في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي للعالم، يبرز عدد من الشباب المصريين الذين استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم مكانًا في الصفوف الأولى لمجالات باتت تُحرك الاقتصاد والإعلام والرأي العام. ومن بين هذه النماذج الملهمة، يأتي اسم مصطفى أبو العلا، ابن محافظة قنا، الذي استطاع في سنوات قليلة أن يحقق نجاحًا لافتًا في مجالات متعددة، منها السوشيال ميديا، وأمن المعلومات، وبرمجة المواقع، ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

رغم صغر سنه، حيث يبلغ من العمر 23 عامًا فقط، ويواصل دراسته في كلية الحقوق بجامعة جنوب الوادي، إلا أن مصطفى أثبت أن الطموح لا يرتبط بعمر، بل بإصرار وقدرة على التعلم والتطوير. بدأ مسيرته من خلال صفحات بسيطة على فيسبوك، ومع الوقت، نجح في بناء وإدارة أكبر الصفحات المليونية، التي باتت مقصداً للمشاهير والمؤثرين وأصحاب الأعمال.

مصطفى لم يتوقف عند إدارة الصفحات فقط، بل توسع في تقديم خدمات توثيق الحسابات، وزيادة المتابعين، وتفعيل الأرباح على منصات فيسبوك، إنستجرام، ويوتيوب، مستعينًا بخبرة تقنية واسعة جعلته أيضًا مرجعًا في مجالات أمن المعلومات، حيث يساعد المستخدمين على حماية بياناتهم من محاولات الاختراق، وينبه إلى خطورة الضغط على الروابط المجهولة أو التعامل مع منصات غير موثوقة.

ويؤكد مصطفى أن السوشيال ميديا لم تعد فقط وسيلة ترفيه، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في تشكيل وعي المجتمعات، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. ويقول:

"منصات التواصل تحمل قوتين متضادتين: إما أن تُستخدم لنشر الوعي، أو لنشر الفوضى. والفيصل هو وعي المستخدم نفسه."

وفي ظل تزايد الشائعات والمعلومات المغلوطة المنتشرة عبر الإنترنت، يرى أبو العلا أن التوعية الرقمية أصبحت ضرورة، خصوصًا بين الشباب، الذين يشكّلون الكتلة الأكبر من مستخدمي تلك المنصات.

وعن طموحاته، يؤكد مصطفى أنه يسعى لتأسيس كيان متخصص يقدم حلولًا متكاملة في مجالات الإعلام الرقمي والأمن السيبراني، مستفيدًا من شبكته الواسعة من العلاقات داخل مصر وخارجها، ومن تجربة ثرية تمتد لسنوات في العمل الحر والتسويق الإلكتروني.

مصطفى أبو العلا، لم يكن مجرد شاب عادي على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أصبح رمزًا لجيل جديد يكتب فصول النجاح بذكاء رقمي، ويقود ثورة فكرية في التعامل مع العالم الافتراضي، واضعًا بصمته بقوة في واحدة من أكثر الصناعات تأثيرًا في العصر الحديث.