المشاركة في البحث أيضًا.
وأشارت بيرل إلى أن الرسائل التي توحي بأن على الشخص مسؤولية أن يفقد وزنه، وأنه إن لم يفعل فهو شخص سيئ، قد تأتي:
- من الصور أو القصص على منصات التواصل الاجتماعي،
- أو من تعليقات مباشرة من أشخاص يعرفهم،
- أو من التنمّر والتمييز.
ويزداد الأمر سوءًا عندما يتبنى الشخص هذه الملاحظات المهينة التي يسمعها من الآخرين عن وزنه، ويبدأ بتطبيقها على ذاته.
ممارسة التمارين الرياضية تصبح أصعب
يعد النشاط البدني ضروريا لجوانب صحة عديدة، ضمنًا إدارة الاكتئاب، وتحسين النوم، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
قد يهمك أيضاً
وغالبًا ما يواجه الناس صعوبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو الخروج لممارسة التمارين، لأنه قد يبدو أمرًا مخيفًا أو مرهقًا، وفق جانيت تومياما، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، غير المشاركة في الدراسة.
وقالت كوناسون: "يكون الأمر صعباً تحديدًا إذا كنت تعلم أنك ستتلقى تعليقات، أو أحكاماً، أو حتى مجرد اهتمام زائد بسبب وزنك".
وأضافت بيرل أن الأبحاث ربطت بين التعرّض للوصمة المرتبطة بالوزن وبين:
- انخفاض الدافع والمتعة في ممارسة النشاط البدني،
- وانخفاض الثقة بالنفس عند ممارسة التمارين،
- وقضاء وقت أقل في ممارسة الرياضة.
وقالت تومياما: "النادي الرياضي هو أحد الأماكن التي يمكن أن تحدث فيها وصمة الوزن والتنمّر بسبب السمنة بشكل كبير".
وأضافت: "إذا تعرضت للتنمّر بسبب مظهرك، فإن آخر ما قد ترغب بفعله، ارتداء ملابس ضيقة والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية".
تأثير وصمة الوزن على الأكل
التعرض للأحكام بسبب شكل الجسم يمكن أن يكون مزعجاً ومؤلماً، ما قد يؤثر على اختيارات الطعام.
ولفتت بيرل إلى أنه عندما يتعرض شخص ما للسخرية أو الانتقاد، أو حتى يشعر فقط بنظرات سلبية مِن مَن حوله، فإن ذلك يعد أمرًا مرهقا.
وأضافت: "نحن نعلم أن أكثر الطرق شيوعًا التي يتعامل بها الناس مع التوتر هي الأكل بكثرة، وتحديدًا تناول أطعمة غير صحية".
وأشارت تومياما إلى أنّ الأكل الناتج عن التوتر ليس سلوكًا ينبغي أن ننتقده أو نشعِر الناس بالعار بسببه، لافتة إلى أنه جزء من تركيبنا البيولوجي.
قد يهمك أيضاً
وشرحت تومياما أن التوتر الجسدي أو النفسي يُرسل إشارات إلى جسمك لإفراز هرمون الكورتيزول، مشيرة إلى أنّ "أحد الأمور التي يقوم بها هرمون الكورتيزول أنه يؤثر على الدماغ لتحفيز مراكز المكافأة، ما يجعل الأطعمة الغنية بالسكر والملح والسعرات الحرارية تبدو لذيذة للغاية".
وأضافت: "على مستوى الدماغ، فإنه يجعل من الصعب جداً مقاومة هذه الأطعمة التي قد تكون ضارة بالصحة"، لافتة إلى أن الكورتيزول يعطّل أجزاء الدماغ المسؤولة عن اتخاذ قرارات تعود بالنفع على المدى الطويل.
وأشارت بيرل إلى أن الأبحاث ربطت بين التعرض لوصمة الوزن والسلوكيات الغذائية غير الصحية والمضطربة مثل الأكل بنهم، أو التقيؤ المتعمّد، أو التقييد الغذائي غير الصحي.
بناء القدرة على التحمّل
لسوء الحظ، فإن الوصمة المرتبطة بالوزن منتشرة على نطاق واسع، وليست أمرا يمكنك التخلص منه بلمح البصر، بحسب كوناسون.
ويمكن أن يتخذ المجال الطبي خطوة تتمثل في تقليل الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كعلامة مهمة للصحة، لاسيما أنه غالبًا ما يصنّف الأشخاص الأصحاء على أنهم غير أصحاء، ومن يعانون من مشاكل صحية على أنهم ضمن فئة الوزن الصحي، وفق تومياما.
وعند العمل مع المرضى، تركّز كوناسون أيضًا على بناء القدرة على التكيف، بحسب ما ذكرته.
وقالت: "قد لا نتمكن من تغيير الثقافة بأكملها، لكن يمكننا محاولة فهم أن المشكلة تكمن بالثقافة ذاتها، وليس في أجسادنا". وأضافت: "هذا الفهم يمكن أن يعزز القدرة على مواجهة العالم وتجاوز وصمة العار المرتبطة بالوزن دون تقبّل هذه الوصمة داخليًا".
وإذا لاحظت أن وصمة العار المرتبطة بالوزن تؤثر على سلوكك، فقد يكون التواصل مع مستشار نفسي مختص في اضطرابات الأكل، أو اختصاصي تغذية يتبنى مبدأ الشمولية في التعامل مع الوزن خطوة أولى مفيدة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" trends "
0 تعليق