انطلق، مساء الخميس الماضي على مسرح السلام، العرض الأول لمسرحية "حدث فى بلاد السعادة"، الذي شهد حضورًا كبيرًا من النجوم والمهتمين بأبو الفنون.
لم تمض سوى لحظات قليلة على غلق أبواب المسرح، حتى سمع الحضور صوتا من خلف الستار يقول: "السعادة حدث يبحث عنه الجميع منذ بداية البشرية"، ثم دخل من الباب الرئيسي عدد من الشباب يرتدون أقنعة، ومن بينهم ظهر المطرب وائل الفشني مرتديا بدلة بيضاء وهو يغني، وفيما يتحرك الشباب حول مقاعد الجمهور، ويتنقلون في جوانب المسرح، ينطلق صوت نسائي لم يعرف أحد مصدره، حتى تبين أنها الفنانة فاطمة محمد علي، وقد خرجت من خلف الستار، وأخذت تغني بجانب "الفشني"، ثم غادر المطربان، وسطعت الأضواء معلنة بدء مسرحية "حدث في بلاد السعادة".
وفى "بلاد السعادة"، يدور الصراع بين البطل "بهلول"، وزوجته التى ترفض بقاءه في المنزل بدون عمل، فيحاول أن يؤكد لها أن الأمر ليس بيده، إنما بيد الحاكم الذي يجلس في قصره ولا يشعر بالفقراء، محملًا إياه المسئولية عن حاله، قائلا: «من يجرؤ أن يسأل الحاكم والجميع خائف؟»، وهنا يصور القائمون "بهلول" على أنه ضمير الشعب، الذي يحاول دائمًا أن يوقظ الآخرين ليواجهوا الظلم، وفيما استمرت المسرحية برصد المشاكل الواقعة في "بلاد السعادة" التي تعاني من القهر وغياب الإنسانية، حتى ينتفض الشعب لأجل أن يحققوا العدل، وينالوا حريتهم.
"التحرير" التقت صناع العمل، ليحدثونا عن كواليس المسرحية، والصعوبات التى واجهتهم في أثناء التحضير لها.
مدحت تيخا: "أنا مش التخين أبو دم خفيف"
الجمهور صفق كثيرًا للفنان مدحت تيخا، بعد إتقانه دور بطل المسرحية "بهلول"، وهو ما لم يتوقعه فى أول يوم عرض للعمل، لكنه أرجع هذا الإعجاب الشديد بدوره والمسرحية، بأنهم قدموا عملا قريبا من الناس، كشفوا فيه الظلم والفساد الذي تعاني منه الشعوب العربية، وهذا ما حمسه لقبول العرض، وجعله يرفض 3 مسرحيات لأجل "حدث فى بلاد السعادة".
"تيخا" خريج معهد فنون مسرحية، كان يهرب من مادة اللغة العربية فى المعهد، لكنه مجبر على الحديث بالفصحى في المسرحية، لذا تحدى نفسه لتقديم العمل بشكل جيد، رغم خوفه من الفشل، واعتمد على حبه للشخصية واقتناعه بما يقدمه، كما ساعده قضاؤه 3 أشهر في بروفات متتالية، ليقيم نفسه قائلًا إنه أجاد بنسبة 97%.
رغم أن "تيخا" قدم دورًا بعيدا عن الكوميديا فى مسلسل "شيخ العرب همام"، فإنه فى السنوات الأخيرة، ارتبط فى ذهن المشاهدين بالأدوار الكوميدية التى قدمها فى السينما، لذلك كان المسرح فرصة جيدة له ليثبت أنه ممثل يجيد أداء كل الألوان التمثيلية، حسبما قال، وأراد أن يؤكد أنه ليس "التخين أبو دم خفيف"، كما يقول عنه الجمهور، وهى نفس الجملة التى كان يقولها له الفنان الراحل نور الشريف.
وليد يوسف: المسرحية سياسية
"حدث فى بلاد السعادة" لم تكتب حديثًا، لكن حسبما قال المؤلف وليد يوسف، فقد انتهى منها فى سبتمبر عام 1990، وقدمها على مسارح الجامعات ومراكز الشباب وقتها، وحصل على جائزة دار سعاد الصباح الكويتية، كما نشر فى سلسلة المسرح العربى، وبالمصادفة وجد المخرج مازن الغرباوى أن قصة المسرحية تتناسب مع الوقت الحالى، فرأى أنها فرصة مناسبة لإعادة تقديمها.
لم يكن وليد متخوفا من عرض المسرحية مجددًا، بل أكد أنها سياسية من الدرجة الأولى، متمنيًا أن تنال إعجاب الجمهور، ولفت إلى أنهم اضطروا إلى تقصير زمن المسرحية لتناسب الوقت الحالى.
وائل الفشنى والتجربة الأولى
وائل الفشنى معروف بين محبي الابتهالات بأغانيه وأنشوداته الصوفية، لكن أصبح مشهورًا بشكل واسع بين الجمهور منذ العام الماضي، بعدما غنى تتر مسلسل "واحة الغروب"، ولعله السبب الذي دفع المخرج مازن الغرباوي للاستعانة به للغناء في العرض، وقد وجد "الفشني" أنها فرصة جيدة، لأن يتعلم الأداء المسرحي، خاصة أنها التجربة الأولى له، فهو يقدم فقرات غنائية بين المشاهد بالتعاون مع المطربة فاطمة محمد على، لكنه واجه بعض الصعوبات في حفظ الكلمات، إضافة إلى تنسيق غنائه مع حركته على المسرح، أما بالنسبة لتقسيم الكوبليهات الغنائية بينه وبين المطربة، فاطمة محمد على، فكانت الأخيرة تختار الجمل و"تقسمها بينهما"، حسب قوله.
علاء قوقة: أنا منبع الشر
سيخطفك أداء وقوة صوت الفنان علاء قوقة، فهو يقوم بدور وزير الحاكم "عجبور"، الذى يحركه كما يشاء، ويصف نفسه بجملة مقتضبة، وهي أنه منبع الشر في المسرحية.
فى النهاية ننصحك بمشاهدة العرض يوميا ما عدا الثلاثاء، على مسرح السلام في تمام التاسعة مساء، ونعدك بأنك ستقضي ساعة تستمتع فيها بعمل يناقش مشاكل الوطن العربى، بشكل استعراضي سيُبهرك.
بالبلدي | BeLBaLaDy
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" التحرير الإخبـاري "
0 تعليق