belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن التعرّض أثناء الحمل لمجموعة من المواد الكيميائية الخطرة والمستخدمة على نطاق واسع، قد يرتبط بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في سن المراهقة.

تُعرف المواد الكيميائية "الفلورية" (PFAS)، التي يُطلق عليها أحيانًا "المواد الكيمائية الأبدية" لأنّها لا تتحلل بشكل كامل في البيئة، بأنها مجموعة من حوالي 15 ألف مادة كيميائية من صنع الإنسان، ترتبط بالإصابة بأنواع معينة من السرطان، والاضطرابات الهرمونية، ومشاكل في النمو عند الأطفال.

تُظهر البيانات الجديدة أنّ هذه المركبات الاصطناعية قد ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المراهقين في وقت لاحق من حياتهم.

درس الباحثون بيانات من 1,094 طفلًا على مدى 12 عامًا كمعدل وسطي. وقارن الفريق البحثي بين قياسات ثمانية أنواع من مواد PFAS في عينات بلازما الأمهات بعد فترة تتراوح بين 24 و72 ساعة من الولادة، وقياسات ضغط الدم لدى الأطفال، المستقاة من السجلات الطبية.

ذكر الدكتور مينغيو تشانغ، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، وأستاذ الطب المساعد بكلية الطب في جامعة هارفارد ومركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، أنّ  الدراسة وجدت أنّ الأطفال الذين تعرّضوا لمستويات أعلى من المواد الكيميائية PFAS، قبل الولادة كانوا أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة والمراهقة. كان هذا الارتباط قويًا تحديدًا لدى المراهقين، والأطفال الذكور، والأطفال من البشرة السوداء.

ارتفاع ضغط الدم في سن المراهقة

ذكر تشانغ أن هذه الدراسة تعتمد على الملاحظة، أي أنه رغم وجود روابط بين التعرّض لـPFAS وارتفاع ضغط الدم، لا يمكن إثبات أن التعرّض لهذه المواد هو السبب في ارتفاع ضغط الدم. 

رغم أنّ الباحثين قد أخذوا بالاعتبار أثناء مراجعتهم للبيانات العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتائج، إلا أن هناك عناصر أخرى قد تكون وراء العلاقة بين PFAS وضغط الدم.

قال الدكتور كارمن مارسيت، وهو أستاذ البحث المتميز في مدرسة رولينز للصحة العامة بجامعة إيموري في أتلانتا، غير المشارك في البحث، إن هذه النتائج قوية، خاصة أن الدراسة تُعد واحدة من أكبر وأشمل الدراسات التي استخدمت أساليب دقيقة.

تكمن أهمية الموضوع في أنّ الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة لاستمرار ارتفاع ضغط الدم في المستقبل، ما يُشكل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تُعد السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة.

بيّنت الدراسة أن التأثيرات كانت أكبر لدى المراهقين الذين تعرضوا لمزيج من مواد PFAS خلال فترة الحمل مقارنةً بالأطفال الذين لم يتعرضوا لها، ما يشير إلى أن هناك تأثيرًا تآزريًا على صحة القلب والأيض، وفقًا لما ذكره مارسيت، الذي أضاف أنّ "غالبية الأطفال سيتعرضون لمجموعة متنوعة من مواد PFAS، لذا فإن هذا أمر مقلق".

كيف يمكن تقليل التعرض لمواد PFAS

تتواجد مواد PFAS في مصادر رئيسية مثل الطعام، والماء، والأشياء المقاومة للماء أو البقع.

يمكن التخفيف من تأثيرها من خلال خطوات مفيدة تشمل:

1. شرب الماء المصفى، باستخدام فلاتر معتمدة من قبل مجموعة العمل البيئية (Environmental Working Group)، من حاويات معدنية أو زجاجية، حيث أن البلاستيك يحتوي على مواد PFAS ومواد كيميائية سامة أخرى.
2. التركيز على الأطعمة الطازجة، حيث أن التعبئة والتغليف للأطعمة غالبًا ما تكون مغطاة بمواد PFAS.
3. تجنب استخدام أدوات الطهي غير اللاصقة، واختيار أواني الطهي المعدنية، أو المصنوعة من الحديد الزهر أو السيراميك.

قال مارسيت إن تنظيف الأتربة، واستخدام المكنسة الكهربائية، وغسل اليدين قبل تناول الطعام أو الشراب يمكن أن يقلل أيضًا من التعرض لمواد PFAS.

وأضاف تشانغ أن اختيارات نمط الحياة الصحية يمكن أن تساعد على تقليل خطر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال الذين تعرضوا لمواد PFAS. وقال: "يشمل ذلك الحفاظ على وزن صحي، وتناول نظام غذائي متوازن، وتقليل استهلاك الملح، وتشجيع النشاط البدني".