: هل انتهى شهر العسل بين مليارديرات البيت الأبيض؟ الخلافات تدق باب إدارة ترامب.. وماسك يشعل «فتيل» الصراع

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اجتماعات حادة.. مشادات كلامية.. واحتدام الصراع بين رجال حكومة الرئيس دونالد ترامب.. هكذا يمكن أن نرى المشهد «العبثي» بين وزراء حكومة الرئيس الأمريكى المنتخب حديثًا والذى يسعى إلى تغيير هيكلى كامل للحكومة الفيدرالية مسترشدًا بخطة صديقه الملياردير إيلون ماسك والذى أوكل له وحدة «إدارة كفاءة الحكومة» (Doge) لترشيد الإنفاق الفيدرالى.

 

منصب جديد صنعه ترامب بعد دعم ماسك له خلال حملته الانتخابية وأنفق ملايين الدولارات ليجلس ترامب على سدة المكتب البيضاوى، لكن ماسك تخيل أنه أصبح له قبضة كبرى على كافة الوزارات والإدارة الفيدرالية، وهو ما أشعل الصراعات الداخلية داخل أروقة البيت الأبيض، وبعد موجة استهجان من الشعب الأمريكى حول اختصاصات ماسك التى أوكلت له والتى تجعله مراقبًا على حياة الشعب الأمريكى.. تضرب الانقسامات أيضًا بين وزراء ترامب وماسك فى مشهد جديد على السياسة الأمريكية بعد عدة أشهر فقط من تولى ترامب رئاسة البلاد.. ماسك أصبح نقطة استفهام كبرى واختيارًا يحمل معه الكثير من الشكوك حول ترامب الذى بدأت أسهمه تتقلص بالفعل داخل الشارع الأمريكى.

احتدام الصدام

كشفت تسريبات لصحيفة «نيويورك تايمز» حول اجتماع حاد جمع بين الملياردير إيلون ماسك، ووزراء إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قبل أيام، حيث جاء الاجتماع بناء على دعوة من ترامب لمناقشة جهود ماسك فى خفض الإنفاق الحكومى وتقليص أعداد الموظفين الفيدراليين. 

ووفقًا لتقرير «نيويورك تايمز»، اتهم ماسك وزير الخارجية ماركو روبيو، بعدم بذل جهود كافية لتقليص عدد الموظفين فى وزارة الخارجية. 

واتهم رئيس شركتى تسلا وسبيس إكس، إيلون ماسك، وزير الخارجية بأنه لم يطرد «أى شخص» حتى الآن.

ووصف ماسك روبيو بأنه «جيد على التليفزيون»، متجنبًا الإشادة بأدائه كأكبر دبلوماسى فى أمريكا.

وفى دفاعه عن نفسه، أشار الوزير بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى المغادرة الطوعية لعدد كبير من الموظفين فى وزارته، قبل أن يتساءل ساخرًا ما إذا كان ماسك يريد منه إعادة توظيفهم حتى يتمكن من فصلهم بشكل أكثر لفتًا للانتباه؟.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، دافع ترامب بعد ذلك عن وزير الخارجية خلال هذا الاجتماع الذى عقد على عجل.

أزمة روبيو لم تكن الوحيدة فى هذا الاجتماع، حيث دارت مشادات بين ماسك ووزير النقل شون دافى حول ما إذا كانت وحدة «Doge» قد حاولت تسريح مراقبى الحركة الجوية، الذين يعانون أصلًا من نقص فى أعدادهم. 

واستنادًا إلى التقرير، اتهم الوزير أغنى رجل فى العالم، بالرغبة فى طرد مراقبين للحركة الجوية، بعد عدد غير قليل من حوادث الطائرات التى شهدتها الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، بينما أكد ماسك أن هذا «كذب».

وذكرت التقارير أن ترامب تدخل فى النقاش ليؤكد دعمه لوحدة «Doge»، لكنه أوضح أن الوزراء سيكونون مسئولين عن قرارات تقليص النفقات من الآن فصاعدًا، بينما سيقتصر دور فريق ماسك على تقديم المشورة.

