: الروائي الكبير محمد جبريل يكتب: الإبادة هي الهدف

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الروائي الكبير محمد جبريل يكتب: الإبادة هي الهدف - جريدة المساء
  • أحدث المقالات
  • ترينـد
فلترة

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

إعـــلان

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

9 ديسمبر، 2023

المزيد

إعـــلان

تساءل توفيق الحكيم في مقالة له عن صورة الوطن العربي لو أنه خلا من زرع إسرائيل في قلبه. أجاب الحكيم عن تساؤله بالقول إنه ما أنفق على تسليح الأقطار العربية لدرء الخطر الإسرائيلي، كان يكفل نشاء آلاف القرى النموذجية على النظام السويسري.
الجزيرة المحاطة بالأعداء هي الصفة التي حرصت عليها إسرائيل، حتى من قبل إعلان تسمية الدولة. ظني أن التسمية لا تزال قائمة، لا صلة لذلك بدعاوى الهولوكست والمحرقة وأفران الغاز ومعاداة السامية ( بالمناسبة: نحن ساميون! ). إنها انعكاس للدمار الذي صنعه الغرب في الوطن العربي. أنقل عن آل باتشينو قوله: فلنلق نظرة على التاريخ الإسرائيلي، سنعرف حتمًا من هو الإرهابي. أضيف قول هوفمان دستين: لقد بدأت البشرية في الانقراض منذ ظهرت إسرائيل.
لو أن متابعاتك التليفزيونية تمعنت الصور المعلقة على جدران مكتب رئيس الوزراء، فسيلحظ أن غالبيتهم من الإرهابيين المطلوبين جنائيًا، ثم صاروا – بعد تحول العصابات الإرهابية إلى حكومة تتبعها وزارات ومؤسسات – مسئولين يتحدثون عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ولعلك تذكر الجلسة الأولى في المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، والتي تحولت إلى حلسة أخيرة عندما عرض فاروق الشرع وزير الخارجية السوري آنذاك على إسحاق شامير طلب اعتقال من سلطة الانتداب البريطاني لإدانته بجرائم قتل!
التوحد بالمعتدي تكوين في الشخصية الإسرائيلية. حتى اختراعهم الأكاذيب، وإرغام العالم على القبول بها، يذكرني بقول جوبلز وزير إعلام هتلر: اكذب، أكذب حتى يصدقك الآخرون. هم لا يكتفون بمحاولات الإقناع، بالإلحاح على محاولات الإقناع، لكنهم يرغمونك على التصديق. وسيلتهم الابتزاز، المتمثل في دعاوى أسطورية لا موضع لمناقشتها، عنوانها: العداء للسامية. وهو ادعاء يلغيه – بالنسبة للعرب في الأقل – أنهم ساميون!
مات عشرات الألوف من المواطنين الآمنين، وأصيبوا، تحت أنقاض البنايات المتهدمة. وكما قال مسئول الإعلام الحكومي في القطاع، فقد أبيدت في المذابح عمليات بأكملها، محيت من السجل المدني!
الصواريخ والقنابل الهائلة ونسف الأبراج السكنية والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس ومركز الإيواء.. ذلك كله يعكس الهدف الذي مثل هجوم السابع من أكتوبر نقطة الانطلاق لتحقيقه، وهو هدف كانت إسرائيل تعد له، باستعادة قصة الذب والحمل الذي تعددت حججه ليلتهم الحمل!
أعلن الأطباء في مستشفيات غزة عجزهم عن فهم طبيعة الأعراض التي أصابت المواطنين الذين حاولوا إنقاذهم، أرجعوها إلى استخدام الطيران الإسرائيلي قنابل الفسفور المحرمة دوليًا. كما ألقيت على البنايات السكنية قنابل خارقة للتحصينات.
لعلك شاهدت القائد العسكري الإسرائيلي وهو يتجه إلى جنوده بكلمات حاسمة، باترة، تأمرهم بالقتل، القتل العشوائي الذي لا يتدبر ولا ينحاز، فمن سيقتلونهم مجرد حيوانات!
أنا شخصيًا لم أفاجأ بتصريح وزير إسرائيلي أمام عدسات التليفزيون، يدعو إلى إبادة غزة بقنبلة ذرية. وجدت في هذه الدعوة البشعة فرصة لاختراق الصمت لغريب حول أكثر من مائتي قنبلة ذرية في مفاعل ديمونة بصحراء النقب. لم توقع إسرائيل على معاهدة حظر الأسلحة النووية، وكانت دعوة الوزير الإسرائيلي ضغطة زر لفتح الباب المغلق حول حرص تل أبيب أن تظل هي القوة الأقوى في المنطقة، ليس بأسلحة الحروب التقليدية، وإنما بالسلاح النووي الذي تملكه إسرائيل وحدها، وتسعي – بوسائل إرهابية – لمنعه عن كل دول المنطقة. أذكرك بعمليات الاغتيال التي نال بها الموساد الإسرائيلي- إرهاب دولة بكل المقاييس – علماء عرب، من خلال عمليات إجرامية.
