: بين البذخ والبساطة وخرق القوانين كيف يحتفل الرؤساء بأعياد ميلادهم؟

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قد يظن البعض أن الرؤساء لا يحتفلون بأعياد ميلادهم مثل المواطنين العاديين فإما أن يكون الاحتفال سريعا وروتينيا بسبب مسئولياتهم الكبيرة أو كما يرى البعض الآخر يقيمون احتفالات كبيرة وينفقون ببذخ فى يوم ميلادهم. لكن الحقيقة أن الرؤساء يحتفلون بأعياد ميلادهم ومناسباتهم الخاصة مع عائلاتهم وأصدقائهم المقربين مثل أى إنسان عادى.

وبما أن الإعلام الأمريكى يهتم بيوم ميلاد الرئيس وكثيرًا ما يرصد مظاهر الاحتفال فقد عاصرنا احتفال العديد من الرؤساء بأعيادهم مثل الرئيس الأسبق «باراك أوباما» الذى اعتاد طوال سنوات حكمه الثمانية على إقامة حفل عيد ميلاده فى البيت الأبيض.الاحتفال كان يحضره أصدقاء أوباما وعدد من نجوم الفن والرياضة إلى جانب عدد من السياسيين ورجال الأعمال. وبما أنه احتفال خاص فقد كان نشر أسماء المدعوين محظورًا وحتى من وصلت أسماؤهم إلى الصحافة فقد كان ذلك من خلال تغريداتهم التى أعربوا فيها عن سعادتهم بحضور حفل عيد ميلاد أوباما. المدعوون كانوا ممنوعين من التقاط الصور أو نشرها.

ومن أغرب احتفالات الرؤساء الأمريكيين ذلك الذى أقامه الرئيس روزفلت مصابًا بشلل أطفال جزئى ولذلك كان مهتمًا على دمدار حياته بالعثور على علاج لهذا المرض حتى إنه استثمر كل ثروته فى شراء مركزًا لإعادة التأهيل لمرضى شلل الأطفال باسم «warm spring». وفى عام 1934 احتفل بعيد ميلاده فى البيت الأبيض وسط أصدقائه ولكنه نفذ فكرة لجمع تبرعات للمركز حيث أقيمت حفلات رقص فى أنحاء البلد تحت شعار «ارقص حتى يستطيع الآخرون المشى». فى ذلك العام، جمعت الحملة التى تبناها الرئيس أكثر من مليون دولار حيث أدى المشاركون من كل المدن ستمائة رقصة وتم وضع التبرعات فى صندوق باسم «March of Dimes» الذى كان يهتم بمرضى شلل الأطفال وبعد العثور على علاج لهذا المرض تحولت إلى المؤسسة التى تحمل نفس اسم الصندوق إلى الاهتمام بصحة الأم والطفل.

وفى كوريا الشمالية، تحول الاحتفال بعيد ميلاد مؤسس الدولة «كيم سونج» فى 15 إبريل إلى يوم وطنى رسمى منذ عام 1968 تحت اسم «يوم الشمس» ولذلك كانت تختلط فيه الاحتفالات الشعبية بالعسكرية إلى جانب عروض الرقص الجماعى والألعاب النارية والمسابقات الرياضية والفنية. وفى عام 2012 احتفلت الدولة بمئوية الرئيس الراحل فى عروض عسكرية وتجمعات للشعب فى الساحات على مدار أربعة أيام.

أما الرئيس الحالى «كيم جونج أون» فيعتبر عيد ميلاده مناسبة شبه مقدسة على الرغم من أنه لا يعلن عنه رسميًا فى وسائل الإعلام ولا يعرف أحد يوم ميلاد الرئيس لكن الاحتفالات فى هذا اليوم تشير لأى أنه يوم ميلاده حيث يتم تنظيم عروض نارية ومهرجانات رياضية. وفى بعض الأحيان يتم توزيع وجبات مجانية كهدية من الرئيس. وهناك أغنية رسمية تحتفل بيوم ميلاد الرئيس تذاع فى المدارس والمؤسسات لكن دون الإعلان أنها بمناسبة عيد ميلاد الرئيس!

فى بريطانيا، اعتاد رئيس الوزراء البريطانى السابق «ونستون تشرشل» الاحتفال بعيد ميلاده بأسلوب ملوكى بينما كانت المرأة الحديدية» مارجريت تاتشر» تفضل الاحتفال فى أجواء عائلية بسيطة. وعندما فاجأها موظفو 10 داوننج ستريت، وهو المقر المعروف لرئيس الوزراء البريطانى حتى اليوم، بكعكة صغيرة وغنوا لها عيد ميلاد سعيد لكنها ردت بصرامتها المعتادة «الوقت ثمين.. دعونا نعود إلى العمل».

أما «بوريس جونسون» فقد نظم له موظفو 10 داوننج ستريت عيد ميلاد فى فترة جائحة كورونا والتى كان مطلوبًا وقتها الابتعاد عن التجمعات للحد من انتشار المرض بل إن البلاد وقتها كانت فى حالة إغلاق مثل غالبية دول العالم. تحول الاحتفال البسيط إلى فضيحة أطلق عليها «partygate» أى «فضيحةالحفل» واضطر جونسون إلى الاعتذار الرسمى للشعب ودفع غرامة.

نفس الأزمة تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» الذى احتفل بعيد ميلاده أثناء الجائحة وتوصيات «منظمة الصحة العالمية» وتشديدها على ضرورة التباعد الاجتماعى، فاتهم بخرق قواعد التباعد من خلال تجمع عائلة بمناسبة عد ميلاده.ويجدر الإشارة هنا إلى أن «نتانياهو» متهم بتلقى هدايا فاخرة هو وزوجته «سارة» بقيمة تصل إلى مائتى ألف شيكل أى ما يعادل نحو مائة وستة وثمانون ألف دولار أمريكى من رجال أعمال مقابل تقديم خدمات لهم وإصدار تشريعات تصب فى مصلحتهم. الهدايا شملت مشروبات فاخرة ومجوهرات. 

الرئيس الزيمبابوى «روبرت موجابى» احتفل بعيد ميلاده الـ91 فى ملعب رياضى كبير وتم تقديم كعكة ضخمة بلغ وزنها تسعين كيلو جراما إلى جانب تسعين بقرة تم ذبحها بهذه المناسبة.كما طُبعت صوره على قبعات وملابس ولافتات فى أنحاء البلاد وذلك فى وقت كان شعبه يعانى من الجوع ونقص المواد الأساسية.

أما الرئيس الفرنسى الأسبق «نيكولا ساركوزى» فقد احتفل بعيد ميلاده عام 2008 مع زوجته «كارلا برونى» بحضور عدد من النجوم فى عالم الموضة والفن والموسيقى مما أدى إلى انتقادات كبيرة اتهمته بإقامة حفل برجوازى لا يليق برئيس دولة تقدر البساطة والرقى.

وفى النهاية تختلف العادات والأعراف وتختلف شخصيات الرؤساء وميولهم لكن يبقى الاحتفال بعيد الميلاد أمرا يتشارك فيه أصحاب المناصب الكبرى وصغار الموظفين. فالجميع يحتاج إلى لحظة احتفال يستعيد فيها علاقاته الاجتماعية ويشعر بدفء الحياة الاجتماعية التى تتلاشى وسط صخب العمل.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??