مرضى قصور القلب الذين تم تطعيمهم ضد كوفيد-19، لديهم احتمال أكبر بنسبة 82% للعيش لفترة أطول، من أولئك الذين لم يتم تطعيمهم.

جاء ذلك وفقًا لبحث تم تقديمه في مؤتمر فشل القلب 2024، وهو مؤتمر علمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، المنعقد في لشبونة بالبرتغال.

فشل القلب

فشل القلب هو متلازمة تهدد الحياة وتؤثر على أكثر من 64 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور كيونج هيون تشون، من مستشفى إيلسان التابع لخدمة التأمين الصحي الوطني في جويانج بجمهورية كوريا: "يجب تطعيم المرضى الذين يعانون من قصور القلب ضد كوفيد- 19 لحماية صحتهم".

وأضاف: في هذه الدراسة الكبيرة للمرضى الذين يعانون من قصور القلب، ارتبط التطعيم ضد فيروس كورونا بانخفاض احتمالية الإصابة بالعدوى، أو دخول المستشفى بسبب قصور القلب، أو الوفاة لأي سبب خلال فترة ستة أشهر مقارنة بمن ظلوا دون تطعيم.

وأظهرت الدراسات السابقة مدى سلامة التطعيم ضد كوفيد-19 لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك قصور القلب، وأن نتائج كوفيد-19 تكون أسوأ لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من قصور القلب.

ومع ذلك، لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث حول كيفية عمل اللقاحات على وجه التحديد في المرضى الذين يعانون من قصور القلب.

فحصت هذه الدراسة بأثر رجعي على الصعيد الوطني تشخيص مرضى قصور القلب وفقًا لحالة التطعيم ضد فيروس كورونا.

استخدمت هذه الدراسة قاعدة بيانات خدمة التأمين الصحي الوطنية الكورية، والتي تغطي جميع سكان جمهورية كوريا تقريبًا، للحصول على معلومات حول التطعيمات والنتائج السريرية، وتم تعريف المشاركين الذين تلقوا جرعتين أو أكثر من لقاح كوفيد-19 على أنهم "مطعمون"، وتم تعريف أولئك الذين لم يتم تطعيمهم أو تلقوا جرعة واحدة فقط على أنهم غير مطعمين.

وشملت الدراسة 651127 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18 عاما أو أكثر يعانون من قصور القلب. وكان متوسط ​​العمر 69.5 سنة، و50% منهم من النساء، من إجمالي مجتمع الدراسة، تم تعريف 538434 (83٪) على أنهم مُلقّحين و112693 (17٪) على أنهم غير مُلقحين.

للتحكم في العوامل التي يمكن أن تؤثر على العلاقة بين حالة التطعيم والنتائج، أجرى الباحثون مطابقة 1:1 للمرضى الملقحين وغير المطعمين وفقًا للعمر والجنس والحالات الصحية الأخرى (مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، وما إلى ذلك). والدخل ومنطقة الإقامة. وأدى ذلك إلى 73559 مريضًا تم تطعيمهم و73559 مريضًا غير مطعمين لإجراء التحليلات المقارنة.

وكان متوسط ​​المتابعة 6 أشهر، وارتبط التطعيم بانخفاض خطر الوفاة بجميع الأسباب بنسبة 82%، وانخفاض خطر دخول المستشفى بسبب قصور القلب بنسبة 47%، وانخفاض خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 بنسبة 13% مقارنة بعدم التطعيم. فيما يتعلق بمضاعفات القلب والأوعية الدموية، ارتبط التطعيم بانخفاض ملحوظ في مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والتهاب عضلة القلب/التهاب التامور والجلطات الدموية الوريدية مقارنة بعدم التطعيم.

وقال الدكتور تشون: كان هذا أول تحليل لفعالية لقاح كوفيد-19 في عدد كبير من مرضى قصور القلب، وأول تحليل يظهر فائدة واضحة من التطعيم، وتقدم الدراسة أدلة قوية لدعم التطعيم لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب.

وأضاف أنه مع ذلك، قد لا تنطبق هذه الأدلة على جميع المرضى الذين يعانون من قصور القلب، ويجب أخذ مخاطر التطعيم في الاعتبار عند المرضى الذين يعانون من حالات غير مستقرة.