: اعتقال الزهور .. تفاصيل انتهاكات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين بالسجون

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net "الطفل الفلسطيني يولد رجلاً" جملة متداولة معروفة داخل المجتمع الفلسطيني والعربي بشكل عام، فمنذ نعومة أظافره ينضم إلى صفوف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يعرف باسم طفل الحجارة، فلا يعرف غيرها ليصد عن نفسه وأهله رصاص العدو الغاشم، الكثير من أطفال الحجارة دخلوا معتقلات الاحتلال الإسرائيلي كأسرى، الأعداد تزداد يومًا بعد يوم. في العام الواحد يتم اعتقال ومحاكمة ما يقرب من 500 إلى 700 طفل فلسطيني وتهمتهم الوحيدة هي رمي الحجارة. في تقريرنا التالى نتعرف على مدى الإساءة والتعدي على حقوقه أثناء اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية.

زنازين غير آدمية 

لا يمكن أن تشم الهواء داخل لك الغرفة الصغيرة، التي لا يوجد فيها سوى مرتبة رقيقة جدًا يجلس عليها طفل فلسطيني يبكى، وخلف جدارنها الخرسانى يوجد مرحاض، لا يمكن أن تخرج رائحته الكريهة من الغرفة المغلقة التي لا يوجد بها أي نوافذ للتهوية، يصل الطعام إلى الطفل عن طريق فتحة منخفضة في الباب لتحديد وقت الليل أو النهار، هذه الزنزانة التي كشف تفاصيل معاناة الأطفال داخلها تقرير سبق ونشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية خصص للزنزانة رقم 36.  

في سجن الجلمة شمال إسرائيل توجد الزنزانة رقم 36، وهى واحدة من عدد قليل من الزنازين التي يُحتجز فيها الأطفال الفلسطينيين في الحبس الانفرادي لعدة أيام أو حتى أسابيع. وهناك شاب يبلغ من العمر 16 عاماً قال أنه احتُجز في الزنزانة رقم 36 لمدة 65 يوماً.

لا يمكن أن يخرج الطفل من زنزانته إلا للتحقيق معه فقط، وهو مقيد الأيدى والأرجل يتم سحله حتى يصل إلى الكرسي ليم استجوابه لعدة ساعات طوال، تحدث بعض الأطفال عن تعرضهم للعنف الجسدي. الإساءة اللفظية لهم ولأمهاتهم، والكثيرون محرومون من النوم، وبعد ذلك ثم يتم إعادتهم إلى الحبس الانفرادي موقعين على اعترافات يقولون فيما بعد إنها انتُزعت بالإكراه.

اعتقال طفل فلسطيني
اعتقال طفل فلسطيني

حكايات الأطفال: محمد الشبراوى

كان محمد الشبراوي، من مدينة طولكرم بالضفة الغربية، قد اعتقل وعمره 16 عامًا، في حوالي الساعة 2.30 صباحًا. وقال لصحيفة الجارديان: "دخل أربعة جنود إلى غرفة نومي وقالوا إن عليك أن تأتي معنا. ولم يذكروا السبب، ولم يخبروني أو يخبروا والدي بأي شيء".

وتم نقله أولاً إلى مستوطنة إسرائيلية، وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، حيث أُجبر على الركوع وهو لا يزال مقيداً ومعصوب العينين لمدة ساعة على طريق أسفلت في جوف الليل المتجمد. وانتهت الرحلة الثانية حوالي الساعة الثامنة صباحًا في مركز احتجاز الجلمة، المعروف أيضًا باسم سجن كيشون، وسط الحقول القريبة من طريق الناصرة إلى حيفا.

وبعد إجراء فحص طبي روتيني، تم نقل الشبراوي إلى الزنزانة رقم 36. وأمضى 17 يومًا في الحبس الانفرادي، باستثناء الاستجوابات، هناك وفي زنزانة مماثلة رقم 37، على حد قوله. "كنت وحيداً وخائفاً طوال الوقت وأحتاج إلى شخص ما للتحدث معه. كنت أختنق من كوني وحدي. كنت يائساً للقاء أي شخص، أو التحدث إلى أي شخص".

وأثناء الاستجواب، تم تقييده بالأغلال. وقال محمد: " شتموني وهددوني باعتقال عائلتي إذا لم أعترف". وأضاف: "لقد اتهموني بأشياء كثيرة"، جميعها كاذبة.

وفي النهاية اعترف الشبراوي بعضويته في جماعة محظورة وحكم عليه بالسجن 45 يومًا. وأضاف أنه منذ إطلاق سراحه "أصبح الآن خائفا من الجيش، خائفا من الاعتقال".

اعتقال الأطفال
اعتقال الأطفال

عز الدين على قاضى

ووصف عز الدين علي قاضي من رام الله، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا، يقول إنه احتُجز في الحبس الانفرادي في الجلمة لمدة 17 يومًا في الزنازين 36 و37 و38 وقال لصحيفة الجارديان: "كنت أكرر أسئلة المحققين على نفسي، وأسأل نفسي هل صحيح ما يتهمونني به".

وقال إن معاملته أثناء الاستجواب كانت تعتمد على الحالة المزاجية للمحققين معه. "إذا كان مزاجه جيداً، يسمح لك أحياناً بالجلوس على كرسي دون أصفاد "كلبش في يده". أو قد يجبرك على الجلوس على كرسي صغير وخلفه حلقة حديدية. ثم يربط يديك بالحلقة، ويضع يدك على ساقيك ويقيدك إلى أرجل الكرسي، أحيانًا تبقى هكذا لمدة أربع ساعات، إنه أمر مؤلم.

ويضيف "أحيانًا يسخرون منك. يسألونك إذا كنت تريد الماء، وإذا أجبت بنعم يحضرونه، لكن المحقق يشربه بعد ذلك".

وقال علي قاضي إنه لم ير والديه خلال 51 يوما قضاها محتجزا قبل المحاكمة، ولم يسمح له برؤية محام إلا بعد 10 أيام. وقد اتُهم بإلقاء الحجارة والتخطيط لعمليات عسكرية، وبعد اعترافه حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر. وحصلت صحيفة الجارديان على إفادات خطية من خمسة أحداث آخرين قالوا إنهم احتُجزوا في الحبس الانفرادي في الجلمة، واعترف الجميع بعد الاستجواب.

الأطفال يتعرضون للاعتقال في سجون اسرائيل
الأطفال يتعرضون للاعتقال في سجون اسرائيل

سمير ساهر

سمير ساهر، يبلغ من العمر 13 عامًا عندما تم اعتقاله في الساعة الثانية صباحًا. قال "لقد أمسكني جندي رأسًا على عقب واقتادني إلى النافذة وقال: أريد أن أرميك من النافذة". لقد ضربوني على ساقي وبطني ووجهي".

واتهمه المحققون برشق الحجارة وطالبوه بأسماء أصدقائه الذين رشقوه بالحجارة أيضًا. وتم إطلاق سراحه دون تهمة بعد حوالي 17 ساعة من اعتقاله. وأضاف "أجد صعوبة في النوم خوفاً من أن يأتوا ليلاً ويعتقلوني". 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" اليوم السابع "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??