في ضوء رؤية مُلهمنا ولي العهد -حفظه الله- عن الشغف، وأنه على رأس معايير اختياره لفريقه القيادي، لم تكن كلماته مجرد تصريح عابر أو إجابة تقليدية، بل قالها بعبارة واضحة: «أهم شيء الشغف عند المسؤول». ولهذا، فإن حماية شغف كل سعودي وسعودية في منظومة التنمية أمانة في عنق كل مسؤول، وجزء من شغفه الذي يجب أن يمنحه لكل فرد في دائرة مسؤوليته، من المستخدم إلى قادة الفرق والإدارات.
فالشغف هو الذي يحوّل الكفاءة من قدرة صامتة إلى إبداع مستدام، ويحوّل القدرة من أداة تنفيذية إلى قوة تغييرية تصنع الفرق، وتحمي الكفاءات من الانزلاق إلى أداء ميكانيكي مُهلك بدنيًّا ونفسيًّا بلا روح.
إن الحديث عن الشغف في حياة المهني هو حديث عن الإيمان بالقضية التي يعمل من أجلها، والاندماج الكامل مع رسالته، والسعي المستمر إلى التميز وتجاوز المألوف، وما أعظمها من رسالة حين تتكامل الكفاءة السعودية مع شغفها، لتُجسد رؤية المملكة 2030 القائمة على تحويل الأحلام إلى حقائق، والطموحات إلى إنجازات.
جرِّب -عزيزي المسؤول- ولو مرة أن تلتفت إلى أبعد موظف في أقصى الهامش، وتخلق منه روحًا متقدة منتجة.
جرِّبي -أيتها المسؤولة- أن تُحيي شغف موظفة غارقة في الإحباط، وأن تمنحيها بريقًا وتمكينًا واستعادة.
جرِّبوا أن تغيّروا وتطوروا قبل أن تستقطبوا. أن تلتفتوا إلى الفئات المستسلمة لليأس، واخلقوا منها عناصر منتجة؛ لأن داخل كل إنسان موهبة كامنة وقدرات خاصة تحتاج فقط إلى من يدعمها ويثق بها، لا إلى من يهملها أو يسحقها بأي شكل أو طريقة!
وتذكّروا أننا حين نبني المنظومات الإدارية وفرق العمل وفق معيار الشغف، فإننا نضمن منظومة نابضة بالحياة، مليئة بالحيوية، لا تخبو طاقتها، ولا تنكسر عزيمتها أمام التحديات.
وفي النهاية، يبقى حديث المُلهم قائد رؤيتنا ولي العهد أيده الله، خارطة طريق لكل من يسعى إلى بناء فريق أو منظومة أو حتى حياة شخصية مليئة بالمعنى والنجاح.
الشغف هو الوقود، هو الجسر بين الكفاءة والإنجاز، وهو المفتاح لكل تقدم. ومن هنا نفهم كيف أصبحت الكفاءات السعودية، بقيادة شغفها، حجر الزاوية في النهضة الكبرى التي تشهدها المملكة. فالشغف ليس خيارًا.. بل هو الحياة ذاتها.
أخبار ذات صلة
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" جريدة عكاظ "
0 تعليق