كتب
ياسمين علاء
«نساء ماجدات فى زمن الإبادة».. بهذه العبارة تجرّأت غزة على الحياة، متحديةً الموت والحصار، معلنةً عن انطلاق مهرجانها الدولى الأول لسينما المرأة. وفى قلب هذا التحدى، يقف «د.عزالدين شلح»، مؤسس ورئيس المهرجان، الذى اختار الكاميرا سلاحًا للمقاومة، والسينما لتكون لسان حال من فقدن كل شيء.
من 26 وحتى 31 أكتوبر المقبل، وبالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وجمعية فكرة للفنون التربوية، تحتضن غزة الدورة الأولى من «مهرجان غزة الدولى لسينما المرأة» تحت شعار «نساء ماجدات فى زمن الإبادة»، بالتزامن مع اليوم الوطنى للمرأة الفلسطينية. إنها خطوة رمزية فى توقيتها، وجريئة فى مضمونها، ولأن الحكاية تبدأ دومًا بالكلمات، أعلنت إدارة المهرجان مؤخرًا عن إطلاق مسابقة للسيناريو، تمتد من 1 يونيو حتى 31 أغسطس 2025، وتشمل فئتين: السيناريو الطويل والقصير، الروائى والوثائقى، على أن تتناول الأعمال، بشكل مباشر أو غير مباشر، القضية الفلسطينية، وخصوصًا معاناة النساء. كما سيُعلن لاحقاً عن استقبال الأفلام التى تتناول قضايا المرأة من مختلف دول العالم، للتنافس على جوائز «البرتقالة الذهبية».
وفى هذا السياق، أجرت «روزاليوسف» هذا الحوار الخاص مع «د. عزالدين شلح» مؤسس ورئيس المهرجان..
ما الذى دفعكم لتأسيس مهرجان غزة الدولى لسينما المرأة فى هذا التوقيت تحديدًا؟
- فى ظل حرب الإبادة الجماعية على غزة، كان هناك استهداف شبه ممنهج للنساء والأطفال.
وبالتالى، أصبح هناك الكثير من السيدات الفلسطينيات بلا معيل وبلا أبناء، وأصبحن يواجهن الحياة وحدهن. ومعهن قصص إنسانية تستحق أن تُروى. لذا، كان لا بد أن يكون هناك مهرجان يُعنى بالمرأة، يتم فيه تناول قضاياها ومساندتها ويُمكنها سينمائيًا. إذ سيكون لدينا على هامش المهرجان تدريب لـ 20 فتاة، سيتم تقسيمهن لخمس مجموعات، كل مجموعة تضم أربع فتيات؛ ليصنعن خمس أفلام قصيرة عن المرأة والإبادة والحياة التى تعيشها المرأة الفلسطينية، وعليه سيتم تدريب مخرجات فلسطينيات لمدة خمسة أشهر لكى يكن قادرات على عمل فيلم وثائقى قصير. وسيُعرض نتاج هذا التدريب فى المهرجان.
كيف ترون دور السينما فى نقل معاناة المرأة الفلسطينية إلى العالم؟
-السينما أداة خطيرة ومؤثرة جدًا، وهى من أهم أدوات التأثير فى العالم، كونها تمثل لغةً مشتركة بين جميع الدول. لذا كان من المهم أن نؤسس مهرجانًا خاصًا بالنساء لننقل من خلاله معاناة المرأة الفلسطينية وتحديدًا فى قطاع غزة للعالم.
ما التحديات التى واجهتكم أثناء التحضير لهذا المهرجان فى ظل الأوضاع الراهنة فى غزة؟
-التحديات كثيرة، فنحن نعيش ظروفًا غير طبيعية، الموت يحاصرنا فى كل زاوية من زوايا الوطن. أن نبدأ التحضير لمهرجان يحتاج إلى لوجستيات وإمكانات فى ظل هذا النقص فى كل شيء والموت والجوع، هو بحد ذاته تحدٍّ بين الحياة والموت. ونحن قررنا أن نقيم هذا المهرجان لأننا نؤمن بأن الحياة تنتصر على الموت.
