أطلت الشمس من مخدعها علي سماء الدنيا علي جزيرة كوريسكا بفرنسا ،وهي جزيرة العشاق ومن يريد الهروب من آلام الحياة ، هذه الجزيرة التي حبتها الطبيعة لا يوصف بدأت أسير بين ارجائها، ومع كل خطوة كانت تتراقص مشاعري بين ضلوعي ، وانت لعزفها بين جوانحي كطير عانقته الريح وأودت بيه إلي أعالي الجنان ، وظللت امشي بين الأزهار والورود متناسقة الألوان اشتم عبيرها علي الجانبين كعروس احاطتها اثمن زجاجات العطور التي انفجرت جزيئاتها وملئت الدنيا عبيرا وإبتهاجا، أشجار كثيفة ملتفة ومتناسقة وممتدة تقابلها زرقة الماء معلنة جلال هذه الجزيرة ، شذا هوائها إختلط بسكينة لم أشعر بها منذ سنوات ، حمائم بيضاء تعانق السماء ، تخيرت احد المقاعد المتناثرة علي امتداد الجزيرة، جلست سابحة في عالمي ووجداني بين الواقع والخيال ، يا إلهي إنها طيور النورس تطير من فوقي وتعانق سطح الماء ، والبط يغني ويسبح في غبطة تمنيت للحظات أن أكون مثلهم أغفو ولو غفوة من هموم الدنيا بين جنبات هذه الجزيرة كبطة تتراقصي اجنحتها تلهو وتسبح علي هذه صفحة هذه المياة الهادئة الرقيقة المعاني ، فتحت أوراقي وعلقت قلمي بين اصبعي اجول بناظري هذه الجزيرة جزيرة العشاق وليس العشاق صغار السن فقط فالحب يظل يظل يطرق ابواب قلوبنا حتي نرحل ، لاحظت ان جميع المقاعد بجانبي امتلأت بالناس وابدات أسطر كلماتي ونسيت الوقت لأني كنت منهكة في الكتابة ، وانتبهت لسيدة عجوز في بداية الستينات من عمرها لم تهتم كثيرا بزينتها، استقرت إلي جوارها حقيبة سوداء حتي عيناها مثبتتين علي الماء تداعبها في صمت وكأنها تحادثها، أتذكرين ما كان بينا علي صفحة مياهك، انا الحب الذي عانقك منذ سنوات انا وجون اتذكريني ايتها القطرات الدافئةش احسست بها وتناست الناس ومن حولها، وصارت تغني كلمات بالفرنسية ما فهمتها ولكني احسست بها من جمال صوتها وتعابير وجهها

الحياة مهمة فردية فالبطة تسبح بمفردها هناك تعبر المياه بمفرها وحيدة تماما مثلي ، اتابع الحمائم البيضاء متشابكة المعاني والكلمات تعانق السماء رأيت كل حبيب بجوار حبيبه يسطرون المستقبل علي نغمات الطيور المتراصة علي صفحة الماء إنها الحياة ما أجملها وما اقساها كان يوما رائعا بين الأزهار اليانعة والحمائم البيضاء والفراشات التي تتراقص بين الاغصان والأشجار الباسقة الملتفة علي جاني الجزيرة

ولملمت ما تبقي من جوانحي وفي تلك اللحظة رأيت علي امتداد بصري عربة ايس كريم تركت كل شئ وانتفضت طفولتي وتوجهت إليها وحملت عبوتي والتهمتها وعدت إلي الفندق في إستقبال يوم جديد