وذكر التقرير أن ترامب أنهى الجدل بطلبه توظيف مراقبين للحركة الجوية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق، وهو أحد أكثر مؤسسات البحث تقدمًا فى العالم، وذلك للتأكد من أنهم «عباقرة».

وبعد هذا الاجتماع الوزارى، أعلن الرئيس الأمريكى أنه سيجتمع بحكومته مع ماسك كل أسبوعين، داعيًا إلى استخدام «المشرط» وليس «الفأس» لإقالة موظفين حكوميين فيدراليين.

وكتب على منصته تروث سوشيال «من المهم جدًا أن نخفض القوى العاملة إلى المستوى الذى نحتاج إليه، ولكن من المهم أيضًا أن نحتفظ بأفضل الأشخاص وأكثرهم كفاءة».

من جهة أخرى، احتدم النقاش بين ماسك ووزير شئون المحاربين القدامى دوج كولينز، حيث طالب ماسك بتقليص عدد المحاربين القدامى وشطب الآلاف من الوظائف الإدارية مترامية الأطراف التى تقدم خدمات الرعاية الصحية لأفراد الجيش الأمريكى المتقاعدين، وعلى الرغم من رفض الوزير الأمريكى الإصغاء حينها لمطلب ماسك بزعم أن القاعدة الجماهيرية لهؤلاء كبيرة كما أنهم يشكلون أكثر من 25% من القوى العاملة فى هذه الإدارة، إلا أن الصدام لم يكن قويًا مثل سابقيه.

وبعد أيام من الاجتماع أظهرت مذكرة اطلعت عليها «رويترز» أن وزارة شئون قدامى المحاربين ستبدأ تسريحًا جماعيًا لموظفيها فى بداية يونيو المقبل.

وأوضحت المذكرة أن الوزارة تستعد لإبرام خطة لإعادة الهيكلة تشمل شطب 80 ألف وظيفة من الإدارة مترامية الأطراف التى تقدم خدمات الرعاية الصحية لأفراد الجيش الأمريكى المتقاعدين، وفقًا لمذكرة داخلية حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس للأنباء.

وقال كريستوفر سيرك كبير موظفى إدارة المحاربين القدماء لكبار موظفى الإدارة إن هدف الإدارة هو الاستغناء عن عدد كاف من الموظفين لكى يعود العدد الإجمالى إلى مستويات 2019 أى أقل من 400 ألف موظف. ويحتاج هذا إلى تسريح عشرات الآلاف من الموظفين بعد أن تمددت الإدارة أثناء حكم الرئيس السابق جو بايدن.

وتأمر المذكرة كبار موظفى الإدارة بالاستعداد لإعادة تنظيمها على نطاق واسع فى أغسطس «لإعادة تحديد حجم القوى العاملة وتكييفها مع المهمة والهيكل المنقح». كما تدعو مسئولى الوكالة إلى العمل مع إدارة كفاءة الحكومة فى البيت الأبيض «للتحرك بقوة، وبنهج عملى ومنضبط» لتحقيق أهداف إدارة ترامب. 

وقد ندد المحاربون القدماء بالفعل بشطب الوظائف التى شملت حتى الآن بضعة آلاف من الموظفين ومئات العاملين بعقود. 

مؤشر التراجع

أشارت «بى بى سي» فى تقرير لها إلى أن هذا الاجتماع قد يكون مؤشرًا على أن ترامب قرر الحد من النفوذ الواسع الذى يمتع به ماسك فى الأسابيع الأولى من إدارته. 

وأفاد عدد من وسائل الإعلام المحلية بوجود توترات بين ماسك ومسئولين حكوميين يعتبرون أساليبه قاسية جدًا ويبدون استياءهم من تعدّيه على صلاحياتهم.

ورغم عدم امتلاك ماسك حقيبة وزارية أو سلطة رسمية لاتخاذ القرارات، فقد تم تصنيفه على أنه «موظف حكومى خاص» و«مستشار رفيع للرئيس»، فى وقت يُشاهد فيه بكثير من الأحيان إلى جانب ترامب أكثر من جيه دى فانس نائب الرئيس أو حتى السيدة الأولى ميلانيا ترامب.

