: (شجون الكلمات) شجون حسن تكتب “بحر الحياة و شبكة الصياد”

almessa 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعـــلان

أطلت الشمس الذهبية من مخبأها علي سماء الدنيا تنشر الأمل والطمأنينة في قلب سهام تلك الفتاة العشرينة التي تعيش مع زوجة أبيها وأخ لها من أبيها ووالدها ، كان والدها مزراعا بسيطا يحرث الأرض ويسقي الزرع ، وكانت سهام تشع الشمس نورا من جمالها وذات يوم التقت سهام بصديقتها المقربة ندي

أهلا بك سهام كم أنت قاسية كما الأيام أليست لك صديقة تسألي عن أحوالها ؟
سهام : والدي مريض يا ندي ولكني آمنت بالقدر خيره وشره وصغرت الدنيا في عيني وصغر شأنها عندي ندي ما العالم بالنسبة لي إلا بحر زاخر وما نحن البشر إلا أسماكه المائجة فيه وما ملك الموت إلا صياد يحمل شبكته كل يوم ويلقيها في هذا البحر فتمسك ما تمسك وتترك ما تترك ومن ينجو من هذه الشبكة اليوم لا ينجو منها غدا فأنا راضية بما قسمه الله لي .
ندي : ما كل هذا الجرح وآلالم الذي أراه في صوتك حبيبتي إنها الحياة نعيشها كما كتبها الله لنا
وجلست الصديقتان تحت ظلال شجرة مورفة فسهام فتاة قروية تقطن الريف تعشق الصبح وعبيره ونسمات الهواء الباردة التي تختبئ بين أحضانها جلسن وكلن منهن تحكي لأخري طعنات الأيام لها
وفي الطريق أثناء رجوع سهام للمنزل اصتدمت بشاب قوية البنيان ذو عينين واسعتين وسعر بني ووقعت سهام علي الأرض من هول الإصتدام فكانت في قمة غضبها
هل فقدت عينيك ؟
فستشاط الشباب هل جننتي أنا أحمد الفيومي تهينة حشرة مثلك فنظرت له سهام نظرة عميقة ورحلت من أمامه
في المنزل
سهام : أمي لقد اعترض طريقي شباب يدعي أحمد الفيومي وأسمعني وابل من الشتائم
ألام : أحمد الفيومي إنه من أكبر العائلات هل جننتي ما فعلت سيهدم الدنيا علي رؤسنا جميعا
وفي المساء عاد الأب من الخارج وتجمعت الأسرة علي العشاء وتكتمت الأم ما حدث لأبنتها وفي هذه الأثناء طرق الباب شخص غريب
الوالد : من بالخارج
الطارق : أحمد الفيومي
ففتح الأب له الباب ماذا تريد يا بني ؟
فنظر الشباب إلي هذا البيت المتهالك الأثاث فما يوجد به إلا منضدة صغيرة وجدران يكسوها العنكوت وأسرة التهمتا الأرض فكسا الحزن عيون الرجل الكبير والد سهام من نظرات هذا الشباب الثاقبة لمنزله
أحمد الفيومي : لديك أبنة تدعي سهام
الوالد : نعم ماذا فعلت ؟
احمد الفيومي إني أريد أن اتزوجها اليوم كم تطلب من المال فمتلأ وجه زوجة أبيها سرورا إنها لا تحبها وتريد الخلاص منها ولكن الخبر نزل علي أسماع سهام كالصاعقة وكان جاوبها علي هذا الشاب بالنفي ولكنه استأذن والداها في الحديث معها لبضع دقائق
سهام لما تريد الزواج مني ؟
كي اريكي ألوان العذاب فسالت الدموع من أعينها كالأنهار ماذا جنيت
أحمد الفيومي : لم يخلق في هذه الحياة من يتطاول علي أحمد الفيومي وانت تعلمين أستطيع أن أفعل كل أنواع الدمار لعائلتك
فما كان منها إلا الموافقة واتي الصباح بخيوطه ولكنها كانت خيوط آلام لسهام فهي تعلم جيدا إلي أين ستذهب إلي المجهول إلي رجل ما رأت في عينيه إلا الجمود والقسوة ولكنها أسلمت أمرها لخالقها وجاءت التي علمت بكل شئ حدث لصديقتها لما ترضخين لهذا المتجبر يا سهام؟
سهام : أبي وأخي وعائلتي ألا تعلمي من يكون هذا الفيومي المتعجرف المتكبر ؟ وأتي المساء بظلامه وجاء الفيومي إلي منزلهم وعقد القران وتزينت سهام بزينة الملامح مجردة من زينة للقلب وأخذها الفيومي إلي بيته وسط زهول من عائلته
والده : من هذه ؟
إنها زوجتي
فما أن سمعت والدته هذا الخبر إلا وأغشي عليها وتم نقلها للمشفى ما هذا الشباب الذي لا يعطي قدرا لأحد من عائلته وما هذه السهام والكلمات الجارحة التي تترامي علي سهام من كل حد وصوب .
وكان له اخت في سنها تقريبا تدعي ملك فقالت لها اعلم انك تزوجتي اخي من أجل المال وما أن أتيت إلي المنزل وما رأينا إلا الدمار والخراب
سهام : ماذا فعلت لكل هذا فما أنا إلا فتاة كان أقصي حلمي أن أكون طبيبة أخدم قريتي أنا قانعة برزقي مغبتطة بعيشي ولا تذهب نفسي حسرة وراء مطمع من المطامع ، أنا لا تستهويني حياة الأغنياء فأنا لا أذكر أني بت ليلة جائعة في حياتي أما البيوت فإن لدي انا وأسرتي الصغيرة بيتا لا أشعر فيه بالضيق فرغم صغره إلا أنني أري منظر السماء والماء والأشعة البيضاء والمروج الخضراء فلما اهرول وراء أخيك هو من قتلني وظلمني وضيع حياتي هل فهمت.

