(CNN)-- يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الموعد النهائي الذي حدده لنفسه في 2 أبريل/نيسان لفرض رسوم جمركية شاملة. ويهدد بفرض أخرى إضافية على خصومه الأجانب في نهاية هذا الأسبوع، على الرغم من تعبيره عن انفتاحه على عقد الصفقات.

وصف ترامب الموعد بأنه "يوم التحرير"، ووعد بفرض رسوم جمركية متبادلة على عدد غير محدد من الدول، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 25% على السيارات وقطع غيارها.

لكنه حذر أيضًا من فرض رسوم جمركية إضافية على روسيا وإيران، خصمي الولايات المتحدة، في مقابلة هاتفية مع كريستين ويلكر من شبكة NBC News خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأعرب الرئيس علانية عن شكواه تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المقابلة.

وقال ترامب لويكلر: "كنت غاضبًا جدًا - منزعجًا - عندما بدأ بوتين في التطرق إلى مصداقية زيلينسكي، لأن هذا لا يسير في الاتجاه الصحيح"، في إشارة إلى تعليقات الزعيم الروسي الأسبوع الماضي التي اقترح فيها وضع أوكرانيا تحت "إدارة مؤقتة" ريثما تعمل الدولتان على التوصل إلى اتفاق.

وأضاف: "لكن قيادة جديدة تعني أنه لن يكون هناك اتفاق لفترة طويلة، أليس كذلك؟ ... لكنني كنت غاضبًا من ذلك. ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وإذا اعتقدت أن روسيا هي المسؤولة، فسأفرض عليها عقوبات ثانوية".

تتناقض نبرة ترامب الحادة الانتقادية لبوتين بشكل صارخ مع كلماته عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودعوات ترامب لإجراء انتخابات في البلد الذي مزقته الحرب. وأخبر ويلكر أن بوتين يدرك غضبه.

وحذّر ترامب من أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية ثانوية، قائلا: "إذا لم أتمكن أنا وروسيا من التوصل إلى اتفاق لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا، وإذا اعتقدتُ أن روسيا هي المسؤولة، وهو أمرٌ قد لا يكون كذلك، ولكن إذا اعتقدتُ أن روسيا مسؤولة، فسأفرض رسومًا جمركية ثانوية على النفط، على كل النفط القادم من روسيا".

لم يُقدّم ترامب مزيدًا من التوضيح حول كيفية تطبيقه لهذه الرسوم.

وأعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي عن اتفاقٍ يقضي بتوقف روسيا عن استخدام القوة في البحر الأسود عند رفع العقوبات المفروضة على بنوكها وصادراتها بسبب غزوها لأوكرانيا. وكان هذا الاتفاق أقل بكثير من وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يومًا الذي اقترحه البيت الأبيض في البداية.

وعندما سُئل عما إذا كان سيتحدث إلى بوتين هذا الأسبوع إذا "فعل الزعيم الروسي الصواب"، أجاب ترامب: "نعم".

وفي المقابلة نفسها، أشار ترامب إلى أنه "يفكر في فرض رسوم جمركية ثانوية على إيران... حتى يتم توقيع اتفاق".

خلال ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وهو اتفاق فرض قيودًا صارمة على برنامج طهران النووي المثير للجدل مقابل تخفيف العقوبات. ويوم الأحد، صرّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن بلاده ترفض المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.

ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات صارمة على إيران، وتتعامل تجاريًا بصورة محدودة معها.

وكان الرئيس الأمريكي قد أقر سابقًا بأن رسومه الجمركية المرتقبة قد تؤدي إلى بعض الاضطرابات الاقتصادية، وسعى كبار مستشاريه الاقتصاديين إلى التقليل من شأن حالة عدم اليقين والتأثير الاقتصادي لقراراته المتوقعة، الأربعاء المقبل.

ورفض كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، الإفصاح عن عدد الدول التي ستُستهدف برسوم جمركية متبادلة، وأشار الأحد إلى أن الخطط لا تزال غير واضحة.

وقال هاسيت خلال ظهوره في برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة FOX News مع ماريا بارتيرومو: "سيقرر الرئيس ترامب عدد الدول".

وبدا أن هاسيت يُشير إلى أن الرئيس لم يتخذ أي قرارات نهائية بعد. وقال هاسيت: "لدى الرئيس ترامب رؤية بعيدة المدى للعصر الذهبي لأمريكا، ونحن نعمل بجدٍّ واجتهاد لإصدارها في الوقت المناسب. لكن لا يمكنني تقديم أي توجيهات استشرافية بشأن ما سيحدث هذا الأسبوع. لدى الرئيس الكثير من التحليلات، وسيتخذ القرار الصحيح".

في غضون ذلك، أبدى ترامب انفتاحًا على التفاوض، قائلاً لويلكر: "فقط إذا كان الناس على استعداد لمنحنا شيئًا ذا قيمة كبيرة. لأن الدول لديها أشياء ذات قيمة كبيرة. وإلا، فلا مجال للتفاوض".

وصرّح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، الجمعة، أن أي صفقات ستُبرم على الأرجح بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية.

ولطالما آمن الرئيس باستخدام الرسوم الجمركية - وتهديدها - كأداة تفاوض رئيسية. لكن الجدل الدائر حول الرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا الشهر هزّ الأسواق، مما أثار القلق وعدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين الأمريكيين.

ورفض بيتر نافارو، كبير مستشاري الرئيس لشؤون التجارة والتصنيع، المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار على المستهلكين. 

وقال خلال ظهوره في برنامج "فوكس نيوز صنداي" مع شانون بريم: "الرسوم الجمركية هي تخفيضات ضريبية، والرسوم الجمركية هي وظائف، والرسوم الجمركية هي أمن قومي، وهي رائعة للأمريكيين. ستجعل الرسوم الجمركية أمريكا عظيمة مرة أخرى".