استغلال ديمقراطي

من جانب آخر، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن 20 مدعيًا عامًا ديمقراطيًا رفعوا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بشأن فصل آلاف الموظفين الفدراليين.

وعلى مدار أسابيع تتالت الإعلانات والخطط لخفض عدد الموظفين: ما بين 40 ألفًا و50 ألفًا فى مصلحة الضرائب، وأكثر من 70 ألفًا فى وزارة شئون المحاربين القدامى، بينما تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن تفكيك وزارة التعليم.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن المدعين العامين طلبوا أمرًا تقييديًا مؤقتًا ضد 20 وكالة فيدرالية بحجة أن فصل الموظفين ليس قانونيًا.

ومنذ بداية الأسبوع، تتالت الإعلانات والخطط لخفض عدد الموظفين ما بين 40 ألفًا و50 ألفًا فى مصلحة الضرائب، وأكثر من 70 ألفًا فى وزارة شئون المحاربين القدامى، فى حين تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن تفكيك وزارة التعليم.

وأفاد عدد من وسائل الإعلام المحلية بوجود توترات بين ماسك ومسئولين حكوميين يعتبرون أساليبه قاسية جدًا ويبدون استياءهم من تعدّيه على صلاحياتهم.

توسع نفوذ مقلق

فى نهاية فبراير الماضى، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن منح وزير الخزانة الأمريكى سكوت بيسنت، فريقًا بقيادة الملياردير إيلون ماسك، صلاحيات كاملة للوصول إلى نظام المدفوعات الفيدرالى للحكومة الأمريكية، والذى يدير تدفقًا ماليًا يتجاوز 6 تريليونات دولار سنويًا من مدفوعات الضمان الاجتماعى والرواتب الفيدرالية والمنح الحكومية.

كما أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» عن صراع حاد سبق هذا القرار، تمثل فى مواجهة مع ديفيد ليبريك، المسئول المخضرم فى وزارة الخزانة، وبحسب ما أوردته الصحيفة الأمريكية، فإن ليبريك، الذى شغل منصب الوزير بالوكالة قبل تأكيد مجلس الشيوخ لتعيين بيسنت، قاوم بشدة طلبات فريق انتقال ترامب لمنح الوصول إلى بيانات النظام.

ونتيجة لذلك، أشارت نيويورك تايمز إلى أن البيت الأبيض أوعز بضرورة إقالته من منصبه، وقام بيسنت باقتراح وضعه فى إجازة إدارية، قبل أن يعلن تقاعده المفاجئ من خلال رسالة إلكترونية لزملائه.

وأوضحت واشنطن بوست أن هذه الخطوة تأتى فى إطار سعى أوسع من ماسك للسيطرة على آليات عمل الحكومة الأمريكية، وقد نجح بالفعل فى تعيين مقربين منه فى عدة وكالات فيدرالية رئيسية، بما فى ذلك مكتب إدارة شئون الموظفين، المسئول عن الموارد البشرية الفيدرالية، وإدارة الخدمات العامة التى تدير العقارات الحكومية.

كما تم تحويل مكتب الخدمة الرقمية الأمريكية السابق إلى ما يُعرف الآن باسم خدمة DOGE الأمريكية، مع منحه صلاحيات واسعة للإشراف على التكنولوجيا عبر الحكومة.

ملعب الخزانة الأمريكية

أثار هذا التطور موجة من الانتقادات والمخاوف، خاصة من جانب المشرعين الديمقراطيين، وفى هذا السياق، وجه السيناتور رون وايدن، كبير الديمقراطيين فى لجنة المالية بمجلس الشيوخ، رسالة حادة إلى بيسنت، محذرًا إياه من أن «أنظمة الدفع هذه لا يُمكن أن تتعطل ببساطة، وأى تدخل سياسى فيها يعرض الاقتصاد لأضرار بالغة».

وأشار «وايدن» فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى إلى تضارب المصالح المحتمل، قائلًا: «مدفوعات الضمان الاجتماعى والرعاية الصحية، والمنح، والمدفوعات للمتعاقدين الحكوميين، بما فى ذلك أولئك الذين يتنافسون مباشرة مع شركات ماسك نفسه.. كل ذلك».

