: دورى النقاد.. دراما رمضان فى ميزان النقد الفنى

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ماجدة موريس .. فى وداع الدفعة الأولى 

هل تغيرت الدراما، أم نحن الجمهور الذى تغير؟

وهل تغيرت قواعد العمل الدرامي، أم أن كل زمن يفرض شروطه ومسلسلاته؟. أسئلة عديدة تتوارد إلى الذهن مع اقتراب نهاية النصف الأول من رمضان، والنصف الأول من المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة، ومع ذلك فمن الصعب بعد 12 حلقة تصور النهايات لهذه الأعمال، مع أن الباقى ثلاث حلقات فقط وبعدها الوداع، لكن.. من الواضح أن تراث الدراما ما زال مؤثرًا على كتابها وصناعها، وربما يتفاجأون هم أنفسهم بأن الحلقات لا بد أن تنتهى بعد 15حلقة وليس 30، فيتخذون قرار الإنهاء، بدون مراعاة المشاهد الذى يفاجأ، لو كان متفاعلًا، أو لا يفاجأ، بل يسعد، لو كان يقضى وقتًا بلا تفاعل.

ومع ذلك كله فإن الكثير من مسلسلات هذا الموسم تستحق الانتباه والاهتمام، خاصة تلك التى ستودعنا سريعًا، مثل (ولاد الشمس) وقضاياه القديمة الجديدة وبراعة مخرجه فى إدارة ممثليه الشباب و(قلبى ومفتاحه) الذى فتح قضايا إنسانية فى كل حلقة من خلال ظروف أبطاله القليلين والباحثين عن حلول لأزمات وجودية تحاصرهم برغم المقاومة. أما (إخواتي) فهو دراما الأسرة فى زمن التفكك، وبرغم الاختلاف فى كل شيء فإن دعم ومحبة الأخوات هو المنقذ لهن، أما (النص) فهو عمل عن الماضى يلامس الحاضر، وحيث يتحول بطله من نشال إلى مطارد للجنود البريطانيين أيام الاحتلال وهو ما يضيف إليه كثيرًا فيندفع أكثر لمقاومة المحتلين، وهكذا تنتهى الدفعة الأولى من مسلسلات رمضان 2025، لنبدأ بعدها فى اكتشاف الدفعة الثانية من المسلسلات القصيرة، ونتعرف على ما تقدمه من قصص وأفكار وفن، (وكل هذا ونحن سائرون مع مسلسلات الثلاثين حلقة)، وأتخيل أننا فى رمضان القادم قد تتغير أوضاع الدراما، وتتحول كلها إلى 15 حلقة فقط لأنه من المستحيل أن تعود كلها إلى الثلاثين حلقة، وربما تتغير أيضًا قواعد أخرى تخص قصصها مثل أن نرى رواية لـ«نجيب محفوظ» أو «يحيى حقي» أو «يوسف إدريس» تصبح مسلسلًا، أو يفاجئنا مخرج مثل «جمال عبد الحميد» بتقديم عمل يعيد به أمجاد (زيزينيا) و(أرابيسك)، فالدراما فن قوى يستحق جهد وإبداع كل أجياله القادرة على الإبداع، خاصة فى الكتابة والإخراج عمودا الأساس فى بناء أى عمل درامى.

 

أفضل مسلسل: ولاد الشمس - قلبى ومفتاحه

أفضل ممثل: طه دسوقى - أحمد مالك - أحمد أمين

أفضل ممثلة: بطلات (إخواتي) نيللى كريم - روبى - كندة علوش - جيهان الشماشرجي

2_20250315105410.jpg

 

 

 

عصام زكريا .. مواهب بالجملة والنتيجة «قطاعي»!

أفكار جديدة. قصص جيدة. ممثلون موهوبون يمتلئون بالشباب والحيوية. مخرجون ومصورون وفنانون متميزون فى تخصصاتهم. وقبل ذلك شركات إنتاج سخية وصناعة راسخة مستقرة، وسوق ضخمة محليًا وإقليميًا وتحمل إمكانات توسع عالمية كبيرة.

ما الذى ينقص الدراما المصرية، إذن، لتحقق نقلة نوعية وطفرة تعادل الطفرات التى حققتها بلاد مثل كوريا الجنوبية أو إسبانيا أو المكسيك وغيرها؟

يستمر هذا السؤال فى الإلحاح على ذهنى، ويتجدد كل رمضان، كلما رأيت هذه الطاقات والأموال تهدر على إنتاجات متواضعة، وأيضًا كلما شاهدت أعمالًا ممتازة تؤكد أن بإمكان هذه الطاقات أن تصنع أفضل وأشمل، بدلًا من هذه الأعمال «القطاعي»!

لماذا تحتوى سيناريوهات معظم الأعمال على هذه العيوب البدائية القاتلة؟ لماذا يمثل الناس فى «العتاولة» و«إش إش» بهذه الطريقة، فى حين أن بإمكانهم أن يمثلوا كما يفعل أبطال «قلبى ومفتاحه» و«80 باكو» و«أولاد الشمس»؟

من حق صناع الدراما أن يأخذوا من الواقع، والواقع يمتلئ بالفعل بما هو أسوأ من حكايات وجرائم وألفاظ، وتحفظى السابق ليس «أخلاقيًا» مثلما يفعل البعض ليضربوا حرية التعبير بحجة محاربة «قلة الأدب».

