أذكار الصباح.. مع بداية صباح يوم الأحد 6 أبريل 2025، يستقبل المسلمون يومًا جديدًا مليئًا بالأمل والتحديات، حيث ينطلقون في يومهم هذا مع تجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى، ويعزمون على التوجه إليه بالدعاء والعمل الصالح، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاستفادة من لحظات الصباح والمساء بالتوجه إلى الله بأدعية وأذكار تقي وتحصن الإنسان من كل شر أو مكروه.

أذكار الصباح.. حماية من كل شر

في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن خُبيب رضي الله عنه، يقول: “خرجنا في ليلة مطرة وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: قُلْ، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قُلْ، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قُلْ، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلّ شىء”، [رواه الترمذي، حديث حسن صحيح].

هذه الأذكار التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي من أعظم وسائل الحماية من الشرور، فالمواظبة عليها تمنح المسلم الطمأنينة، وتحفظه من جميع الأضرار والأذى.

ذكر الله عند الصباح والمساء

ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الصباح: "اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنا وَبِكَ أمْسَيْنا، وَبِكَ نَحْيا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ" [رواه الترمذي، حديث حسن]، وفي هذا الدعاء نجد إشارة إلى التوكل الكامل على الله في كل شؤون حياتنا؛ حيث يعترف المسلم بأن الله هو مصدر الحياة والموت والنشور، وأنه لا يمكنه أن يفعل شيئًا إلا بتوفيق الله ورعايته.

أذكار الصباح والمساء كاملة 

• اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ: هذا الدعاء يفتح للإنسان بداية يومه ويؤكد على ضرورة التوكل على الله.
• بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم (ثلاث مرات): حماية يومية تضمن السلامة من الشرور.
• أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا: تأكيد على التمسك بفطرة الإسلام والاعتراف بتوحيد الله.
• اللهم إني أسالك العفو والعافية في الدنيا والآخرة: دعاء يسعى المسلم من خلاله لطلب السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.
• رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا: إعلان الرضا عن الله ودينه ونبيه، مما يعزز الإيمان والطمأنينة في القلب.
• يا حى يا قيومُ برحمتك أستغيثُ، أَصلِحْ لي شأنى كلَّه: دعاء في الساعات الصباحية يطلب فيه المسلم من الله إصلاح حاله وتوفيقه في كل أموره.
• لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير: ذكر عظيم يعلن فيه المسلم اعترافه بتفرد الله في ملكه وقدرته.
• حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات): ذكر قوي يمنح المسلم الطمأنينة في مواجهة التحديات والمصاعب.
• سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه: دعاء مناجاة يعزز من ارتباط المسلم بالله ويزيد من تأملاته في عظمته سبحانه.

 ذكر الله في السحر

عن أبي هريرة رضي الله عنه، يُذكر في "صحيح مسلم" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أسحر في سفره يقول: "سَمَّعَ سامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنا، رَبَّنا صَاحِبْنا، وأفْضِلْ عَلَيْنا، عائِذًا باللَّهِ منَ النَّارِ" [رواه مسلم]، وفي هذا الدعاء، نجد حثًا على شكر الله في ساعات السحر، وطلب الحماية من النار، مما يبين عظمة هذا الوقت في الإسلام. والسحر هو وقت مبارك يعبر عن التواصل الخاص مع الله.

أذكار المساء.. السلامة والعافية

في "صحيح مسلم" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمسى يقول: "أمْسَيْنا وأمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، لا إِلهَ إِلاَّ الله وحده لا شريك له..." [رواه مسلم]، وفي هذا الدعاء نؤكد على الاعتراف بأن ملك الله هو السائد في الليل كما في النهار، وتبدأ فيه فترة جديدة من الحماية والطمأنينة، وتذكر أيضًا طلب الحماية من شرور الليل وأهواله.

أدعية لحماية النفس من البلاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "أما لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكلمات الله التامات من شر ما خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ"، [رواه مسلم] هذه الكلمات تضمن الحماية التامة من البلاء والمكروه في الليل، ويستحب أن يرددها المسلم ليلًا حتى يكون في معية الله تعالى، مُحصنًا من أي شر.

الدعاء للصباح والمساء.. كلمات من نور

ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ في صَباحِ كُلّ يَوْمٍ وَمَساءِ كل ليلة: بِسْمِ اللَّهِ الَّذي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شئ فِي الأرْضِ وَلا في السَّماءِ وَهُوَ السَّميعُ العَلِيم، ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّه شئ"، [رواه الترمذي]، هذا الدعاء يحرص المسلم على ترديده صباحًا ومساءً ليحفظه الله من الأذى والبلاء سواء في الأرض أو السماء، ومن خلاله يحصن المسلم نفسه ضد جميع المكروهات التي قد تصيبه.

العودة إلى الله في كل وقت

هذه الأذكار والأدعية تتكرر في حياة المسلم يوميًا في الصباح والمساء، وهي وسيلة لتعميق الإيمان والتعلق بالله، والتأكيد على أهمية تذكّر الله في كل الأوقات، من خلال التمسك بهذه الأذكار، يحصل المسلم على الحماية والطمأنينة، كما يحفظ نفسه من الشرور والأذى، ويشعر بالقرب من الله في جميع أحواله، مما يعينه على مواجهة التحديات اليومية بثقة وإيمان.