: سباقات الهجن: نافذةٌ على التاريخ والتقاليد العريقة

sport360 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady سعودي 360 – أبهر الفيلم السعودي “هجّان” جمهور مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2023 خلال عرضه العالمي الأول؛ حيث يحكي الفيلم، الذي أخرجه المبدع أبو بكر شوقي، قصة مؤثرة عن شاب يتيم وجمله اللذان يتشاركان رحلة مميزة في عالم سباق الهجن، ومن المتوقع أن يحصد إشادة عالمية كبيرة عند عرضه في دور السينما هذا العام.

ويقدّم الفيلم عالم سباق الهجن من منظور جديد، ويكشف عن كواليس هذه الرياضة التراثية التي ارتبطت بتراث المملكة لقرون عديدة، كما يستعرض الفيلم سحر البيئة الطبيعية الصحراوية للمملكة، ويمنح الجمهور فهماً أوسع للعلاقة الاستثنائية بين سفينة الصحراء والإنسان.

ويتزامن عرض “هجّان” الذي يتناول الإرث الحضاري والوطني للمملكة، مع تسمية الأمم المتحدة عام 2024 بالسنة الدولية للإبل، ويعتبر هذا التوقيت شهادة على أهمية الإبل ودورها الرئيسي في تشكيل تراث وهوية منطقة شبه الجزيرة لقرون عديدة، حيث كانت وسيلة للنقل ومصدراً للقوت ورمزاً للصمود في البيئات القاسية، وتسعى المملكة من خلال مبادرات مثل “عام الإبل 2024″، لترسيخ مكانته كرمز ثقافي عريق، وإحياء تقاليده المتوارثة على مر السنين.

وتُعد سباقات الهجن من الرياضات التراثية الراسخة في تقاليد المجتمع المحلي، إلى جانب احتفالاتها التي تتغنى بالهجن الفائزة وهجّانها وملاكها، ويعكس إدراج سباق الهجن مؤخراً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية التابعة لليونسكو أهمية هذه الرياضة العريقة، ليس فقط في سجلّات الماضي، بل كجزء حقيقي من الحاضر والمستقبل.

ولا يقتصر سباق الهجن على الجانب الرياضي فحسب، إذ يمثّل تقليداً حياً يعزز التماسك الاجتماعي، ويرسخ الهوية الثقافية داخل المجتمعات العربية؛ مما يؤكد أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، ولا سيما في عصر اليوم الذي تحكمه التغيرات.

ويتجاوز تراث سباق الهجن حدود مضمار السباق، حيث يتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، معبراً عن قيم الرفق بالحيوان، وروح المثابرة، واحترام الأرض ومواردها، وتركز المملكة على إحياء هذه التقاليد الأصيلة، ليس لحمايتها كرياضة تراثية فقط، بل لحفظها كشاهدٍ حي على قصص ومآثر الأجداد.

كما تشير هذه المبادرات إلى تزايد فضول العالم تجاه المملكة وعاداتها وتقاليدها، خاصةً الفعاليات مثل كأس العُلا للهجن، الحدث الذي يسلط الضوء على روعة سباقات الهجن الخالدة، ويقدم فرصة فريدة لاكتشاف التراث الثقافي الغني لبلادنا بشكل جديد ومميز.

وعلى المدى الطويل، نجد أن سباقات الهجن تتمتع بمستقبلٍ واعد، لاسيما مع الجهود المبذولة لتطوير الرياضة دون المساس بجوهرها، وأحدثت التقنيات المتطورة، مثل الفارس (الراكب) الآلي، ثورة في سلامة ونزاهة السباقات؛ مما يحفظ سلامة كل من الهجن والهجّانة، لتقدم هذه الابتكارات مزيجاً فريداً بين التقاليد والتقدّم، الأمر الذي يضمن استمرار هذا التقليد للأجيال القادمة.

وتجسّد كأس العُلا للهجن هذا التطور المميز، حيث تتجاوز الإثارة التي تقدمها السباقات، لتكون بمثابة منصة للتبادل الثقافي والحوار، ليجتمع المشاركون والمتفرجون من جميع أنحاء العالم لاستكشاف التراث الغني لمنطقة شبه الجزيرة العربية من خلال عرض رياضي عالمي المستوى.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" sport360 "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??