3234126588.jpg

 

 

 

تحفظى هو فنى بالأساس. فحين لا تملك الجدية ولا الوعى ولا الأسلوب الفنى المناسب للتعبير عن أى مشكلة يكون الحل هو ما نراه من استسهال، وبمصطلحات الجيل الجديد «عبى واديله» أو بمصطلحات الجيل الأقدم «لحسة من قعر الطبق»!

وللأسف الذين لا يدركون قيمة ومقام الفن ليس فقط جماعات الذباب الإلكترونى التى تتربص بالدراما، ولكن بعض صناع هذه الأعمال الذين لا يفكرون سوى فى جنى الملايين من أقصر الطرق وأسهلها، طالما أن الاستسهال سيد الموقف!

لا أرغب فى أن أبدو متشائمًا، فالأعمال الجيدة موجودة أيضًا، وقد ذكرت بعضها، وأرغب كذلك فى الإشادة بأداء محمود حميدة وجلا هشام وبقية أبطال «ولاد الشمس»، وإدارة كوثر يونس لفريق نساء «80 باكو»، وصبرى فواز فى «الشرنقة»، وكلى أمل أن يحمل النصف الثانى من رمضان أعمالًا أفضل.

أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه

أفضل ممثلة: مى عز الدين

أفضل ممثل: آسر ياسين

 

804644410d.jpg

 

 

 

علا الشافعى .. (النص).. تجربة ملهمة للاستثنائى «أحمد  أمين»

بين الأزقة الضيقة والأسواق القديمة، حيث تختبئ الحكايات خلف كل جدار، يأخذنا مسلسل (النُص) إلى عشرينيات القرن الماضى، لنعيش رحلة «عبدالعزيز النُص»، النشال الذى يعرف الشوارع أكثر مما يعرف نفسه. مستوحى من كتاب (مذكرات نشال) للباحث «أيمن عثمان»، يرصد العمل عالم الجريمة الصغيرة، والنبل المختبئ فى القلوب القاسية، وسط مجتمع يموج بالصراعات الطبقية والتغيرات السياسية.

بطولة «أحمد أمين» فى دور (النُص)، تكشف عن براعته فى تقديم شخصية مركبة، تجمع بين الذكاء الفطرى والإنسانية الغائبة خلف قناع الاحتيال. وإلى جانبه، يبرع فريق عمل متكامل فى إضفاء الحيوية على المسلسل، من بينهم «أسماء أبو اليزيد، حمزة العيلى، صدقى صخر، عبد الرحمن محمد، دنيا سامى، وميشيل ميلاد»، حيث يجسد كل منهم جزءًا من فسيفساء هذا العالم القديم.

إحدى أبرز جماليات المسلسل هى قدرته على تحقيق التوازن بين السرد الدرامى والتوثيق البصرى، إذ نجح المخرج «حسام علي» فى خلق صورة سينمائية غنية بالألوان والظلال، معتمدًا على زوايا تصوير ذكية وإضاءة تعكس طبيعة الفترة الزمنية، ما يجعل المشاهد وكأنه يعايش التفاصيل اليومية لشوارع مصر فى العشرينيات. الملابس والديكورات جاءت على درجة عالية من الدقة، ما يعزز إحساس المصداقية والانغماس فى الحكاية، خاصة مع الإيقاع البصرى المدروس الذى يضيف إلى ثراء السرد الدرامي.

المسلسل من إنتاج شركة «أروما» للمنتج «تامر مرتضى» بالتعاون مع «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، ليؤكد أن الدراما المصرية قادرة على استعادة الزمن الجميل بسرد قوى وصورة مبهرة. (النُص) ليس مجرد دراما تاريخية، بل مرآة لزمن كان فيه الصراع بين الخير والشر أكثر إنسانية، وأكثر قسوة فى آنٍ واحد.

أفضل مسلسل: النُص

أفضل ممثل: أحمد أمين 

أفضل ممثلة: روبي

5_20250315105054.jpg

 

 

 

مصطفى عمار .. (قلبى ومفتاحه).. نص متماسك وأداء استثنائى وإخراج بديع 

يأتى مسلسل (قلبى ومفتاحه) كواحد من الأعمال الدرامية التى استطاعت أن تجمع بين النص القوى والإخراج المتقن والأداء التمثيلى البارع، ليشكل تجربة فنية متكاملة تليق بدراما جادة تحمل أبعادًا إنسانية ووطنية.

السيناريو، بحبكته المحكمة وحواراته العميقة، يعكس نضجًا فى الكتابة وقدرة على بناء شخصيات حقيقية تتفاعل مع الجمهور، مستفيدًا من تسلسل درامى متوازن بين التصاعد المشوّق واللحظات التأملية التى تعزز البعد العاطفى والإنساني. هذا العمق لم يكن ليظهر بهذا الشكل دون رؤية إخراجية واعية، حيث نجح المخرج فى تقديم مشاهد ذات دلالات بصرية ذكية، مستغلًا الإضاءة وزوايا التصوير لتكثيف المشاعر وتعزيز التشويق.

على مستوى الأداء، أثبت «آسر ياسين» مرة أخرى قدرته على تجسيد الشخصيات المركّبة، حيث أضاف بريقًا خاصًا إلى دوره، متنقلًا بسلاسة بين القوة والهشاشة.. «مى عز الدين» قدمت أداءً ناضجًا بعيدًا عن النمطية، بينما أظهر «محمد دياب» قدرة لافتة على منح شخصيته طاقة خاصة تجمع بين الغموض والواقعية.. «أشرف عبدالباقي» خرج من إطار الكوميديا المعتادة ليقدّم دورًا ناضجًا أثبت فيه مرونته التمثيلية، أما المفاجأة الحقيقية فكانت «محمود عزب»، الذى قدّم فى أول أدواره الثقيلة أداءً يعكس إمكانياته الكبيرة كممثل قادر على التجسيد العاطفى العميق.

