: مخرجا الفيلم «نحن معا أقوى» فلسطينى وإسرائيلى يحصدان أوسكار 2025 بفيلم «لا أرض أخرى» NO OTHER LAND

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب

فاتن الحديدى

حصد فيلم «لا أرض أخرى»، الذى يتناول تهجير إسرائيل لمجتمع فلسطينى،  جائزة الأوسكار للأفلام الوثائقية الطويلة  2025، ودعا اثنان من مخرجى الفيلم، الصحفى الفلسطينى باسل عدرا الذى أصبح أول صانع أفلام فلسطينى يفوز بجائزة الأوسكار، والصحفى الإسرائيلى يوفال إبراهام، العالم إلى إنهاء ما وصفاه بـ«التطهير العرقى للشعب الفلسطينى» وناشدا العالم المساعدة فى إنهاء الصراع واتهما الولايات المتحدة بعرقلة الحل.

صنع هذا الفيلم مجموعة فلسطينية - إسرائيلية مكونة من أربعة ناشطين شباب، كعمل من أعمال المقاومة الإبداعية لنظام الفصل العنصرى والبحث عن مسار نحو المساواة والعدالة.

انتهى تصوير فيلم «لا أرض أخرى» قبل هجوم حماس على إسرائيل فى أكتوبر 2023، مما دفع إسرائيل إلى شن حربها على غزة، وموضوعات الفيلم الوثائقى ذات صلة خاصة خلال فترة من الصراع المتصاعد فى الشرق الأوسط.

وقال باسل عدرا: «قبل شهرين تقريبًا، أصبحت أبًا، وأملى لابنتى ألا تضطر إلى العيش بنفس الحياة التى أعيشها الآن، حيث الخوف الدائم من المستوطنين والعنف وهدم المنازل والتهجير القسرى».

وأوضح يوفال إبراهام: «لقد صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأننا معًا نكتسب أصواتنا قوة».

وتابع : «عندما أنظر إلى باسل، أرى أخى،  لكننا غير متساوين. نحن نعيش فى نظام حيث أنا حر بموجب القانون المدنى وباسل يخضع لقوانين عسكرية تدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها. هناك طريق مختلف. حل سياسى،  دون تفوق عرقى،  مع حقوق وطنية لكلا شعبينا. ويجب أن أقول، وأنا هنا، إن السياسة الخارجية فى هذا البلد تساعد فى عرقلة هذا الطريق».

خمس سنوات

قضى المخرجان المشاركان، الناشط الفلسطينى باسل عدرا والصحفى الإسرائيلى يوفال إبراهام، خمس سنوات فى إنتاج الفيلم، الذى يوثق قيام الجنود الإسرائيليين بهدم المنازل وتهجير السكان قسرًا لإقامة منطقة تدريب عسكرية، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين اليهود على المجتمع الفلسطينى.

يسلط الفيلم الوثائقى الذى بلغت مدته 95 دقيقة، الضوء على الواقعين المتوازيين  اللذين يعيش فيهما الصديقان - إبراهام بلوحة  أرقامه الإسرائيلية الصفراء التى تسمح له بالسفر إلى أى مكان، وعدرا محصور فى منطقة تضيق باستمرار بالنسبة  للفلسطينيين.

 وقال عدرا عند صعوده إلى المسرح: «لا أرض أخرى  يعكس الواقع القاسى الذى نتحمله منذ عقود وما زلنا نقاومه، بينما ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف الظلم ووقف التطهير العرقى للشعب الفلسطينى». 

وأضاف إبراهام، وهو يقف بجانب المخرج المشارك: «لقد صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معًا أقوى». 

وتابع: «نرى بعضنا البعض، والتدمير الوحشى لغزة وشعبها الذى يجب أن ينتهى،  والرهائن الإسرائيليين، عندما أنظر إلى باسل، أرى أخى ولكننا غير متساوين. نحن نعيش فى نظام حيث أنا حر بموجب القانون المدنى وباسل تحت القانون العسكرى الذى يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة». 

وأوضح إبراهام «هناك طريق مختلف. حل سياسى دون تفوق عرقى،  مع حقوق وطنية لكلا شعبينا. ويجب أن أقول وأنا هنا، إن السياسة الخارجية فى هذا البلد تساعد فى عرقلة هذا المسار.. ولماذا؟ ألا ترى أننا متشابكون؟ إن شعبى يمكن أن يكون آمنًا حقًا إذا كان شعب باسل حرًا وآمنًا حقًا. هناك طريق آخر. لم يفت الأوان بعد على الحياة، وعلى الأحياء».

