: فتنة إعلام الاستوديوهات!

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
فتنة إعلام الاستوديوهات!

الأحد 9 مارس 2025

إذا كنت تعتقد عزيزى المسئول أو من بيده الأمر، أنه بمجرد منع لاعب سابق أو اثنين من الظهور عما يطلق عليها استوديوهات التحليل الكروى، سوف يقضى على ما تسببه تلك التصريحات غير اللائقة من إشعال الفتن داخل الوسط الرياضى، فيؤسفنى أن أبلغك أنك واهم. لأن ما يصدر من تصريحات فى أغلب البرامج الرياضية التى يدعى بعض مقدميها المهنية يثبت عكس ذلك تماما، لدرجة وصل معها الأمر إلى تحرير محاضر ورفع بلاغات وصلت إلى المحاكم. وفى هذا تأكيد على أن مثل هذا الإعلام سيكون سببا رئيسيا فى احتراب جماهير الأندية المصرية خصوصا الكبرى منها، ما سيؤثر بالطبع على سلم وأمان المجتمع المصرى ككل، يكاد أن يصل بنا إلى تكرار مأساة استادى بورسعيد والدفاع الجوى، طالما تم ترك الحبل على الغارب لمثل هذا الإعلام غير المهنى والفاسد الذى ينافق الجماهير لتحقيق شعبية زائفة، وللأسف يحدث ذلك تحت مظلة إدارات بعض الأندية التى ساهمت بجهل وغشم فى توفير نوع من الحماية لمثل هذا الإعلام.

وهكذا ستظل ساقية الكراهية تدور فى بركة الجهل والغل والسواد، مخاطبة جماهير متعصبة لفرقها، تنتهج سياسة العنف والتعصب الذى بدوره انتقل إلى عناصر اللعبة، فظهر على المستطيل الأخضر من يصفع لاعبًا من الفريق المنافس، وتصدر شاشة الفضائيات من هرب من ناديه وقت كان لاعبا، ليحدثنا عن القيم والمبادئ، وظهر أيضا من هم فى الحقيقة مرضى نفسيون ولكن الحظ وأسباب أخرى (لا داعى لذكرها) جعلتهم يجلسون أمام الكاميرات، ويدفعهم الحقد والغيرة للتلون والتغيير كل فترة فى الانتماء والولاء لنادٍ معين ثم ينقلب عليه فى فترة أخرى طبقا لدواعى المصلحة، وبهذا أصبح مجتمعنا الرياضى أسير انتقادات متبادلة بين مختلف الأطراف تجاوزت كل الحدود بما ينال من مكانته معطلا فى طريقه صفو الحياة الرياضية، والأدهى أن تلك الفترة أو الفتنة ساهمت بشكل أو بآخر فى توتر علاقات مصر ببعض الدول الشقيقة (مباراة الجزائر مع مصر والتى صورها البعض على أنها معركة حربية.. وتكرر الحال عندما قرر تركى آل شيخ سحب استثماراته من مصر) خرجت بعض وسائل الإعلام الرياضى متحدثة بلغة غير لائقة فى هذا الشأن متجاوزة كل الحدود التى تحفظ مكانة ومصالح الدول الشقيقة مع بعضها البعض. وبدلا من أن يصلح مثل هذا الإعلام من النفس وتهذيبها ورفع شأن الروح الرياضية بانتهاج منهج صحيح فى معالجته للأمور، وأن يراعى مصلحة وأمن الشعوب وهو يتناول أى قضية رياضية، بعد أن أصبح له دور كبير فى التأثير على الجماهير المتابعة للرياضة، لكنه استغل هذا الانتشار، وتلك الحرية اللامحدودة الممنوحة له، ليصول ويجول دون وجود حسيب أو رقيب يفصل فى عمله المهنى، خصوصًا فى القنوات الفضائية التى أصبحت مرتعا خصبًا للآراء الغثة والسمينة على حد سواء، والتى ضمت أيضا قنوات الأندية التى سمح بإنشائها للتحدث باسمها، والتى كان واجبا أن يقترن قرار إنشائها بنصوص تؤكد على احترام المنافسين، والتزام قواعد مهنية نزيهة ومنصفة، والابتعاد عن إثارة التعصب والكراهية، بما يعزز ويخدم الإعلام والمجال الرياضى.. لكنها تأثرت أو سايرت نفس المنهج المرفوض غير الإعلامى، ومن هنا تأثرت توجهاته وتشابكت مع القنوات الأخرى، فهذا الصحفى أو الإعلامى يهوى ويعشق ناديًا بعينه، وآخر صديق حميم للمسئول الكبير، وثالث يتلقى مرتبه من قناة النادى ورابع وخامس، الأمثلة أكثر من أن تعد، لذا طل علينا عبر الشاشة من يتميز بانحيازه التام للنادى الذى يهواه أو يعمل فى إحدى وسائلة الإعلامية، حتى ولو كان ذلك على حساب المعرفة والحقيقة المجردة التى يجب أن يتصف بها أى إعلامى.

ولهذا أحذر بل وأجزم بأنه حال استمرار هذا الإعلام الرياضى بنفس السلوك والأداء، سيعد شريكا ومحرضا أساسيا فى كل فتنة رياضية حدثت أو ستحدث بين الجماهير العربية - العربية، وبين جماهير الدولة الواحدة بين الأندية المختلفة، طالما لن يكون هناك تصدٍ فعال وقوى من قبل جميع الجهات المسئولة عن الإعلام في مصر، للقضاء على تلك التجاوزات والحفاظ على أمن المجتمع وسلامه.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??