بهذا العمل، تؤكد الدراما المصرية أن الجودة ليست مجرد أسماء لامعة، بل مزيج متكامل من نص قوي، رؤية إخراجية واعية، وأداء تمثيلى صادق يجعل من (قلبى ومفتاحه) علامة مضيئة فى الموسم الدرامي.

أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه - كامل العدد++

أفضل ممثل: محمد دياب – آسر ياسين - شريف سلامة 

أفضل ممثلة: مى عزالدين - دينا الشربينى

 

e380798b03.jpg

 

 

 

صفاء الليثى .. اللعب مع المشاهدين

يطرح صناع الأعمال الرمضانية العديد من الألغاز يلعبون بها مع المشاهدين فيثيرون داخلهم الرغبة فى الفوز بالتوصل إلى استنتاج النهايات، من سيكون ابن «بابا ماجد»، «مفتاح أم ولعة»؟. والكاتب الذكى يحتفظ بمفاجأة تقلب الموازين فى الحلقة التى تسبق النهاية، ويداعبنا «أحمد مالك» ويكسر الإيهام، ما تقول يا أخى ولا هنعرف الحلقة الجاية؟. 

من الصاحب المقصود فى الحلقة 11 من (قلبى ومفتاحه) والمعنونة (سلام يا صاحبي)، سنفكر قليلا ولكننا سنعرف قبل نهاية الحلقة أنها تصلح بين «عم نصر والشناوى»، وبين «إسماعيل وأسعد» أيضا، فكرة الخيانة بين أقرب اثنين تحية لـ«عادل إمام وسعيد صالح» والمخرج «نادر جلال». 

من التى سيميل قلب «فارس» إليها فى (وتقابل حبيب)، «فرح أم كاريمان أم ليل»، الأقرب استنتاجه للمشاهدين أن تنشأ قصة حب بين «ليل وفارس»، «ياسمين عبد العزيز وكريم فهمى» لتاريخ أدوارهما الرومانسية الناجحة معا. ولأننا فى عمل بطول شهر رمضان ستتعقد أمور العائلة وننتظر مع الطيبين انتصارهم على أشرار العمل الذى يقدم للجمهور ما يريده، قصص حب، مكيدة امرأة شبهتها البطلة بالمافيا. متى سنحصل على شهقة الاكتشاف بعد كشف المستور؟ 

من قصص (إخواتي) هل ستنجح «روبى» فى جمع ما صرفته لتعيد الدولارات أم تشاغل صاحبها الأصلى لتفلت من الكارثة؟ ويثار فينا الفضول لمعرفة متى نستريح وينتصر من أحببانهم وكأنهم من أفراد عائلتنا.

لعبة الحب فى مسلسل (النص) بين «صدقى صخر وأسماء أبو اليزيد»، «الصاغ لمعى ورسمية»، المتيم بها «درويش» الشخصية التى تؤكد موهبة «حمزة العيلى». أم ستكون هناك مفاجأة ونكتشف حب «رسمية» لـ«النص» تعودنا أن يحب البطل البطلة مهما بدا غير ذلك فى بعض اللمحات. يجمع المخرج «حسام على» أبطاله الموهوبين مع «أحمد أمين» الذى فضل قوة العمل على انفراده بكل المشاهد. إثارة الفضول عنصر مهم فى الدراما بعد قصص الحب، وما يعقبها من غيرة تدفع المشاهد للتعلق بالعمل والحرص على مشاهدته.

أفضل مسلسل: النص

أفضل ممثل: حاتم صلاح 

أفضل ممثلة: أسماء أبو اليزيد  

 

7f91ad0503.jpg

 

 

طارق مرسى.. جودر سيد الناس 

لا توجد كلمة خارجة أو لفظ خادش أو عنف غير مبرر... أتحدث عن مسلسل «جودر» أو شهريار 2025 وشخصية « جودر ابن عمر المصري» هذه الشخصية التى اختارها الكاتب المبدع أنور عبد المغيث من حكايات ألف ليلة وليلة ومرحت فيها عبقرية المخرج «إسلام خيري» وبراعة «ياسر جلال» بل كل فريق العمل للعام الثانى متفوقًا على أعمال أخرى.

قيمة «جودر» أنه يجسد الدور الحقيقى للفن وأنه لا يمنحنا دروسًا مجانية فى الحياة والأخلاق فقط، بل يعيد تشكيل صورة «البطل الشعبي» على الشاشة بمواصفات اجتماعية وأخلاقية ،هذه الشخصية المهتزة فى الأعمال الدرامية والتى يبحث عنها عدد من النجوم كل عام والتى فى الأساس ترقص على تيمة البطل الذى لا يُقهر وتكرس صورته كرمز للقوة المفرطة والتى تلجأ لتطبيق العدالة بالقوة خارج نطاق القانون، وما أكثر هذه النماذج فى الأعوام الخمسة الأخيرة حتى وصلت إلى مسلسلات «سيد الناس وفهد البطل وحكيم باشا والعتاولة والنص»، وإن كان الأخير نجا من فخ التكرار ولجأ إلى حيلة تاريخية وننتظر بدءًا من الغد مسلسل «الغاوى» لأحمد مكى لعلنا نصل إلى الأمل المنشود فى استعادة صورة البطل الشعبى كنموذج مثالى.