ما الأهداف الرئيسة التى يسعى المهرجان لتحقيقها؟
- نهدف إلى تمكين المرأة الفلسطينية سينمائيا، بأن تعمل فى السينما من ناحية لكى تستطيع أن تواجه الحياة، ومن ناحية أخرى لتكون قادرة على تناول قضاياها، وعرضها فى مهرجانات دولية. لكى يتعرف العالم على معاناة المرأة الفلسطينية. كما نطمح إلى خلق تبادل ثقافى مع مختلف دول العالم، وأيضًا أن نتعّرف على قضايا النساء عالميًا من خلال الأفلام المشاركة فى المهرجان، علاوة على مشاركة الأفلام التى تنتجها النساء اللاتى سيشاركن فى مهرجانات دولية.
هل هناك خطط لتوسيع نطاق المهرجان ليشمل مشاركات دولية أوسع فى المستقبل؟
- المهرجان دولى منذ بدايته، وسنستقبل أفلامًا من جميع أنحاء العالم، شرط أن تتناول تلك الأفلام قضايا تخص المرأة، بغض النظر عن جنسيتها سواء كانت تلك المرأة مصرية أو سورية أو ألمانية أو إيطالية، المهم هو أن يتناول الفيلم المشارك قضية للمرأة سواء كان عربيا أو دوليا وسواء كان مخرج العمل رجلا أو امرأة يحق للجميع المشاركة المهم أن يتناول الفيلم قضية للمرأة.
ما نوع التفاعل الذى تتوقعونه من الجمهور المحلى والدولى مع فعاليات المهرجان؟
- الجمهور المحلى يعيش فى مخيمات نزوح فى أوضاع شديدة الصعوبة، فإن عرض هذه الأفلام وأن يشاهدها الجمهور، ستعطيهم بارقة أمل وتخفف عنهم وتعطيهم بعضًا من الفرح، وهو من بين أهدافنا أن نساعد الناس على الخروج من الوضع الصعب الذى يعيشون فيه.. أما الجمهور الدولى فعندما يرى أن هناك مهرجانًا يُقام فى غزة رغم الموت، سيشعر بأن هناك شعبًا يحب الحياة ويصمم على أن يعيشها.
كيف يمكن للمهرجان أن يسهم فى تغيير الصورة النمطية عن المرأة الفلسطينية فى الإعلام العالمي؟
- بما أننا سنركز على أفلام وقضايا المرأة، فإن ما تحمله هذه الأفلام وهذه القضايا التى ستتم مناقشتها داخل الأفلام من رسائل فى حال عرضها على المستوى الدولى ستصل للجماهير وستصل للإعلام وسترسخ قضايا المرأة الفلسطينية وستظهر الواقع الفلسطينى وخاصة أننا تتم محاربتنا من الكيان الإسرائيلى الذى يقوم بقلب الحقائق؛ ولكن هنا تأتى السينما ويأتى المهرجان من أجل إبراز الواقع الفلسطينى وحقيقة المرأة ومعاناتها وقضاياها على المستوى الدولى.. وقد خصصنا مسابقة للسيناريو داخل المهرجان تشترط أن يتناول النص القضية الفلسطينية، أو جانب من القضية الفلسطينية، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وسيتم تشكيل لجنة تحكيم خاصة بالسيناريو لاختيار الفائز بالجائزة للسيناريو الطويل وجائزة أخرى للسيناريو القصير. فنحن نسعى لتحويل الرواية الشفهية الفلسطينية إلى وثيقة فنية تُحاكى الضمير العالمى.. وستحمل الجائزة اسم روائية فلسطينية أو روائى خدمت رواياتهم القضية الفلسطينية وسيتم الإعلان عن الاسم قريباً. وهى جائزة مستقلة عن جوائز «البرتقالة الذهبية». الخاصة بالأفلام. كما ستقوم إدارة المهرجان فى هذه الدورة بتكريم 3 نساء مبدعات فى زمن الإبادة.
هل تنوون نقل التجربة إلى مناطق فلسطينية أخرى؟
-لا نخطط لتأسيس مهرجانات مماثلة، لكن من الممكن عرض أفلام المهرجان فى مناطق فلسطينية أخرى.
ما رؤيتكم لمستقبل المهرجان خلال السنوات القادمة؟
-أتوقع أن يترك المهرجان بصمة قوية خلال خمس سنوات، وأن يصبح معروفًا دوليًا. ففريق التأسيس يضم سينمائيين عربًا وأجانب من دول مختلفة يعملون بإخلاص من أجل غزة ونسائها. ومن أجل أن يصبح هذا المهرجان معروفًا دوليًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "
0 تعليق