: د.خالد محسن يكتب: ثورات الذكاء الموازي .. وتغيير وجه العالم !!

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

»»

يسير بخطوات ثابتة نحو تغيير وجه العالم
،فما بين الأمس واليوم أفق يتسع وزخم تتضاعف آثاره وتداعياته، مع قفزات غير محسوبة العواقب لثورات الذكاء الاصطناعي ظاهرها خير محض، وتنافس شريف لكنها تخفي الكثيروالكثير من الأهداف و، المقاصد ربما تكشف عنها الأيام تباعا!.

ويبقي التساؤل الأهم الذي يراود الكثيرين..هل سيتم تسخير مميزات الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق تطلعات التكاتف الأممي نحو الرخاء المشترك جودة الحياة والتقريب بين الشعوب، ورأب هوة المسافات الحضارية؟!

وهل هناك ضمانة أخلاقية كي يستفيد الجميع من الثورة التكنولوجية الأخيرة للذكاء الاصطناعي.

وفي حين أننا لا نستطيع التنبؤ على وجه اليقين بمدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير ما هو كائن، يمكننا أن نكون متيقنين أنه يحمل وعداً بتغيير جذري، وهو التغيير الذي يمكننا المشاركة الفاعلة كعرب ومسلمين في تحديد شكله وأسلوبه.

وكما يقول “دارون أسيموغلو” ،و”سيمون جونسون” الأستاذان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كتابهما “القوة والتقدم”: إن “الرخاء المشترك لم يظهر إلا عندما تم إبعاد اتجاه التقدم التكنولوجي ونهج المجتمع نحو تقسيم المكاسب بعيداً عن الترتيبات التي تخدم القلة في المقام الأول.

وأتصور أن تكافؤ الفرص والتغلب علي الانحراف الفئوي، فيما يتعلق بالاستخدام العادل لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته علي المستويين المحلي والأممي هو السبيل نحو تحقيق تطلعات الرخاء الأممي المشترك ،ولكن القراءة المتصفحة للمعطيات تشي بأن الصورة ليست بهذه المثالية المفرطة والأمنيات العذاب !.

وعلي مدار الساعة لا تكاد تمر لحظات دون أن تتوارد الأخبار عن كل ما هو جديد في دنيا الذكاء الاصطناعي التوليدي (الذكاء الاصطناعي)، وكيف سيغير مستقبل الجميع.
ويرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يأتي كحلٍ إبداعي وجذري للتحديات الأكثر إلحاحاً، ومنها القضاء على الفقر، بينما يرى البعض الآخر أنه يعني اختفاء الوظائف وكثيرا من المهن، وجزءاً كبيراً من حصاد عالم ما بعد الثورة الصناعية كما عهدناه.
ويري البعض أن كلا الرأيين يحملان شيئاً من الحقيقة،التي أصبح لها وجوها كثيرة في عالم اليوم.

واعتقد أن الصورة كاملة عن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الهياكل الاقتصادية والوظائف والإمكانات البشرية ستكتشف تباعا مع الأيام لكنها ستترك بصمات إيجابية ،وايضا سلبية ظهرت ملامحها خلال السنوات القليلة الماضية.
والمسلم به أننا محرك لثورة تكنولوجية فائقة التطور ،وهذه ليست المرة الأولى التي نشهد مثل هذه الثورات ،فعلي سبيل المثال حين ظهر “المحرك البخاري”، وما أحدثه من ثورة في عالم وسائل النقل.
وإذا قيمنا الواقع من خلال وقائع التاريخ، فإن الذكاء الاصطناعي سيرفع أيضاً معدلات النمو والرخاء على المدى الطويل ،لكنه في الوقت ذاته سيكون سبباً في الكثير من الاضطرابات، ومنها اختفاء بعض الحرف والمهن إلى الأبد.

وفي هذا السياق يتوقع تقدير متحفظ صادر عن “جولدمان ساكس” أن تحل مخترعات الذكاء الاصطناعي محل ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل على مستوى العالم خلال العقد القادم.،وهذا العدد يعادل نحو 8.5% من القوى العاملة على مستوى العالم.

ويقدر صندوق النقد الدولي أن نحو 40% من الوظائف على مستوى العالم معرضة لتأثير الذكاء الاصطناعي، وأن ما يصل إلى 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة قد تتأثر لأن الذكاء الاصطناعي يؤثر على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية.

