: الروائي الكبير محمد جبريل يكتب: إسرائيل.. والمعادلة المستحيلة!

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

 

الدنيا قائمة قاعدة على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل. تحرك الغرب بصورة مشابهة لما حدث في اليوم التالي لضربات المقاومة ضد الكيان الصهيوني، استنكار، وإدانات، ومشاركة فعلية في صد المسيرات والصواريخ.

على الرغم من تباين الروايتين: إيران تعلن أنها أصابت أهدافها في العمق الإسرائيلي، في حين تهون إسرائيل من الهجوم الإيراني، وأنه لم يحقق أهدافه بصورة حقيقية، وإن حيت حلفاءها في عواصم الغرب لمساندتهم الإيجابية في رد الهجوم، فإن السؤال يطرح نفسه: ماذا لو أن القوات المسلحة الحليفة لم ترد الهجوم الإيراني؟

ما يهمني – كمواطن عربي – في هذا الصراع هو قضية شعبنا العربي في فلسطين: هل تأخر الرد الإسرائيلي يشي بمسرحية سيئة التأليف والإخراج، أو أن القيادة الإيرانية درست تماهي رد الفعل الغربي مع الرد الإسرائيلي، فاكتفت بشد الأذن؟

اخترقت الطائرات الإسرائيلية عمق سوريا، وضربت القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق. ردت إيران باختراق العمق الإسرائيلي، وضرب معسكرين في تل أبيب.

لماذا نحاسب الفاعل في ضرب المعسكرين، ولا نحاسب الفاعل في ضرب القنصلية الإيرانية داخل سوريا؟

الطائرات المسيرة والصواريخ هي التي اخترقت – أو حاولت اختراق – إسرائيل. لماذا يطالب وزير خارجية إسرائيل باعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية؟ ألا ينسحب الإرهاب على من بدأ بالعدوان، استمرارًا لسلوكه في غزة والضفة الغربية من قتل وتدمير وإفناء؟ وماذا عن اختراق الطيران الإسرائيلي للعمق السوري والعمق اللبناني، وحتى العمق التونسي، وعلى حد تعبير وزير الحرب جالنت فإن “سماء الشرق الأوسط مفتوحة لنا”؟!

تأملت قول رئيس الأركان الإسرائيلي: إن بلاده لن تسمح بتغيير المعادلة القائمة حاليًا في المعارك الحربية بين إسرائيل ودول المنطقة، وهي معادلة يأذن بموجبها للصلف الإسرائيلي أن يخترق الأجواء، ويصل إلى أي موضع في داخل أي بلد، دون توقع لرد فعل من أي نوع.

لقد فرضت إسرائيل منذ حوالي 17 عامًا حصارًا خانقًا على غزة، أضافت إليه – مؤخرًا – تسليح مستوطني الضفة الغربية ليقتحموا القرى العربية بالقتل والسلب والإحراق، وتعددت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

على الرغم من تحذيرات المقاومة الفلسطينية، فإن التطرف الإسرائيلي واصل ممارساته، حتى نصائح القيادة الأمريكية وقيادات الغرب، رفض رئيس الوزراء نتنياهو أن يصغي إليها.

إن لم يكن ذلك هو إرهاب الدولة، فماذا نسميه؟ وماذا نسمي عمليات الاعتقال الإداري غير المحددة المدة، وحصار التجويع والتدمير والإفناء؟

حسب رواية القادة الإسرائيليين فإنهم يقتلون الإرهابيين. وبصرف النظر عن ضبابية التسمية في التعريف الإسرائيلي، بل وكذبها، هل كان قتل الروائي غسان كنفاني إرهابيًا؟ هل كان العلماء الذين قتلهم الموساد بعيدًا عن أوطانهم إرهابيين؟ هل كان كذلك عمال مطبخ التجارة العالمي؟ والسؤال يشمل اليهودية الأمريكية راكيل ويلش التي دهسها الجيش الإسرائيلي لأنها تعاطفت مع القضية الفلسطينية؟ وما التسمية التي يستحقها القتلة، ومنهم إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي احترف القتل – لفترة طويلة – قبل أن يترأس الوزارة؟