أوضحت نيويورك تايمز أن «إدارة الكفاءة الحكومية» ليست إدارة حكومية بالمعنى التقليدى، بل هى فريق داخل الإدارة تم تشكيله بتوجيه من ترامب وبقيادة ماسك.

مهمة هذا الفريق هى البحث عن سبل لخفض الإنفاق الحكومى، وتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، وزيادة كفاءة البيروقراطية، ومعظم العاملين فى هذه الإدارة تم تعيينهم من قبل ماسك ومساعديه.

وقد بدأت فرق الإدارة المماثلة فى المطالبة بالوصول إلى البيانات والأنظمة فى وكالات فيدرالية أخرى، لكن لا تتحكم أى من هذه الوكالات فى تدفق الأموال بالطريقة التى تفعلها وزارة الخزانة.

ووفقًا لما أوضحت واشنطن بوست، فإن هذا التطور يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإدارة المالية للحكومة الفيدرالية، فرغم أن المصادر لم تؤكد ما إذا كان فريق ماسك قد بدأ بالفعل فى حظر أى مدفوعات منذ حصوله على حق الوصول إلى النظام، تحيط مخاوف جدية بإمكانية استخدام هذه الصلاحيات لتقييد صرف الأموال التى أقرها الكونجرس لأغراض محددة.

ويصبح هذا القلق أكثر إلحاحًا فى ضوء انتقاد ماسك العلنى لعمليات الدفع فى وزارة الخزانة، حيث اتهم الوزارة فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى، بعدم رفض المزيد من المدفوعات باعتبارها احتيالية أو غير مناسبة.

أزمة ماسك

أزمات ماسك لم تبدأ بخلافه مع وزراء إدارة ترامب الظاهرة على السطح الآن فحسب، فمنذ إعلان الرئيس الأمريكى عن تولى ماسك مهام منصبه الجديد وأرسل الأخير طلبًا إلى عدد كبير من المسئولين الفيدراليين لتزويد مؤسسة الرقابة على الأداء الحكومى DOGE التى يديرها ماسك بتقارير أسبوعية عن عملهم من أجل التحقق من مدى فعاليتهم. 

وبحسب مصادر لكل من رويترز وبوليتيكو وسى إن إن، فإن ترامب نفسه دافع عن المسئولين. وقيل إنه عقد اجتماعًا مع الوزراء ورؤساء الدوائر الاتحادية، وشارك ماسك أيضًا فيه. وقال ترامب إن الكلمة الأخيرة فى مسائل سياسة الموظفين لا ينبغى أن تكون بيد DOGE، بل بيد المسئولين المباشرين. ووصفت صحيفة بوليتيكو الاجتماع بأنه «الخطوة الأولى المهمة فى الحد من نفوذ ماسك».

وتسمى الصحافة أيضًا الشخص الذى يخسر أمامه ماسك فى الصراع البيروقراطى، وهو وزير الخارجية روبيو. وكانت وزارة الخارجية من أوائل الجهات التى رفضت تزويد الإدارة التى يترأسها ماسك بتقارير عن عمل موظفيها.

ومن الآمن أن نقول إن وضع ماسك أصبح أكثر خطورة بالفعل، لأن عدد الأمريكيين الذين يثقون بـ DOGE آخذ فى الانخفاض. لقد وجدت فكرة محاربة البيروقراطية فى واشنطن التى أصبحت متجذرة للغاية وغير متناسبة مع احتياجات الناس العاديين دعمًا كبيرًا.. وبحسب علماء الاجتماع، أصبح الأمريكيون أقل رضى عن تطبيق فكرة (ماسك).

ولكن، لم تفقد DOGE ثقة الأمريكيين بها بعد، فأنصارها 54 % من الأمريكيين، مقابل 30 % ممن يفكرون بشكل مختلف.

 الأكثر واثقون من أن إدارة ماسك يجب أن يكون لها سلطة على الإنفاق وأنشطة الوكالات الحكومية. وفى الوقت نفسه، هناك اتجاه سلبى واضح لهذه الإدارة. وهذا يمنح أعداء ماسك فى أروقة السلطة أوراقًا رابحة إضافية فى صراعهم البيروقراطى معه.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??