: الملك فاروق بين أناقة العرش والتمرد على الذوق

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
belbalady.net تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حياة الحكام والشخصيات التاريخية دائمًا ما تكون مصدر إلهام ودهشة، حيث تكشف تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوبهم الفريد عن شخصياتهم وأنماط حياتهم في هذا الإطار، نسلط الضوء على فاروق الأول، ملك مصر والسودان، الذي اتسمت حياته بنمط غير تقليدي يعكس طبيعته المتمردة وذوقه الفريد، من خلال استكشاف عاداته وتفضيلاته، نكتسب رؤية مميزة لشخصيته وعهده.

كان فاروق الأول ينتقد بشدة كل من يرتدي حذاء بلونين، رغم أن هذه الموضة كانت شائعة في عصره، حيث كان يفضل اللون الواحد والنغمة المتناسقة، وكان يعجب بخاتم معين من مجموعته الكبيرة ويرتديه لفترات طويلة حتى يمل منه، وكذلك كانت الحال مع ولاعته الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة، وعلب السيجار، وساعاته النادرة التي كان يحتفظ بها عند أمين خاص يسجلها في سجل خاص مع جميع متعلقاته الشخصية.

عندما ظهرت الولاعات البلاستيكية، قرر فاروق تجربتها مثل عامة الناس، ووفقًا لقواعد البروتوكول، لم يكن يُشعل أي من ضيوفه سيجارته قبل أن يُشعل فاروق سيجارته الكوبية، ويذكر بعض رفاقه أنه بعد إحدى المآدب الرسمية، تحدث إلى فؤاد سراج الدين قائلاً: "ليس من الضروري أن يلتقط المصورون صورك بالسيجار"، وكانت ملاحظة صحيحة تؤكدها صور سراج الدين التي لم تخلُ معظمها من السيجار الشهير.

في جناحه الخاص، كان فاروق يرتدي الشورت صيفًا ولا يرتدي البيجامات، وعندما أصيب في ساقه في حادث القصاصين، فوجئ الجميع بعدم امتلاكه بيجامة، واضطروا لاستعارة واحدة من حلاقه الإيطالي بترو، وفي الشتاء، كان يكتفي بارتداء قميص قطني، وإذا كان الجو باردًا جدًا، يرتدي الروب دي شامبر، المفاجأة الكبرى كانت إقلاعه عن النوم في حجرته الخاصة صيفًا، واستبداله السرير بمرتبة توضع بجوار الشرفة المجاورة لجناحه الخاص، يغطى عليها بناموسية ضخمة. كان يفضل هذه النومة الأرضية في قصور عابدين والمنتزه ورأس التين، غير مكترث بالرطوبة أو تيارات الهواء.

كانت معظم بدلاته فضفاضة، ورفضه إجراء بروفة لها أمام الترزي كان أمرًا طريفًا، حيث كان يكتفي ببروفة المراسلة، فيرتدي البدلة ويقوم الشماشرجي بكتابة الملاحظات، ثم ترسل البدلة إلى الترزي لتعديلها، وكان حريصًا جدًا على وقته فيما يخص شؤون أناقته.

أما عن الطعام في قصوره، فقد كان فاروق يمَلُ من تكرار القوائم، وكان يعتقد دائمًا أن أي طعام خارج قصوره ألذ مذاقًا، لديه مواقف غريبة تؤكد تمرده على طعام وشراب القصور الملكية.

وفي إحدى المرات، أوقف القطار الملكي في محطة دمنهور وطلب من أحد رجال الحاشية شراء طبق فول ساخن من محل العاصي الشهير، وفي مرة أخرى، استجاب لدعوة سيدة اعترضت موكبه ونزل لتناول كوب شاي في مقهاها بحي بحري بالإسكندرية، وذات مرة دخل مع حاشيته مقهى متواضعًا بين المنتزه والسيوف في الإسكندرية وطلب فنجانًا من القهوة التركية.

لم يكن يحرم نفسه مما كان يستمتع به الناس، ولشدة حبه للآيس كريم، كان يذهب إلى أي مكان يشتهر بجودته، مثل كافتيريا سان سوسي الشهيرة.

 أطباقه المفضلة

أما عن أطباقه المفضلة، فلم تكن الأرستقراطية منها، بل كان شغوفًا بالأطعمة الشعبية، عاشقًا للمكرونة السباجيتي والحلويات، كان له ذوق خاص في الطعام، وكان يقول إن من يعصر الليمون على السمك أو الكافيار لا يفهم في الطعام، ويفضل طهي السمك الذي يصطاده بنفسه.

ظل وزنه تحت السيطرة في حياة والده، لكن بعد وفاته ازداد وزن فاروق تدريجيًا، بالإضافة إلى تأثير حادث القصاصين عليه، كان الحمام بالطين من أكثر الأكلات المحببة لديه في الحفلات والرحلات، وتعد هذه الأكلة بطريقة مميزة حيث يدفن الحمام في الطين ويدخل الفرن لمدة ساعتين، مما ينتج طعامًا شهيًا ولذيذًا.

واحدة من الشائعات التي ارتبطت بطعام فاروق الأول هي شوربة قيل إنها تصنع من خلاصة خمسين خروفًا، لكن الحقيقة أن شوربته المفضلة كانت تُعد بوضع كيلوجرامات من اللحم الجاموسي في إناء كبير وسلقها مع البصل والجزر والطماطم لعدة ساعات، ثم تصفى بالشاش وتُشرب باردة بلون ذهبي يشبه لون البيريل.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" البوابة نيوز "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??