belbalady.net منذ بدأت الاعتداءات الغاشمة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أيام، فقد الآلاف من الفلسطينيين أرواحهم. وفقد الكثيرون أصدقاء وأحباء وأقارب لهم، ربما حرمتهم المسافة الفرصة لوداعهم الأخير، وبينما تكون تجربة الفقد أيًا كان نوعها مؤلمة، تكون في هذه الظروف أكثر إيلامًا، فكيف يمكن أن تساعد شخصًا يمر بهذه التجربة أيًا كانت علاقته بالشهيد الراحل؟ محمد مصطفى الأخصائي النفسي الإكلينيكي يقدم عدة نصائح لتقديم الدعم النفسي لمن يمرون بتجربة فقد في الأحداث الأخيرة. 

احترام مراحل الحزن
 

الحزن شيء شديد التعقيد، فهو يتكون من عدة مراحل ومجموعة متنوعة من العواطف، فالشخص الذي فقد أحد من عائلته قد نراه في حالة من الغضب نتيجة لما حدث، ثم ينكر ما حدث نتيجة لهول الموقف فكيف له ألا يرى أقرب الناس إليه مرة أخرى، ثم يحزن على الرحيل، حتى يتقبل الأمر، واحترام تلك المراحل أمر غاية في الأهمية، فالدعم الحقيقي هو التواجد مع الشخص في كل مرحلة دون الضغط عليه من أن يتعافى من ألم الحزن بسرعة.

الانصات بعناية لهم

على الرغم من أن الأمر يبدو سهلاً، إلا أن الاستماع إلى الآخر يعد من أصعب الأشياء، فنحن نتحدث ونقوم بالمواساة، ولكن في حقيقة الأمر أن الشخص المفجوع لا يحتاج لهذا بل أنه يحتاج إلى من يسمعه بعناية، انه بحاجة شديدة للتحدث عن المشاعر التي بداخله، وأثناء ما يعبر عن غضبه وإنكاره واستياءه لما حدث، لا يجد الشخص المستمع يقاطعه باستمرار، أو أن يقوم بتقييمه أو تصحيح المعلومات لديه، فقط هو يحتاج إلى من يستمع له بعناية.

الاحتفاظ على الذكريات

من أهم مظاهر الدعم هو تشجيع الأشخاص المفجوعين بألم الفقد على التحدث عن أحبائهم والمحافظة على ذكرياتهم، هذا الأمر مفيداً للغاية، حيثُ إن إحياء ذكرى من نحب يساهم في مساعدتهم على الشعور بأن أحباءهم لم يذهبوا إلى الأبد، يجعلهم يشعرون بأنهم ربما يكونوا هنا بجانبهم في تلك اللحظة.

الدعم العاطفي والمادي

إن الشخص المفجوع وخاصة لو كان طفل أو أم فقدت أبنائها قد يشعروا بالخوف والوحدة، قد يكون دعمك العاطفي مهماً في تلك اللحظة، كما أن الكلمات غير كافية، فمن المهم التعبير عن المحبة والمساعدة العملية من خلال تقديم الطعام، ومساعدته في القيام ببعض المهام مما يحفف من العبء الذي يقع عليه في ذلك الوقت العصيب.

ويقول الأخصائي النفسي في نهاية حديثه: إن الدعم نفسي الصحيح مهم جدا لهؤلاء لتجاوز هذا التحدي، كما علينا أن نتذكر أن كل شخص يحتاج الوقت الكافي للتعافي من ألم الفقد، كما يجب ألا تنسى أن تعتني أنت بنفسك أثناء تقديمك للدعم النفسي، تأكد من أنك تمنح نفسك الوقت الكافي والدعم الذي تحتاجه، ومن المهم إن شعرت بالضيق في مثل هذا الوقت العصيب أن تشارك الآخرين بما تشعر به