•• عند مصائب الدنيا؛ من ظروفه تمزق قسوة الحياة.. في داخل أحشائه ظلمة داهمة ومحرقة باردة.. ولكنه يرتدي ملابس التقوى ويتحصّن بصوت الإيمان.. شديد الخفر على معاناته فيحاول إخفاءها كبحر صافٍ يعكس صورة الأشياء.. يرى في مصيبته ما لا يراه الآخرون.. اصطباره يحتاج من الإنسان مداداً يعبأ من القلب.. مثل هذا يستريح في جنة الدنيا كما يستريح الرضيع في صدر أمه.
•• وعلى النقيض؛ هناك من هو كسيف كسيح لا علو له ولا صدى.. حين عاقبته الحياة بظروف لم يتخيلها؛ صار كقافلة في الصحراء هائمة على صفحة الفلاة لا تعرف طريقها.. وعندما داهمته صعوبات الحياة دون أن تنصفه؛ تحول إلى مخلوق تعيس تفيض حبات دموعه بسلاسة.. ولما أنهشته جراح الحياة زادت من وحدته ووحشته فظل في صبح لا يشرق وليل لا يغيب.
•• وبين الصابر والجازع؛ ساحة قلب مليئة بالثبات، وأخرى احتوت الضجيج.. «الصابر» صبره يكفي لألف.. يعزف على نياط القلب حبه للحياة حد الثمالة.. لقمة القناعة لديه منقوشة في ثنايا فؤاده.. أما الجازع؛ فيستمر في العراك مع ذاته باقتدار و(خبال).. تفنن في تبديل سعادته إلى حزن يتسلل إليه بخفة، فلا غرابة أن تصبح حبات دموع هذا المضطرب المرتعب تفيض من عينيه بسلاسة.
أخبار ذات صلة
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" جريدة عكاظ "
0 تعليق