: ما السر وراء تغييرات الشخصية بعد عمليات زراعة الأعضاء؟

seha24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إن فكرة أن القلب يحتوي على عقل أو جوهر الإنسان قد تكون أكثر من مجرد مفهوم روحي، فمنذ أول عملية زرع قلب بشري في عام 1967، أبلغ المرضى عن بعض التغييرات الغريبة وغير القابلة للتفسير في شخصياتهم.

بعد الجراحة، يقول البعض أنهم يشعرون بأنهم أقل تشابهًا مع أنفسهم وأكثر شبهًا بالمتبرعين لهم.

على سبيل المثال، أفاد أحد متلقي عملية زرع الأعضاء في التسعينيات عن تطور حبه للموسيقى فجأة بعد حصوله على قلب موسيقي شاب.

وقالت للعلماء في بحث نشر عام 2000: "لم أتمكن من العزف من قبل، ولكن بعد عملية الزرع، بدأت أحب الموسيقى، وشعرت بها في قلبي".

ويقول متلقو عمليات زرع الأعضاء الآخرون إنهم طوروا أذواقًا جديدة للطعام أو الفن أو الجنس أو الوظائف بعد العمليات الجراحية، حتى إن البعض يزعمون أن لديهم "ذكريات" جديدة مزروعة.

على سبيل المثال تلقى أستاذ جامعي يبلغ من العمر 56 عامًا، قلب ضابط شرطة قُتل بطلق ناري في الوجه، وبعد أسابيع قليلة من عملية الزرع، قال المتلقي إنه كان يحلم "بوميض من الضوء في الوجه".

مثل هذه الحكايات المثيرة للجدل تكاد لا تصدق، لكن دراسة جديدة من جامعة كولورادو (CU) تشير إلى أن عمليات زرع القلب ليست فقط هي التي تؤدي إلى مثل هذه التغييرات الأساسية في الشخصية.

إذا كان من الممكن ربط هذه الأعراض بشكل مباشر بعمليات زرع الأعضاء، فربما يعني ذلك أن "إحساسنا بالذات" موجود في كل خلية من خلايا أجسامنا، وليس فقط عضوًا أو عضوين.

وجدت دراسة استقصائية عبر الإنترنت أجريت على 23 متلقيًا للقلب و24 متلقيًا للأعضاء الأخرى أن ما يقرب من 90% شهدوا تغيرات في الشخصية بعد جراحة زرع الأعضاء، بغض النظر عن العضو الذي تلقوه.

قال معظم المرضى في الدراسة إنهم عانوا من أربعة تغيرات أو أكثر في الشخصية، وكان لمعظم هذه التغييرات علاقة بالمزاج، أو العواطف، أو الطعام، أو الهوية، أو المعتقدات الدينية/الروحية، أو الذكريات.

في حين أن الدراسة صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اعتبارها ذات دلالة إحصائية، فقد خلص الباحث الطبي بريان كارتر وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا إلى أن "متلقي زراعة القلب قد لا يكونون فريدين في تجربتهم مع تغيرات الشخصية بعد عملية الزرع".

وبدلًا من ذلك، يجادلون بأن "مثل هذه التغييرات قد تحدث بعد زرع أي عضو"، وهذا يتطلب المزيد من البحث.

تعد الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا واحدة من أولى الدراسات التي تحدد التغيرات في الشخصية التي تحدث بعد مجموعة واسعة من عمليات زرع الأعضاء، وكانت الدراسات السابقة تميل إلى التركيز على عمليات زرع القلب، حيث يُعتقد أن هذه الحكايات هي الأكثر تطرفًا وطويلة الأمد.

في حالة زراعة الكبد أو الكلى، يميل المرضى في الدراسات السابقة إلى الإبلاغ عن تغير مشاعر التوتر أو القلق أو الاكتئاب أو مشكلات الصحة العقلية الأخرى.

دماغ صغير في القلب

وقد فسر بعض الباحثين هذه الاختلافات بالقول إن هناك "دماغًا صغيرًا في القلب".

ومع ذلك، فإن هذه التفسيرات المحتملة لا تأخذ في الاعتبار الأعضاء المزروعة بخلاف القلب.

في تلك الحالات، ربما تكون الأدوية المثبطة للمناعة هي المسؤولة عن تغيرات الشخصية، أو ربما يتم تخزين "ذكريات" الشخص على نطاق واسع في جميع أنحاء الجسم، وليس فقط في عدد قليل من الأعضاء المهمة.

تتنبأ "فرضية الذاكرة الجهازية" بأن جميع الخلايا الحية تمتلك "ذاكرة"، وأن متلقي الزرع يمكنه استشعار تاريخ المتبرع من خلال أنسجته.

على الرغم من قطع الوصلات العصبية للعضو المزروع، إلا أن الأعصاب قد تظل تعمل داخل العضو. تشير بعض الأدلة إلى إمكانية استعادة الوصلات العصبية جزئيًا بعد مرور عام على جراحة زرع الأعضاء.

تفاعلات الناقل العصبي المبنية على ذكريات المتبرع قد تسبب استجابة فسيولوجية للجهاز العصبي للمتلقي مما يؤثر على شخصيته.

ووجد العلماء أن خلايا المتبرعين تنتشر في المتلقين لمدة تصل إلى عامين بعد عملية الزرع.

من غير الواضح أين تذهب تلك الخلايا وما يحدث للحمض النووي الخاص بها.

يبدو أن الحمض النووي، بمجرد هروبه من الخلايا، يؤدي إلى الالتهاب، وقد تبين أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة يغير سمات الشخصية.

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" seha24 "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??