: مع الإمام الطيب شيخ الأزهر: «العليم» يطلق على الإنسان مجازًا

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ثبوت صفة العلم لله لم ينكرها أحد من العلماء، ولا يمكن لأن هذه قيمة فكرية مُسلم بها، والدليل على إثبات صفة العلم واضح جدا فصنعته -سبحانه وتعالى - وما فى صنعته من علوم دقيقة دليل واضح على علمه، مضيفًا أنه لو نظرنا إلى العالم العلوى أو السفلى، سواء كواكب أو شمس أو غيرها من نظام الفلك، وإلى الأرض من الجبال والبحار والإنسان بأجهزته الدقيقة، فإن العقل بالضرورة يقول إن صانع هذه الأشياء عالم، لا بد أن يكون عالمًا بأكثر مما فى هذه الأشياء من علوم، وهنا هو الاستدلال العقلى، فضلا عن الاستدلال من القرآن الكريم فى قوله تعالى: «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير». 

وفرق فضيلته بين العلم الإلهى وعلم المخلوق، قائلا: «نحن نعلم أن اسم العليم من الأسماء التى لا يختص بها الله سبحانه وتعالى مثل الله ومثل الرحمن كما تحدثنا، وإنما تطلق إطلاقين، إطلاق حقيقى وإطلاق مجازى، تطلق على الله تعالى إطلاقا حقيقيًا، يعنى عالم بالمعنى الحقيقى للعلم، وتطلق على العبد بالمعنى المجازى.

وأضاف أن المعنى الحقيقى هو العلم الإلهى له سبحانه وتعالى، علمه قديم وأزلى، فكما أن ذاته تعالى قديمة لا أول لها فعلمه قديم لم يسبقه جهل، فلا تفترض فى العلم الإلهى أنه علم حادث، أو حدث بعد أن لم يكن، لأن هذا يستلزم الجهل، وهذا بخلاف الإنسان لأنه مولود جاهل، فدائما علوم الإنسان حادثة باستمرار.

ولفت إلى أن صفة العلم لله تعالى واحدة فى ذاته، غير متغير وغير متعدد، فلا يتعدد بتعدد المعلومات، بخلاف الإنسان فعلمه يتعدد بتعدد المعلومات، إذا العلم الإلهى علم واحد محيط بجميع المخلوقات دفعة واحدة لا يتغير بتغير المعلوم بخلاف العلم البشرى، فإنه يتغير بتغير المعلوم.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن علم العبد نسميه علمًا مكتسبًا، يعنى يكتسبه عن طريق المصادر، ولذلك لا يصح أن أقول مصادر علم الله، إنما أقول مصادر علم الإنسان، ومصادر المعرفة عند المسلمين كما قلنا الحس والعقل والوحى المعصوم، لأنه كثيرا ما يغرر بالشباب، ويراد أن يعتقد أن الحواس هى المصدر الوحيد الذى يمول الإنسان بالمعرفة.

وذكر شيخ الأزهر أن حظ العبد من اسم الله العليم هو أنه إذا علم العبد أن الله تعالى يعلم كل شيء فعليه أن يفوض الأمر لله سبحانه وتعالى، وإذا علم الإنسان هذا أطمأن وكان لجوؤه إلى الله سبحانه تعالى أو وقوفه دائما على هذا الباب، وليس على أبواب أخرى جاهلة ،والأمر الثانى هو أن يعلم الإنسان شرف العلم، ويكتسب العلوم ويسعى للتعلم.

وختم فضيلته بالتنبيه على أن العلماء قالوا إن العلوم تتفاضل بتفاضل موضوعاتها، وإذا كانت العلوم تتفاضل وشرفها يتفاوت بشرف موضوعها، وكان هذا العلم علم الإلهيات موضوعه أشرف الموجودات فهذا العلم هو أشرف العلوم، ويجب على الإنسان أن يأخذ منه بحظ قليل أو كثير، وهو ما يسمى بعلم أصول الدين، حتى إنه يقدمونه على علم أصول الفقه، لأن أصول الفقه تتعلق بالأحكام الفرعية كأحكام الوضوء والصلاة والزكاة وغيرها، أما أصول الدين فتتعلق بأصول المسائل الفرعية وليس بالمسائل الفرعية.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??