المشهد العسكري الراهن: تبادل الضربات وتصاعد التكاليف**
شهدت الأيام الثلاثة الماضية تصعيداً غير مسبوق في المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، حيث تجاوزت الضربات نمط “حرب الظل” عبر الوكلاء إلى مواجهة صريحة:

1. **الهجمات الإيرانية الأخيرة**:
– استهداف مطار بن جوريون الدولي وميناء حيفا الإستراتيجي بصواريخ باليستية، مما تسبب في حرائق واسعة وأضرار مادية جسيمة .
– استخدام صواريخ “الحاج قاسم” المجهزة برؤوس حربية تصل إلى 1.5 طن، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات في بات يام ورحفوت .
– إيران أعلنت عن سقوط **224 قتيلاً** في صفوفها جراء الضربات الإسرائيلية، بينهم 7 من قادة القوات الجوفضائية في الحرس الثوري .

2. **الرد الإسرائيلي**:
– تدمير عشرات الرادارات ومنصات الصواريخ الأرض-جو في غرب إيران، وشلّ جزء كبير من منظومة الدفاع الجوي الإيراني .
– ضربات دقيقة على منشأة نطنز النووية، حيث أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أضرار وإن كانت محدودة .
– اغتيال كبار القادة العسكريين مثل اللواء أمير علي حاجي زاده خلال اجتماع طارئ في قاعدة طهران، ما كشف ثغرات أمنية خطيرة .

—

### **تحليل الثغرات الاستراتيجية: لماذا فاقمت إيران خسائرها؟**
كشفت الوثائق الداخلية المسربة لـ”نيويورك تايمز” عن إخفاقات بالغة في الجانب الإيراني:
– **سوء تقدير فادح**: تجاهل القادة العسكريون تحذيرات استخباراتية عن هجوم إسرائيلي وشيك، اعتقاداً منها أنها “دعاية ضغط” قبل المحادثات النووية المزمعة في عُمان .
– **انقسام القيادة**: جدل حاد داخل المجلس الأعلى للأمن القومي بين تيار يدفع للرد الفوري وآخر يحذر من مخاطر حرب شاملة .
– **ضعف البنية التحتية**: العجز عن تفعيل أكثر من 100 صاروخ باليستي بسبب تدمير منصات الإطلاق، مما حدّ من فعالية الرد الإيراني .

—

### **السياقات الإقليمية والدولية: لعبة الشطرنج الكبرى**
– **الولايات المتحدة**: رغم إنكار ترامب المباشر للتنسيق، تؤكد تقارير أن غياب “الضوء الأحمر” الأمريكي فُسّر في إسرائيل كضوء أخضر ضمني. كما أن استخدام معدات أمريكية متطورة في الضربات يكشف درجة التعاون .
– **دول الخليج**: أغلقت أجواء 5 دول تحسباً لامتداد رقعة القتال، بينما تسعى قطر لوساطة عاجلة عبر اتصال أميرها بترامب .
– **روسيا والصين**: أدانت موسكو “خرق السيادة”، لكنها حذّرت طهران من تعطيل مشاريع الطاقة المشتركة. أما بكين فتركّز على حماية خطوط إمداد النفط .

—

### **سيناريوهات الحرب الأربعة: الطريق إلى النهاية**
بناءً على تحليل موازين القوى الحالية:

1. **سيناريو التصعيد المحدود (40% احتمالية)**:
– استمرار الضربات المتقطعة عبر الصواريخ والعمليات السيبرانية.
– تصعيد غير مباشر عبر الحوثيين في البحر الأحمر أو حزب الله في لبنان، رغم مؤشرات على تردد الأخير .

2. **سيناريو التهدئة التدريجية (35% احتمالية)**:
– وساطة عُمانية-قطرية لوقف إطلاق النار.
– عودة إلى “حرب الظل” مع مفاوضات نووية مُعاد تصميمها تحت ضغوط أمريكية .

3. **سيناريو الحرب الإقليمية (20% احتمالية)**:
– تدخل الولايات المتحدة المباشر إذا استهدفت مصالحها في الخليج.
– إغلاق مضيق هرمز، مما قد يرفع أسعار النفط العالمية بنسبة 60% .

4. **سيناريو تغيير النظام (5% احتمالية)**:
– محاولة إسرائيلية مدعومة غربياً لإسقاط النظام الإيراني، لكنها تُعتبر خطرة بسبب فراغ السلطة المحتمل كما في العراق 2003 .

—

### **توقعات النهاية: لماذا يميل الميزان نحو التهدئة؟**
– **قيود إيران**: تدمير بنيتها الدفاعية يحدّ من قدرتها على حرب طويلة، كما أن خسارة كوادر عسكرية وعلمية يعيق انتعاشها السريع .
– **ضغوط إسرائيل**: تكلفة الحرب المفتوحة على اقتصادها، وخوف نتنياهو من فقدان الدعم الأمريكي إذا خسر ترامب الانتخابات .
– **المخاطر العالمية**: رغبة واشنطن وموسكو وبكين في تجنب أزمة طاقة تهدد التعافي الاقتصادي العالمي .

> **خلاصة استراتيجية**: رغم خطاب التفاخر من الطرفين، فإن الحسابات العقلانية تشير إلى أن الأشهر القادمة ستشهد تحولاً نحو “تهدئة هشة”، مع استمرار التوتر تحت السطح. السؤال المركزي الآن: هل ستتحول هذه الحرب إلى نقطة تحول في الشرق الأوسط، أم مجرد فصل آخر في صراع لا ينتهي؟ .