أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، أعرب خلاله عن رفض مصر القاطع للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف دولة قطر مؤخرًا، مؤكدًا إدانة القاهرة لأي انتهاك لسيادة الدول العربية، خاصة الأشقاء في الخليج، بحسب بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية.

ورحب السيسي خلال الاتصال بـ اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي جرى الإعلان عنه مؤخرًا، مؤكدًا على ضرورة تثبيت هذا الاتفاق والالتزام به لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق كاد أن يؤدي إلى تفجير إقليمي واسع.

وشدد الزعيمان على أن المرحلة الحالية بالغة الحساسية، وتتطلب دعم المسارات السياسية الإقليمية والامتناع عن أي خطوات من شأنها إشعال التوتر. وأكد الجانبان أهمية استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع التأكيد على ضرورة معالجة شواغل المجتمع الدولي المتعلقة بـ عدم الانتشار النووي، والدفع نحو إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

وشهدت العلاقات بين القاهرة وطهران تقلبات حادة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، حين قطعت طهران علاقاتها مع مصر بسبب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" مع إسرائيل واستضافة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للشاه المخلوع محمد رضا بهلوي. ومنذ ذلك الحين، ظلت العلاقات متوترة رسميًا رغم وجود تنسيق أمني ومخابراتي محدود في بعض الملفات.

ومع وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم عام 2014، أبقت القاهرة على مسافة محسوبة من إيران، خاصة في ظل التحالف الوثيق بين مصر ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات. ومع ذلك، سعت مصر للعب دور وسيط إقليمي محايد في ملفات مثل الأزمة السورية، والأمن البحري في الخليج، والملف النووي الإيراني.

وقد حاولت طهران في السنوات الأخيرة إرسال إشارات دبلوماسية للقاهرة لإذابة الجليد، عبر تصريحات إيجابية من كبار المسؤولين الإيرانيين، لكن الملفات الأمنية والعقائدية والتدخلات الإقليمية لا تزال تحول دون تطبيع شامل للعلاقات.

يأتي هذا الاتصال الهاتفي بعد هجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع قرب العاصمة القطرية الدوحة، قالت طهران إنه رد على دعم لوجستي قدمته قطر لطائرات إسرائيلية خلال جولة القصف الأخيرة. الهجوم أثار موجة إدانة عربية، وسط مخاوف من أن يتسبب في تصدع داخلي في الصف الخليجي.
وتسعى مصر، التي تطرح نفسها كلاعب إقليمي "متزن"، إلى احتواء التصعيد والدفع نحو تهدئة شاملة، خصوصًا أن أي انفجار جديد في الخليج أو شرق المتوسط ستكون له تداعيات اقتصادية وأمنية مباشرة على القاهرة والمنطقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جولة ناجحة للرئيس السيسي في قطر والكويت تؤكد عمق العلاقات العربية

السيسي وأمير قطر يتفقان على دعم إعادة إعمار غزة وتحقيق حل سياسي للفلسطينيين