وظلت والدة الفيومي بالمشفى أياما عدة واضطرت سهام للعيش مع هذه الأسرة التي تبغضها وكان زوجها قاسي القلب لا يرحم وأصبحت سهام خادمة البيت ليست الزوجة المكرمة ولكنها أحتسبت كل ذلك وكانت تناجي ربها في صلاتها أن يفعل لها الخير.
ورغم كل هذه القسوة التي تعيشها سهام كان والدا طيب القلب بشوش الوجه احبها حبا شديد كأبنته وكان هو المدافع عنها في وجه جبروت ولده فقد كان يغتصبها كل يوم ويهينها ويضربها وهي لا تفعل شيئا وفي يوم من الأيام عاد إلي المنزل مبكرا فوجدها تصلي وتقرأ القرأن داعية ربها أن ينقذها منها فلم يتحدث تاركا المكان بأكمله معاتبا نفسه القاسية ما ذنب هذه الفتاة التي أضعت مستقبلها وأخذ يبكي بكاءا شديدا وعاد إلي المنزل وكان في إنتظاره والده

الوالد : أحمد ماذا فعلت هذه الفتاة كي تعاملها وتوريها أشد ألوان العذاب فطاطأ راسه
أحمد : أعلم يا أبي أنني ظالم
الوالد : إلا يجب أن تكون سندها فهي يتيمة أنا أحزرك بأشد العبارات ألا تحزنها ثانية.
وفي الصباح طرق أحمد الباب وما أن رأته سهام وقد تكلك الخوف قلبها فقد تعودت علي قسوته ولكنه جلس بجانبها يطمئنها وأخذها بين أحضانه أنا لم أتعلم أن في الدنيا أناسا لا يعنيهم المال أكثر ما يعنيهم الكرامة والإطمئنان فسامحيني فتعلقت في رقبته وظلت تبكي كثيرا ولكن أحمد هدأ من روعها وقال لها غدا سنذهب للتقديم للجامعة فطارت فرحا وعادت الأم من المشفي واستطاع أحمد أن يجمع الأسره وأن يصل حب سهام إلي قلوب العائلة وأصبحت تلك الفتاة من أكبر واعظم الأطباء وأصبحت عونا لكل بائس فقير إنها الحياة في قلب الابتلاء يوجد أمل(( وما تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا))

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??