كيف نقل القدماء المصريين الأحجار الثقيلة من مكان لآخر لبناء الاهرامات الثلاثة في الجيزة والمعابد والأماكن الاثرية؟، سؤال جاء في عقل كل من زار أي من تلك الأماكن، وظل يتردد في أذهان الجميع ، دون أن يصل أحد إلى إجابة له، حتى أعظم علماء الآثار.

ومن خلال هذا التقرير نرصد كيف كان قدماء المصريين ينقلون الأحجار الضخمة لبناء الأهرامات، وهو اللغز الذي كشفت عنه مؤخرا دراسة أمريكية مهمة.

كشف لغز نقل الأحجار الضخمة لبناء الأهرامات

حل لغز تساؤل المصريين وغيرهم عن كيفية نقل الاحجار الثقيلة كان يتجسد في نهر النيل، وذلك بعدما ذكر موقع "ساينس أليرت، في تقرير له أن نهر النيل له فرع طوله 64 كيلومترا ويمر بأهرمات الجيزة الثلاثة والمنطقة التي حولها، وكان ذلك الفرع مختبئا تحت الصحراء والأراضي الزراعية لآلاف السنين، وفقا لدراسات.

وأوضح موقع ساينس أليرت، أن العلماء اكتشفوا فرعًا مدفونا منذ فترة طويلة من نهر النيل، والذي كان يتدفق ذات يوم بجانب أكثر من 30 هرمّا في مصر، وهو الأمر الذي قد يحل لغز كيفية نقل المصريين القدماء الكتل الحجرية الضخمة لبناء الآثار الشهيرة.

وجود فرع النهر يفسر سبب بناء الأهرامات في سلسلة على طول شريط صحراوي في وادي النيل منذ ما بين 4700 و 3700 عام مضت، حيث يضم الشريط القريب من العاصمة المصرية القديمة ممفيس (اسم العاصمة المصرية قديمًا) الهرم الأكبر بالجيزة بالإضافة إلى أهرامات خفرع وخوفو ومنكاورع.

وفي واقعة عجيبة يحد المجرى المائي المكتشف عددا كبيرا من الأهرامات التي يرجع تاريخها إلى عصر الدولة القديمة وحتى العصر الوسيط الثاني، والتي تمتد بين الأسرة الثالثة والأسرة الثالثة عشرة.

واعتقد علماء الآثار أن المصريين القدماء استخدموا ممرا مائيا قريبا لنقل المواد العملاقة المستخدمة في بناء الأهرامات، فذلك يفسر وجود فرع مدفون من نهر النيل.

نهر النيل يحل لغز بناء أهرامات الجيزة

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة التي اكتشفت فرع مدفون من نهر النيل إيمان غنيم من جامعة نورث كارولينا ويلمنجتون في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس: لم يكن أحد متأكدا من موقع أو شكل أو حجم أو مدى قرب هذا الممر المائي الضخم من موقع الأهرامات الفعلي.

أما عن طريقة رسم خريطة لفرع النهر المدفون فصنعها الباحثون عن طريق استخدام صور الأقمار الصناعية الرادارية حيث أطلقوا على اسم فرع النهر المدفون "الأهرامات" باللغة العربية.

وقالت الباحثة إن الرادار منحهم قدرة فريدة على اختراق السطح الرملي وإنتاج صور للمعالم المخفية بما في ذلك الأنهار المدفونة والهياكل القديمة.

وأكدت المسوحات الميدانية وعينات الرواسب من الموقع وجود النهر، وذلك وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة كومينيكيشن إرث إنفيرونمينت.

واقترح العلماء أن فرع النهر الذي كان عظيما في السابق كان مغطى بالرمال بشكل متزايد، ومن المحتمل أن يكون قد بدأ خلال فترة جفاف كبيرة منذ حوالي 4200 عام.

أهرامات الجيزة كانت تقع على هضبة تبعد حوالي كيلو متر واحد عن ضفاف النهر، حيث أشارت الباحثة إلى أن العديد من الأهرامات كان بها ممشى احتفالي مرتفع يمتد بمحاذاة النهر قبل أن ينتهي عند معابد الوادي التي كانت بمثابة موانئ.

وأوضحت أن ذلك يدل على أن النهر لعب دورا رئيسيا في نقل مواد البناء الهائلة والعمال اللازمين لبناء الهرم.

أقرا أيضًا:

حظك اليوم السبت 18 مايو 2024.. الدلو يحتاج للتوفير والقوس يبحث عن التجديد

حظك اليوم السبت 18 مايو 2024.. الحوت يبتعد عن المشاكل والميزان يحاول التوازن