دعوة ترامب مرفوضة

انتقد مخرجا فيلم No Other Land، بعد فوزهما بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقى،  السياسة الخارجية الأمريكية التى تعوق تحقيق السلام. كما أعربا عن رفضهما لدعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى أطلقها الشهر الماضى،  لحث الفلسطينيين على الهجرة من غزة إلى دول مثل مصر والأردن، وهى دعوة قوبلت بإدانة واسعة فى الشرق الأوسط وخارجه، لما تحمله من تهديد خطير للاستقرار فى المنطقة.

إسرائيل غاضبة

وأعرب وزير الثقافة الإسرائيلى ميكى زوهار عن أسفه على فوز الفيلم ووصفه بأنه تخريب و«لحظة حزينة للسينما»، لأنه قدم ما وصفه برؤية مشوهة لإسرائيل، التى لا تزال تعانى من هجوم حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023. 

وقال زوهار إن حرية التعبير قيمة مهمة، لكن استخدام التشهير بإسرائيل كأداة ترويجية دولية يضر بدولة إسرائيل، معتبرًا فوز الفيلم بالجائزة يوضح الحاجة إلى إصلاح مستمر يهدف إلى ضمان تخصيص الموارد العامة للأعمال التى تتحدث إلى الجمهور الإسرائيلى. 

وانتقد مسئولون ألمان وإسرائيليون رفيعو المستوى إبراهام بعد أن دعا إلى وقف إطلاق النار عند قبوله جائزة أفضل فيلم وثائقى فى مهرجان برلين السينمائى الدولى فى فبراير. وقال إبراهام إنه تلقى بعد ذلك تهديدات بالقتل.

أحداث الفيلم 

تدور أحداث الفيلم حول الناشط الفلسطينى باسل عدرا، الذى يوثق مجتمعه فى بلدة مسافر يطا أثناء تعرضها للتدمير على يد الاحتلال الإسرائيلى،  بينما يبنى تحالفًا غير متوقع مع صحفى من الجانب الآخر يشارك فى نضاله.  

يُسجل باسل عملية التدمير التدريجى لمسافر يطا منذ طفولته، ويقاوم الطرد الجماعى لمجتمعه، حيث يهدم الجنود منازل العائلات فى واحدة من أكبر عمليات التهجير القسرى التى ينفذها الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية المحتلة.  

خلال رحلته، يلتقى باسل بالصحفى الإسرائيلى يوفال، الذى يسعى للانضمام إلى معركته، وعلى مدار أكثر من نصف عقد، يخوضان معًا نضالًا مستمرًا ضد الطرد، بينما تتوطد علاقتهما رغم التباينات العميقة بينهما، باسل، الذى يعانى من الاحتلال العسكرى الوحشى،  ويوفال، الذى يتمتع بالحرية المطلقة.  

يمثل فيلم «لا أرض أخرى» شكلًا من أشكال المقاومة الإبداعية ضد الفصل العنصرى،  وسعيًا نحو العدالة والمساواة.  

تم تصوير الفيلم فى مسافر يطا، الواقعة جنوب الضفة  الغربية،  وهى أرض فلسطينية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967حيث يسلط الفيلم الضوء على نضال شاب فلسطينى ضد ما وصفته الأمم المتحدة بالتهجير القسرى لسكان القرى فى المنطقة.  

كانت إسرائيل قد أعلنت مسافر يطا منطقة عسكرية، وفى مايو 2022  أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكمًا لصالح الجيش، مما مهد الطريق لطرد سكان ثمانى قرى بهدف إنشاء ميدان رماية. وقد أدانت الأمم المتحدة مرارًا عمليات الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة الغربية باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولى.  

يروى «لا أرض أخرى» قصة الهدم المستمر لمسافر يطا، حيث يعيش المخرج باسل عدرا مع عائلته، حيث  يتتبع الفيلم محاولات الحكومة الإسرائيلية إخلاء القرويين بالقوة، بحجة تخصيص الأرض لمنشأة تدريب عسكرية منذ عام 1981، ويعرض مشاهد قاسية، مثل هدم الملعب المحلى،  ومقتل شقيق عدرا برصاص الجنود الإسرائيليين، وهجمات المستوطنين اليهود، بينما يصارع المجتمع للبقاء.  

ظلم وتنكيل

قبل ساعات من فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، تعرض سكان المنطقة فى الضفة الغربية، التى وثقها الفيلم، لهجوم من قبل مستوطنين إسرائيليين برفقة القوات الإسرائيلية، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».

ونقلت «وفا» عن جهاد نواجعة، رئيس مجلس قرية سوسيا، أن قوات الاحتلال احتجزت ثلاثة أشخاص فى المنطقة، بينما هاجم المستوطنون سكان قرية خربة عسفى فى مسافر يطا، حيث قاموا برشقهم بالحجارة، وتدمير الألواح الشمسية، وإلحاق أضرار بخزانات المياه.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??