أما «جودر» فهو التجلى الأعظم للإبداع وانتصار الجمال على القبح والخير على الشر ونموذج فى توجيه رسائل لتصحيح واقع مرتبك ومتناقض، كما أنه التعبير الحقيقى لقدرة القوة الناعمة عندما تتوافر لها المقومات الأساسية للنجاح وإمكانيات (راجعوا جمال السيناريو والصورة والتكوين وإيقاع المشاهد وبراعة الجرافيك وروعة الملابس والموسيقى التصويرية والاستعراضات وتتر المقدمة والنهاية) وهي نقطة تحول كبيرة، والإشادة هنا لشادى مؤنس وعزيز الشافعى ويقف خلف كل هؤلاء المخرج المبدع إسلام خيرى الذى كسر الأساليب والقوالب النمطية لتجديد الخطاب الدرامى.

فى «جودر» بين مؤامرات الشمعيين وهوس الصراع الكنوز الأربعة مرحت موهبة ياسر جلال الذى وزع موهبته بالعدل بين جودر وشهريار، ولمعت ياسمين رئيس ونور وتفوقت جيهان الشماشرجى ونضجت تارا عماد، بينما تسير وفاء عامر فى سكة العظيمات، وفى خانة الممثل القدير يقف أحمد بدير وعبد العزيز مخيون وياسر الطوبجى وأحمد فتحى بثبات، ولا يمكن تجاهل طلات محمود البزاوى وعايدة رياض ووليد فواز وعلى صبحى.. «جودر» الذى هو «سِيد الناس» بامتياز مليء برسائل لو تعلمون عظيمة فى الحق والخير والجمال والإبداع.

 

أفضل مسلسل: جودر - قلبى ومفتاحه - النص 

أفضل ممثل : ياسر جلال- آسر ياسين - أحمد أمين 

أفضل ممثلة : نيللى كريم -مي عزالدين

 

1a5af371cb.jpg

 

 

حنان أبوالضياء ..  (كامل العدد ++).. سيناريو بسيط ومحبك

نجح (كامل العدد ++) بفضل سرده المريح، والكوميديا الفعالة، والكيمياء الاستثنائية لأبطاله.

 

وتدفقت الحكايات الأسرية لشخصياته المختلفة بصورة أوسع، وحول الروابط التى تربط الأفراد إلى طرح إنسانى، قائم على المحيط الاجتماعى والثقافى الذى يفرض التوقعات ويملى الخيارات. ينسج الجميع معًا حكايات الحب والخسارة والندم، بالعزف المتقن من مبدعيه على رغبتنا الإنسانية المطلقة فى الانتماء.

صور «خالد الحفناوى» بشكل جميل ديناميكيات العلاقات بين عائلة «ليلى وأحمد» والمحيطين بهم، الذين هم أيضًا مثل أفراد الأسرة. وهو الأمر الذى جعل المشاهد يرتبط بهم ويتعاطف معهم. مستعرضًا أواصر الدم، والعلاقات الوثيقة بينهم، وحالات التصارع مع المشاكل اليومية، والوقوع بين الطريقة التى من المفترض أن يستمر بها المرء والعواطف الداخلية التى لا مفر منها. 

بفضل سيناريو بسيط ومحبك، لا يشعر المتفرج بالملل، حيث قام بربط شخصياته بحميمية كبيرة، تسمح للمشاعر بالتراكم ببطء. السيناريو حاول تقديم شخصيات من لحم ودم، اجتمعوا من أجل الحب والعمل، والحصول على فرص جديدة، وقد يكون بعضها أو شيء منها ناجحًا.

يطرح المسلسل آمالهم ورغباتهم وأحلامهم وخيبات آمالهم أيضا. إنه يحدق بلا تردد فى الهوة بين الخاص بهم وتلك التى يبحر فيها المحيطون. والأهم من ذلك، أن هذه الدراما تجعل التفاصيل اليومية والمشاكل، وكل شيء فى سياق بسيط وكوميدى.

تستمر الأحداث فى هذا المنزل المزدحم، فى ظل رعاية «ليلي» وتفانى «أحمد»، ووجود الأبناء، يؤدى التفاعل اليومى بين الأبناء ومشاكلهم الشخصية إلى سلسلة من الأحداث المثيرة، حيث تختلف الآراء والأفكار، ويتم اختبار الولاءات الأسرية وتنكشف الجروح المخفية.

يكون التباين بين الشخصيات بمثابة استكشاف دقيق لهم. على طول الحلقات، نتعرف من جديد على شخصيات المسلسل والتطور الذى طرأ فى حياتهم، كل منهم يضيف أفكارا جديدة، ربما بعضها على نقيض ما كان عليه فى حياته فى الجزئين السابقين، مع ظهور شخصيات جديدة إضافت حيوية للعمل.

 اهتمام الجمهور بالمسلسل، كان السبب الرئيسى له هو أسلوب السرد الاجتماعى الكوميدى لتفاصيل الحياة لشخصيات قريبة الشبه من المشاهد، قدم ذلك بأداء مميز، ومؤثر من معظم الممثلين. تم التركيز فى المسافة بين ما تراه على الشاشة ومواجهة ما تشعر به حقا فى الداخل.