أذكر – بعد قراءتي كتاب رمسيس عوض ” محرقة اليهود” أني كتبت أشير أن قراء الدكتور عوض – وأنا منهم – عرفوه ناقدًا أكاديميًا، ومترجمًا، من الطراز الرفيع، لكنه قدم لنا كتابه باعتباره تأليفًا، فهو لا يشير إلى مؤلف ترجم عنه، ولا حتى مراجع أخذ منها مادة الكتاب.

إن تأليف كتاب حول قضية ما، يعنى اقتناع مؤلف الكتاب بعدالة القضية التى يتناولها، أو العكس. لكن المعنى من تأليف هذا الكتاب غاب عنى تمامًا .

أدان رمسيس عوض الممارسات النازية ضد البشر فى معسكرات الاعتقال وأفران الغاز والمحارق وغيرها، لكنه اكتفى بتركيز بؤرة العدسة على اليهود، كأنهم هم الضحية الوحيدة لممارسات النازى.

المرافعة البليغة التي تضمنها كتاب محرقة اليهود – باعتراف المؤلف نفسه – تؤكد أن المحرقة لم تكن لليهود فقط. إنه يتحدث عن معتقلين سيقوا إلى الموت من الاتحاد السوفييتى وبولندة والنمسا وغيرها، لكنه يطيل التوقف عند اليهود. كأن ما جرى للآخرين لا يستلفت النظر.

تحفظى معلن على حكايات الهولوكست النازية والمحارق والأفران ومعاداة السامية، وكل تلك الدعاوى الصهيونية التي اعترف الكثير من الساسة والمفكرين اليهود أنها ليست سوى وسائل ابتزاز ضد كل من يرفض الممارسات الصهيونية.

أحدث أدلتى هذا الكتاب المهم عن الصهيونية الجديدة، بأقلام عدد من القيادات السياسية والفكرية والدينية في إسرائيل، والذى صدر عن المجلس الأعلى للثقافة .

في تقديرى أنه لو لم يكن قارئ كتاب الدكتور عوض متسلحًا بدرجة ما من المعرفة والوعى، فإن التأثير الذي قد يخرج به من عملية القراءة، هو التعاطف الشديد مع هؤلاء الذين ابتلعتهم أفران الغاز النازية أعوام الحرب العالمية الثانية.

لماذا اليهود ؟

لماذا ليس المنتمين إلى عرقيات وجنسيات أخرى، بمن فيهم الألمان ؟ ولماذا ليس الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وعمال أبو زعبل وأطفال بحر البقر الذين مارس الكيان الصهيونى ضدهم أبشع الممارسات؟

اعتدنا في تاريخ الممارسات الإسرائيلية أنها تطلب تصديق الآخرين لما اختلقته، يساعدها إعلام إيديولوجي يحذف، ويضيف، ويضفي الرتوش، وربما بدل الملامح. فإذا طرحت الرواية الصحيحة قوبلت بالتعتيم، أو بالرفض، أو التشويه.

ذلك ما نلحظه حتى في تضاد الروايات، فإسرائيل الجزيرة المسالمة المحاطة ببحر من العداء، هي إسرائيل صاحبة اليد الطولى التي قتلت قادة فلسطينيين في بيروت وتونس وعواصم عربية وأوروبية أخرى، وهي التي تجهر أن القتل جزء من ممارساتها. تساندها واشنطن – وعواصم الغرب – بصورة مطلقة، إلى حد سحب الولايات المتحدة مقترحاتها لحل مشكلة الرهائن الإسرائيليين، واستبدلت بها مقترحات إسرائيلية، أعلن المعارضون الإسرائيليون لنتنياهو أنها تستهدف إفشال المفاوضات لسبب يتصل بمصالحه الضيقة!

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??