ومن منظور الاقتصاد الكلي، يري بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي هو الحل الذي كنا ننتظره لمعالجة تباطؤ الإنتاجية العالمية، الذي أدى إلى تباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة على مدار العقدين الماضيين.
ويقدر تحليل “جولدمان ساكس” أن الذكاء الاصطناعي سيزيد النمو السنوي لإنتاجية العمالة في الولايات المتحدة بنسبة تقل قليلاً عن 1.5 نقطة مئوية على مدى 10 سنوات بعد اعتماده على نطاق واسع. واستناداً إلى نمو سنوي بواقع 1.5% في المتوسط بين عامي 2007 و2019، فإن ذلك سيعني زيادة نمو الإنتاجية بأكثر من الضعف، وهي أعلى وتيرة منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلي المدى الطويل رغم توجسات الكثيرين إلا أن الحصاد سيكون وفيرا وربما تتغلب الإيجابيات العديدة علي السلبيات المحدودة،وتخرج تقنيات الذكاء الاصطناعي بتدابير وحلول مبدعة لعلاج ما تسبب في صناعته ولو بدرجات.
ويتساءل كثيرون ماذا سيحدث خلال العقد القادم؟ وما الذي يتعين على المجتمعات والحكومات القيام به لتسهيل عملية التحول التكنولوجي ؟ ويصيغ البعض المشهد الآني بعبارة أخرى، كيف يمكننا تسخير عملية التدمير الخلاق الناجمة عن الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الرخاء المشترك؟!.
وكيف يعزز الذكاء الاصطناعي التشغيل الآلي لكافة الأنشطة البشرية ونواتجها عبر مختلف روافدها المادية والمعنوية؟!

من المؤكد أن الإجابات الشافية لهذه التساؤلات وغيرها ،ستعتمد جميعها على خيارات السياسات والإجراءات والتشريعات المنظمة والمعتمدة في مختلف أرجاء العالم.

وأتصور أن الإرادة والقدرة لدي غالبية الدول هي المنوط بها تحديد الشكل الذي سيكون عليه المستقبل. وسيتوقف التأثير على فرص العمل على ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيكون بديلاً للعمالة أو سيكون مكملاً لها، وهو ما يمكن التحكم فيه التأثير عليه من خلال السياسات العامة والإجراءات والحوافز واللوائح التنظيمية وفق لظروف وخصوصية المجتمعات المختلفة فإذا كان مكملاً للعمالة، فقد يمكنهم من رفع مستوى كفاءتهم، أو أداء العمل بجودة أعلى، أو إنجاز مهام جديدة. ويمكن أن تؤدي هذه المكاسب الكبيرة في الإنتاجية إلى خلق فرص عمل جديدة، إما في الصناعة نفسها أو عن طريق التوسع في أنشطة الصناعات المرتبطة بها.

كما أن تحديد عدد فرص العمل التي يتم توفيرها مقابل الوظائف التي تختفي، وأي فئة من العمالة تواجه أكبر قدر من التغيرات، وفقا لاحتياجات الدولة المتباينة أولوياتها .
وحتى إذا كانت الاقتصادات المتقدمة ستتأثر بشكل خاص في البداية، فإن الاقتصادات النامية، والتي يندر فيها رأس المال والعمالة عالية المهارات وترتفع فيها الضغوط الديموجرافية، ستتأثر أيضاً في نهاية المطاف.

ومن المتوقع أن يؤدي التقدم التكنولوجي في إدارة نظم الرعاية الصحية والتربية والتعليم والإعلام إلى تحسين مستويات المعيشة بصورة كبيرة.

وفي هذا السياق يرى بعض المختصين أن عمليات التحول بقيادة العقول الموازية مع تراجع سيطرة العقول البشرية ستكون باهظة التكلفة، لكن دولا عديدة تمتلك من الأدوات والسياسات العامة والمؤسسات اللازمة للتخفيف من آثار الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، وربما تتطلب الأمر أدوات وأوراق جديدة. لحسم المعركة لصالح أبناء الأرض وإبقاء العقول الصناعية في دائرة المساند والداعم ،بعيد عن فكرة المنافسة والسيطرة اللامحدودة.

ومن خلال قراءة مؤشرات المشهد متقلب اللقطات سريع التقلبات ، فيجب أن ينتبه أبناء العالم الثالث والدول الساعية للنمو ودول العرب من مغبة التخلف عن ركب اللحاق بمسيرة الثورة التكنولوجية، والحذر من استمرار فكرة التبعية والانتظار في صفوف المستهلكين وإنتاج ما يقدمه الآخرون ،ومن ثم يتحتم تدشين استراتيجيات فاعلة وفقا لرؤي شاملة تعزز العمل المشترك فيما بينها،والمشاركة الإيجابية في صناعة وتصميم البرمجيات فائقة التطور وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتصميم خوارزميات تحفظ هويتها وقيمها وخصوصيتها الحضارية والثقافية، قبل فوات الآوان !.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??