 

أفضل مسلسل: قلبى ومفتاحه 

أفضل ممثل: طه دسوقى 

أفضل ممثلة: انتصار    

28d6493a96.jpg

 

 

    

 

خالد محمود .. أحمد أمين.. «النص» ومنطقة آمنة للإبداع 

يعزف الفنان «أحمد  أمين» فى منطقة آمنة للإبداع، سواء كانت بنغمة درامية أو كوميدية، هذا ما لمسته خلال الثلاثة أعوام الأخيرة،  ربما يستند فى اختياراته على ذكاء بالفطرة، لكن ماذا بعد الاختيار، بالتأكيد تنفجر الموهبة فى التعامل مع نمط الشخصية التى يجسدها  ليحولها إلى «كاركتر» تحمل بصمته، ويجعلها تعيش وتتنفس..ويتركنا فى حالة تأمل كبيرة للغوص فيها.

هذا ما لمسته فى مسلسل (النص)، وقد توهج فى أداء تلك الشخصية المركبة  للنشال المحترف «عبدالعزيز النص»، وبعمق وسلاسة فى آن واحد، أبحر بنا فى قصة هذا اللص، المستوحاة من كتاب (مذكرات نشال) للباحث «أيمن عثمان»، الذى تحول  فى فترة الأربعينيات من طريق النصب  إلى الانخراط فى عمل قومى ليصبح بطلا شعبيا تتحاكى به الأجيال، بعد أن شّكل فرقة لمواجهة الاحتلال الإنجليزى، مكونة من مجموعة من النشالين مع الاستعانة بفتاة ليل وضابط. 

بالتأكيد كان لـ«أحمد أمين» تصور فى السيناريو الذكى، الذى يعد أحد أفضل سيناريوهات دراما رمضان هذا العام حرفية، وكتبه «عبد الرحمن جاويش، سارة هجرس، وجيه صبرى» ومعه مخرج يهتم بتفاصيل الزمن وتكوينات الكادر، وهو «حسام على»  وأداء الممثلين بجواره الذين تحولوا إلى كتلة من  المشاعر الإنسانية، والكوميديا الراقية ومنهم بالقطع حمزة العيلى الذى بدا  فى قمة تألقه  لشخصية إنسان يعيش فى الظل، فى مخزن ملابس لإحدى الفرق المسرحية، يبحث عن فرصة ليثبت لنفسه أولا أنه يستحق الاحترام وأن يكون مرئيًا لا يتجاهله الجميع، و«صدقى صخر»، الذى قدم دورًا مميزًا، وكذلك « أسماء أبو اليزيد» كنقطة مضيئة فى المسلسل الذى يتميز بطابعه المختلف، حيث  تعتمد الكوميديا فيه على المواقف أكثر من الإفيهات المباشرة، ليبقى  مسلسل (النص) من الأعمال المهمة التى تعيد صياغة حقبة من التاريخ بشكل خيالى  جديد،  مستعرضًا رحلة إنسانية مليئة بالتحولات، خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر، ويرصد تفاعل فئات المجتمع المختلفة لمواجهة الاحتلال، بدءًا من نقابة النشالين وصولًا إلى الضباط والمواطنين البسطاء.

استطاع العمل أن يصنع هذا المزيج المتفرد بين الدهاء والبساطة، مُقدمًا معالجة درامية مغايرة للبطل الشعبى فى تلك الفترة، تقع بين الكوميديا والدراما.

أفضل مسلسل: النص – ولاد الشمس

أفضل ممثل: أحمد أمين – أحمد مالك – طه الدسوقى

أفضل ممثلة: روبى – هدى المفتى

 

860aec36c3.jpg

 

 

نـاهـد صـلاح .. الخيط الرفيع

الخيط الفاصل بين الحقيقة والوهم رفيع. هنا فى دراما رمضان بعد ما شاهدنا مسلسلات النصف الأول من الشهر، ثمة رجال ونساء فى مناطق شعبية يصرخون ويتطلعون إلى نموذج البطل الشعبى، «شجيع السيما أبو شنب بريما، يكسر مية وألف»، بينما الجمهور يحبس أنفاسه من واقعية المشهد، هذا هو الوهم الدرامى الكبير، الصراخ سمة لا تحتاج «special effects»، فالواقع والخيال اندمجا، والخيط الواهى بينهما انقطع، داخل الشاشة صراعات عنيفة مصحوبة بأصوات زاعقة، أما خارجها فالواقع العالمى مضغوط ومشحون بأخبار قاسية ومؤلمة. على أية حال فإن هذا الخيط الرفيع لا يُلهينا عن حضور لافت لمخرجين وكُتاب سيناريو، قدموا حالات فنية على تفاوتها لديها هذا الأثر الشكلى والموضوعى، مثل حالة مسلسل (ولاد الشمس) تأليف «مهاب طارق»، وإخراج «شادى عبدالسلام»، بما حملته من صنيع درامى مضبوط وتنافس شديد فى التمثيل، كذا ما طالعنا به المخرج «يحيى إسماعيل» والمؤلف «محمد ناير» فى (أثينا)، حالة نشطة، مُولية الحياة العصرية كل انتباهها، غير مُتخلية عن ثقل الأفكار الكبيرة، إضافة إلى ظهور بطلته «ريهام حجاج» بصورة أكثر نضجًا.

هذا غير التباين بين فتيات الطبقة المتوسطة وفتيات البيئة الفقيرة، بين حالة «ميار» فى (قلبى ومفتاحه) مع «تامر محسن» وحالة «بسملة» مع «غادة عبدالعال»، (مؤلفة)، و«كوثر يونس» (مخرجة)، فالأولى على الرغم من صراعها النفسى والاجتماعى مستقرة أكثر من الثانية التى تتدبر حياتها الخشنة بصعوبة. 

