أكدت وزارة الخارجية الجزائرية، مساء اليوم الاثنين، أن الجزائر اتخذت قرارا سياديا باعتبار 12 موظفا من سفارة فرنسا وممثلياتها القنصلية، أشخاصا غير مرغوب بهم، مع إلزامهم بمغادرة البلاد في غضون 48 ساعة. وذكرت الخارجية الجزائرية، في بيان لها، أن القرار السيادي، جاء إثر الاعتقال الاستعراضي والتشهيري في الطريق العام، الذي قامت به المصالح التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، في حق موظف قنصلي جزائري في فرنسا. واعتبر البيان أن هذا الإجراء المشين، الذي يصبو من خلاله وزير الداخلية الفرنسي «برونو ريتايو» إلى إهانة الجزائر، تمّ القيام به في تجاهل صريح للصفة التي يتمتع بها هذا الموظف القنصلي، ودون أدنى مراعاة للأعراف والمواثيق الدبلوماسية. وأضافت الخارجية الجزائرية أن هذا الوزير، الذي يجيد الممارسات القذرة لأغراض شخصية بحتة، يفتقد بشكل فاضح لأدنى حسّ سياسي. وتابع البيان: «القيام باعتقال مهين لموظف قنصلي محمي بالحصانات والامتيازات المرتبطة بصفته، ومعاملته بطريقة مشينة ومخزية على شاكلة سارق، يتحمل بموجبه الوزير المذكور المسؤولية الكاملة للمنحى الذي ستأخذه العلاقات بين الجزائر وفرنسا». وأكدت الخارجية الجزائرية، في ختام بيانها، أن أي تصرف آخر يتطاول على سيادة الجزائر، من طرف وزير الداخلية الفرنسي، سيقابل برد حازم ومناسب، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، محملة إياه المسؤولية للمنحنى الذي ستأخذه العلاقات بين البلدين. ويأتي هذا التطور بعد أسبوع من إعلان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاستئناف الشامل للعلاقات بين بلاده والجزائر، وذلك في أعقاب التوتر بالعلاقات في الآونة الأخيرة. واتفق الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون، والفرنسي إيمانويل ماكرون، مطلع الشهر الجاري، على استئناف التعاون الأمني بين البلدين بشكل فوري، مؤكدين على ضرورة الاستئناف الفوري للتعاون في مجال الهجرة بشكل موثوق وسلس وفعّال. وفي نهاية يناير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أنها استدعت السفير الفرنسي، وأبلغته احتجاج الحكومة على المعاملات الاستفزازية التي تعرض لها مواطنون جزائريون في مطارات باريس. وكانت الجزائر قد أعلنت، في 11 يناير الثاني الماضي، رفضها الاتهامات الفرنسية لها بـ التصعيد والإذلال ضد باريس، مستنكرة انخراط اليمين المتطرف في حملة تضليل وتشويه ضدها. وسبق ذلك تصريح وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، بأن الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا، وذلك بعد رفضها استقبال ناشط رحّلته باريس إليها ليُعاد إلى فرنسا. اقرأ أيضاًالمحكمة الدستورية الجزائرية تعلن فوز عبد المجيد تبون لفترة رئاسية ثانية السلطة الجزائرية للانتخابات: تمديد موعد غلق صناديق الاقتراع الرئاسة الجزائرية: عبد المجيد تبون يترشح لولاية جديدة