بل إن إسرائيل ترفض المفاوضات الإيرانية الأمريكية لاستخدام الذرة سلميًا، وتصر أن تسد الباب الذي قد يأتي منه الريح فتستريح، فتشن غارات على إيران. تفكير لا يصدر عن عقليات مسئولة، لكنه يعبر عن عقليات قادة عصابات الجريمة باقتصارها على التدمير والقتل واستباحة حياة البشر!
والقارئ لمذكرات رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير، سيروعه – إلى جانب أسرار خطيرة تمس قيادات وزعامات عربية، وتلح في الإشفاق على الشعب الفلسطيني، والشعب العربي جميعًا – أن استخدام السلاح النووي، أو ما سمي سلاح يوم القيامة، كان خيارًا مطروحًا لدى القيادات الإسرائيلية، قبل أن تلقي واشنطن بكل ثقلها مساندة ودعمًا لإنقاذ الكيان الصهيوني من الانهيار.
تكوين آخر، تشهده الضفة الغربية. إنها – كما يقول الكاتب الفلسطيني مصطفي يوسف اللداوي – قلب المشروع الصهيوني وروحه، وهي محل أطماعه، وموضع صراعه، وأساس الكيان الصهيوني وعنوان وجوده.. لا يتصور الإسرائيليون، ولا رواد الحركة الصهيونية كيانهم – والقول للداوي – بدون القدس ( أورشاليم )، أو نابلس ( شخيم )، أو الخليل ( حبرون)، وبدون غيرها من مدن الضفة الغربية وقراها، التي يطلق عليها اليهود عمومًا” أرض الميعاد”، ويسميها الإسرائيليون” أرض إسرائيل”،” ويعتقدون أنها أرض الآباء والأجداد، وهي منحة الرب ووعده، وفيها ممالكهم القديمة التي بناها ملوكهم.. والتي فيها يجتمعون، وعلى أرضها من كل شتات الدنيا يلتقون”.
غزة والضفة الغربية، ما تبقى من أرض فلسطين، يذكرنا بحكاية الثور الأبيض الذي كان ذبحه مقدمة لذبح الأبقار الأخرى. أشير إلى التصريح العدائي لقائد الطيران الحربي الإسرائيلي أن طائراته تستطيع أن تضرب أي مكان في الشرق الأوسط.
لغة عصابات مطلقة. دعك من الأوهام التي تلغيها ممارسات الكيان العنصري في امتداد الوطن العربي.
إن عمليات القتل العشوائى والمذابح المتوالية وغير المبررة التى تنفذها القوات الإسرائيلية ، لا تستهدف مجرد التأديب والتخويف والإرهاب ـ وكلها أهداف مرفوضة ! ـ لكنها تستهدف ـ فى الدرجة الأولى ـ تقليص الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة . وهو ما يتمثل فى العديد من القوانين والإجراءات التى اخترعها الكيان الصهيونى ، مثل تحويل عرب القدس من مواطنين إلى مقيمين، وتكبيلهم بقيود تصل إلى حد منعهم من العودة إلى بيوتهم، وإزالة البيارات والمناطق السكنية بدعوى منع الإرهاب الفلسطيني، وتهجير الفلسطينيين من بلادهم.
كما نعلم، فإن اشتداد فوران الوعاء المغلى يؤدى إلى انفجار يصعب معرفة تأثيراته. وإذا كان العالم قد عانى – فى سنى الحرب الباردة بين المعسكرين الغربى والشرقى – سياسة حافة الهاوية التى ابتدعها جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق، فإن إسرائيل اعتمدت – من قبل إنشائها – سياسة الوعاء المضغوط، فما أكثر الحروب التى دارت فى ظل وجودها، وعمليات النفى والتشريد والمصادرة والإفناء بين أبناء الشعب الفلسطينى، والعمليات الإرهابية التى شملت مدن العالم، والخلافات المتوالية فى منظمات الأمم المتحدة، أبرزها الفيتو الأمريكى فى مواجهة إدانات مجلس الأمن للإرهاب الصهيونى، والقرارات التى اتخذتها الجمعية العامة، والمنظمات التابعة لها، دفاعًا عن حق الشعب الفلسطينى فى حريته وتقرير مصيره.

لا توجد نتائج

مشاهدة كل النتائج

جميع الحقوق محفوظة © 2021 لـ المساء - يُدار بواسطة إدارة التحول الرقمي.

الموقع يستخدم الكوكيز للحصول على تجربة تصفح مميزة. الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك تعطي الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط. أوافق

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??