ثمة مغامرة تلوح فى (جودر) نص «أنور عبدالمغيث» وإخراج «إسلام خيرى»، حيث الخيال هو نوع من التعويض عمّا نحتاجه من نضج فى الرؤية، بينما تتجلى جسارة أخرى فى (النُصّ) للمخرج «حسام على» بقراءته التاريخية العميقة لأحوال مجتمع، قراءة معطوفة على رغبة واهتمام وشغف، تأملات كوميدية تخرج من قلب مجتمع التناقضات.

أفضل مسلسل: النُص

أفضل ممثل: حمزة العيلى حاتم صلاح طه الدسوقى

أفضل ممثلة: كندة علوش هدى المفتى

529279c30d.jpg

 

 

 

أندرو محسن .. حلقات منفصلة متصلة

من الأنماط التى يعرفها المشاهد جيدًا فى الدراما التليفزيونية، نمط الحلقات المتصلة المنفصلة، والتى تظهر خلالها شخصيات العمل بأحداث جديدة فى كل حلقة أو كل عدة حلقات. أغلب مواسم (الكبير أوي) كانت تعتمد على هذا الشكل الذى تذكّرته أثناء مشاهدة الكثير من أعمال موسم رمضان 2025. لكن المشكلة أن هذه المسلسلات لا تعتمد على هذا الأسلوب فى صناعتها، وإن كانت النتيجة التى خرجت لنا هى أقرب له من الأسلوب المعتاد فى المسلسلات. فى أكثر من مسلسل نشاهد شخصيات يبدو أن لها خطًا دراميًا واضحًا وأزمة سنتابعها خلال الحلقات، لكن بعد حلقة أو اثنتين تتراجع الحبكة ونتحول لدوائر مفرغة من الأحداث، وكأنها حلقات متصلة باسم العمل وشخصياته وعالمه، لكنها منفصلة عن الدراما.

الأمر يتكرر فى عدد كبير من المسلسلات هذا الموسم، وبعضها أعمال مميزة بالفعل، لكن كان من الممكن أن تصبح أفضل. فى (ولاد الشمس) للمخرج «شادى عبد السلام» والمؤلف «مهاب طارق» سنجد أن عدة حلقات تدور عن سرقة بعض الشخصيات لملف للإيقاع بمدير الملجأ الشرير ثم إعادة سرقة الملف مرة أخرى، وكأن لا أفكار أخرى للإيقاع به، ثم التوقف لاحقًا لمشاهد طويلة بعد وفاة إحدى الشخصيات دون التقدم فى الحبكة للأمام. الأمر نفسه ينطبق على مسلسل (٨٠ باكو) إخراج «كوثر يونس» وتأليف «غادة عبد العال» والذى انطلق بفكرة واضحة وهى محاولة «بسملة، هدى المفتي» جمع 80 ألف جنيه، وهو ما يبدو فكرة مناسبة بالفعل للحلقات المتصلة المنفصلة، ولكن وسط هذا فإن ما يحدث لـ«بسملة» أو للشخصيات المحيطة بها من أزمات، تظهر وتنتهى بنهاية الحلقة دون ترك تأثير واضح على الشخصيات أو الأحداث فى الحلقات التالية.

ليس المسلسلان هما الوحيدان اللذان ينطبق عليهما هذا الوصف، فهو أمر متكرر فى عدة مسلسلات، وربما كان يمكن إصلاح بعض هذه المآخذ بإعطاء وقت أكبر لتطوير السيناريو.

 

أفضل مسلسل: إخواتي

أفضل ممثل: حاتم صلاح - أحمد مالك

أفضل ممثلة: انتصار

 

1e0069c638.jpg

 

 

مصطفى الكيلانى .. (معاوية).. الفن ورحلة معالجة جراح التاريخ

ليس من العيب أن يستخدم الفن كوسيلة لإعادة فتح النقاش حول أحداث تاريخية مؤلمة. بل على العكس، الفن، كما فعل «يوسف شاهين» حين قدم «ابن رشد» بلهجة عامية مصرية لتقريب الواقع، وتأصيل وجود الجماعات المتطرفة والمسلحة، يمكن أن يكون أداة قوية لنقل الرسائل السياسية والتاريخية بواقعية وشمولية. إنه دعوة للانخراط فى دراسة دقيقة لتلك الحقبة وفهم الأسباب الكامنة وراءها، بما يسمح لنا بتجاوز الانقسامات التى ما زالت تسيطر على منطقتنا.

مسلسل (معاوية) أكثر من مجرد عمل فني؛ فهو نافذة على مرحلة تاريخية حساسة، عصر الفتنة الكبرى، الذى ما زالت آثاره تتردد فى واقعنا العربى والعالمى حتى هذه اللحظة. ونحن نعيش مذبحة «العلويين» فى الساحل السوري، ليس النقاش حول المسلسل مجرد حديث فنى بل يمتد ليشمل قضايا سياسية عميقة تنبع من جراح تاريخية لم تلتئم بعد.

على صعيده الفني، شهد المسلسل نقاشات واسعة حول الجوانب الفنية المختلفة؛ من الأزياء والديكور إلى اللغة المستخدمة والصياغة الدرامية للأحداث، إضافة إلى تعديل بعض التواريخ التاريخية. هذه التفاصيل الفنية، وإن كانت محل نقد، إلا أنها تعكس محاولة لتقديم قصة تاريخية تحمل رسائل سياسية مهمة. هى انعكاس مباشر لصراع طويل بدأ منذ العهد الإسلامى الأول واستمر أثره حتى اليوم، حيث باتت الفتنة الكبرى مصدرًا للتقسيم والخلافات فى مختلف أنحاء الوطن العربى.

الخلاف الذى بدأ منذ أكثر من 1400 سنة لم يختفِ، بل تحول إلى جرح مفتوح يتجدد فى سياق النزاعات الحالية فى سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها. لهذا السبب، يعد كسر المحظور فى تناول هذه القضية فى عمل فنى مثل (معاوية) خطوة جريئة، تدعو إلى مواجهة التاريخ والتعمق فى فهم جذور الصراعات. الحل يكمن فى فتح هذه الجروح عبر حوار مفتوح يشمل الأوساط الأكاديمية والدينية والفنية، حتى نتمكن من الوصول إلى مصالحة حقيقية.

مسلسل (معاوية).. هنا لا يكون الفن مجرد مرآة للواقع، بل أداة فاعلة لإعادة بناء الجسور بين ماضٍ مضطرب ومستقبل أكثر سلامًا.

 

أفضل مسلسل: النص

أفضل ممثل: أحمد أمين

أفضل ممثلة: انتصار

e414f39623.jpg

 

 

 

محمد سيد عبدالرحيم .. الواقعية السحرية فى (إخواتي)

المتابع لأعمال موسم رمضان 2025 يجد تنوعًا كبيرًا فى القصص والأساليب بين الدراما والدراما الشعبية والرومانسية والغموض والإثارة، ولكن يوجد مسلسل وحيد مختلف فى أسلوبه وهو مسلسل (إخواتى).

يدور المسلسل حول أربع شقيقات «نيللى كريم وروبى وكندة علوش وجيهان الشماشيرجي» اللاتى يقابلن مواقف غير تقليدية فى حياتهن ولكن ترابطهن يجعلهن يتغلبن على هذه العقبات غير الطبيعية.

بأسلوب وسرد هادئ نطالع هذه المواقف غير الطبيعية؛ كأن تحلم إحداهن بأن زوجها يقتل فتجده فى اليوم التالى مقتولًا بنفس الطريقة أو أن تجد إحداهن حقيبة مليئة بآلاف الدولارات بعد أن يختطف صاحبها أمامها، أو قصة المرأة التى تريد رسالة حب من أيام الفراعنة من أجل أن تستعيد زوجها الذى تعشقه. كلها حكايات تمزج بين الواقع والفانتازيا ولكنها تقدم بسلاسة وحرفية سردية وإخراجية تجعل المشاهد لا يشعر بأن هذه الأحداث غريبة وغير واقعية. وهو ما يسمى بالواقعية السحرية حيث نرى عملًا فنيًا يمزج بين الواقع والوقائع الخارقة بأسلوب يجعل الوقائع الخارقة تبدو فى حياتنا اليومية واقعية.

لدينا من هذا الأسلوب الفنى رصيد منذ ألف ليلة وليلة حيث حكايات البشر اليومية مع الجن والعفاريت والظواهر الخارقة. ولكن فى الرؤية العصرية فى (إخواتي) نجد أيضًا نقدًا لاذعًا للمجتمع المصرى المعاصر والمشكلات التى تواجه المواطن المصرى خاصة من النساء.

 

فنجد نماذج مختلفة من أزواج غير نافعين، ورجال أغراب يحاولون دائمًا استغلال النساء، وفقر شديد رغم المحاولات المستمرة للعمل بجد وإخلاص، ومستقبل مظلم بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية التى تصيب المجتمع ككل. كلها مشكلات نطالعها فى أسلوب ساحر وكوميدى يجعل المشاهد يتقبل ويتفهم ما يقصده صناع العمل من عرض واستعراض مجتمعنا أمام أعيننا.

يتحدى المخرج محمد شاكر خضير نفسه فى هذا المسلسل بعد نجاح مسلسله «تحت الوصاية» حيث نجد حساسية إخراجيه فى «إخواتي» لم نطالعها فى مسلسله السابق وهو ما يعكس تنقله بين الأساليب بثقة ومعرفة والأهم تجريب أتمنى أن يعجب به المخرجون الآخرون ويقتدوا به.

أفضل مسلسل: إخواتي

أفضل ممثل: محمد ممدوح

أفضل ممثلة: انتصار  

8ebbd8ba70.jpg

 

 

 

رامى المتولى .. استثمار مضمون أم مغامرة فاشلة!

فى مجال صناعة الدراما التليفزيونية، يحاول الصناع دائمًا استغلال نجاح أعمالهم واستثماره فى أجزاء تالية للعمل الأصلي، ولكن قليلًا ما تنجح الأجزاء التالية أو يتخطى نجاحها نجاح الأصل، وغالبًا ما تكون الأجزاء التالية أقل فى المستوى الفنى. فى رمضان 2025، هناك 6 أعمال بأجزاء جديدة هي: المداح 5، كامل العدد 3، العتاولة 2، أشغال شقة 2، جودر 2، قلع الحجر 2. والأخير تحديدًا يمثل حالة خاصة، حيث لم ينجح جزؤه الأول ليستثمر صناعه النجاح فى موسم ثانٍ من الأساس.

بناءً على ذلك، يمكن اعتبار أن هناك 5 أعمال بأجزاء جديدة، وأكثرها استثمارًا للنجاح هو (المداح) بطبيعة أحداثه الخاصة وارتباطها بالماورائيات وتوجهه لشريحة محددة من الجمهور، محققًا نجاحًا خاصًا به. يعلم صناعه جيدًا ما يريده جمهوره ومستمرون فى تقديمه بنجاح للعام الخامس على التوالى.

«(العتاولة 2)، على العكس من (المداح)، فقد البوصلة مع جمهوره. والحقيقة أن الجزء الأول كان ناجحًا جدًا، ولكن الثانى لم يكن على نفس المستوى. وعلى الرغم من استمرار أبطاله الرئيسيين فى الجزء الثاني، إلا أن طبيعة الأحداث نفسها لم تكن بنفس القوة، وتحول الاهتمام بالمسلسل إلى المشاهد الموجودة على السوشيال ميديا أو تريندات «مصطفى أبو سريع».

يتبقى فقط 3 مسلسلات هى الأفضل فى استغلالها لنجاح الأجزاء السابقة: (كامل العدد ++)، الذى أضاف ممثلين جددًا للبطولة وتوسع فى مناقشة مشاكل العائلة، ليضمن بذلك الجاذبية واستمرار متابعة الجمهور لحلقاته الجديدة. و(جودر 2)، الذى استكمل قصة جودر المصرى والملك شهريار وفتح مساحة درامية أكبر للأخير، مع استمرار المستوى الأكثر من جيد فى الجرافيك وتصميم الإنتاج.

(أشغال شقة جدًا) بدوره فتح مجالاً للشخصيات الرئيسية أكثر من مواقف العاملات وتصرفاتهن الغريبة، بالإضافة إلى استغلال نجاح الثنائى «حمدى وعربي» وزيادة عدد مشاهدهم بشكل أكبر.

 

أفضل مسلسل: أشغال شقة جدًا، كامل العدد ++

أفضل ممثل: هشام ماجد.

أفضل ممثلة: دينا الشربينى.

 

15_20250315104408.jpg

 

 

على الكشوطى .. عن الشر واللى أشر منه

يضع عدد من صناع السينما والدراما أدوار الشر فى قوالب جامدة، مواصفات محددة لشخصية الشرير، ملامح حادة، حواجب عريضة، صوت أجش، هيئة ضخمة.. تكرار تقديم أدوار الشر وإسنادها لممثلين لديهم نفس الصفات، جعل عددًا ليس بقليل يعتقد أن هذا هو النموذج الحق للشرير، رغم أن الجمهور يتعامل مع الأشرار فى الشارع والعمل وربما فى المنزل، ولا أعتقد أن تلك المواصفات تتفق مع أهل الشر بشكل كامل على أرض الواقع، وهو الأشر من الشر نفسه أن تفسد الذوق العام بقولبة المواهب.

يتجرأ هنا مخرج أو اثنان يعيان جيدًا أن هذا القالب الأشبه لبرامج الأطفال وأفلام الكرتون، مزيف ويجب كسر هذا القالب لنجد أنفسنا أمام أشرار جدد من لحم ودم، لديهم الدوافع الحقيقية للشر، لديهم الصراع الداخلى الإنسانى الطبيعى ما بين الخير والشر، لديه نقطة الضعف التى تجعله يقع فريسة شرور نفسه، وأعتبر موسم رمضان 2025، هو موسم مهم لتصحيح صورة الشرير ونفض عنه صفات الأعمال الكرتونية الساذجة.

النموذج الأوضح فى الدراما هذا العام هو نموذج «بابا ماجد»، ويلعبه «محمود حميدة» فى مسلسل (ولاد الشمس)، الذى يقدم دور الشرير بنعومة الأفعى، لا هيئة ضخمة ولا تعبيرات وجه غليظة ومخفية ولا شخط وزعيق على الفاضى والمليان، يلعب دور الشرير بإتقان يعى قيمة كل جملة أو إيماءة، كل نظرة وكل ابتسامة، كل شيء فى محله، وبالتالى تجد نفسك أمام الرجل الشرير الذى تقابله فى حياتك ربما فى عملك ربما من بين جيرانك، وهو أمر يحسب للمخرج «شادى عبد السلام».

نموذج مختلف للشر، هو نموذج «أسعد»، ويلعبه «دياب» فى مسلسل (قلبى ومفتاحه)، الشر الراسي، الصراع الداخلى ما بين هذه نقرة وتلك نقرة أخرى، الشرير الذى يضع لنفسه المبررات يستخدم الحدة والغلظة فى بعض الأحيان لتلبية رغباته، ذاق من الفقر والعوز ما يجعله فاقدًا البوصلة لدرجة عدم التفرقة بين ما يملك من مادة وما لا يحق له امتلاكه من قلوب البشر أو تحديد مصائرهم وفى الوقت نفسه يعمل كل ما يعتقد أنه تكفير للذنوب يصلى ويسبح لكن يتاجر فى العملة ويبحث عن محلل لطليقته، يتستر على القتل ويبحث عن الدية، يطلق زوجته ثم يسأل شيخ عن الحلول الدينية، شخصية متناقضة متضادة من لحم ودم لديه من الصراعات الداخلية والدوافع ما جعله على هذه الصورة الشريرة، وهنا تجدر تحية لمخرجه «تامر محسن».

أفضل مسلسل: ولاد الشمس

أفضل ممثل: محمود حميدة

أفضل ممثلة: ياسمين عبد العزيز

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??