على مدى تاريخ السينما والدراما المصرية، برع العديد من النجوم في تقديم دور "المعلم" أو "الفتوة" في الأحياء الشعبية، وما زلنا نتذكر بعض هذه الشخصيات، إلى الآن، وأبرزهم بالطبع "إبراهيم سردينة".
على مدى تاريخ السينما والدراما المصرية، ظهر المئات من النجوم، الذين أثروا الحياة الفنية بعديد من الأدوار المختلفة، إلا أن العديد من الأسماء فرض عليها شكلها وصوتها قالبًا معينًا من الأدوار التي تميزوا بها، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تحديدًا، ارتفع معدل الأفلام التي تتناول الصراع على السلطة في الأحياء الشعبية، وبالطبع كان هناك تركيز كبير على أدوار "المعلمين والفتوات والجزارين"، وبرع في هذا اللون فنانون كبار، وأتقنوه لدرجة جعلت شهرة بعضهم مقرونة باسم "المعلم".
عبد الفتاح القصري
لعب عبد الفتاح القصري أدوار المعلم ابن البلد غير المتعلم، لعل من أشهر أدواره في فيلم "ابن حميدو" (1957) مع إسماعيل ياسين وأحمد رمزي، من خلال شخصية "المعلم حنفي"، وعبارته الشهيرة التي ما زالت باقية حتى الآن "خلاص.. تنزل المرة دي"، حيث لعب دور الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتنمرة، كما لعب دورًا مميزًا في فيلم "سكر هانم" (1960) مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي ألا وهو دور "المعلم شاهين الزلط"، وأجاد في تلك النوعية من الأدوار، وانحسر فيها لدرجة جعلت كل من يراه، ويشاهد أفلامه يحسبه "أُمي"، رغم أنه درس في مدرسة الفرير الفرنسية.
محمد رضا
ارتبط اسم الفنان محمد رضا في عالم السينما بالجلباب والشارب الكثيف، بعدما حصره المخرجون في شخصية "المعلم"، ابن البلد، وصاحب الابتسامة العريضة، حيث بدأ مشواره بتقديم شخصية "المعلم كرشة"، ضمن أحداث مسرحية "زقاق المدق" (1958)، المأخوذة عن رواية الأديب نجيب محفوظ، الذي أشاد بأداء رضا للدور، وقال "أهوه ده المعلم كرشة زي ما تخيلته فعلًا"، مما رشحه لتجسيد نفس الشخصية في الفيلم الذي حمل نفس الاسم (1963)، ثم انحصر رضا في تقديم دور المعلم، ومن أبرز تلك الأفلام السينمائية، التي شارك بها: "من أجل حبي، الفانوس السحري، الفتوة، سوق السلاح، وعاد الحب، العملاق، لا تذكريني، حياة وأمل، البحث عن الفضيحة، ممنوع في ليلة الدخلة"، وغيرها من الأعمال الفنية التي تجاوز عددها الـ300 عمل.
ولم يكن رضا ليجيد تقديم شخصية المعلم لولا وجود عمدة الجيزة "الحاج إبراهيم نافع" في حياته، إذ جمعتهما علاقة صداقة وطيدة امتدت لقرابة الثلاثين عامًا، اكتسب فيها رضا ملامح "المعلمة"، حتى إنه كان يستعين بجلبابه لتقديم بعض الأدوار، فضلًا عن استعانته بشارب مستعار في الأعمال الفنية، فلم يكن لديه شارب من الأساس، وفي حوار صحفي سابق له قال عن صديقه العمدة: "إن معظم الأدوار التي قمت بها في السينما، ونجحت بشكل ساحق كانت بسبب تعلمي من شخصية المعلم إبراهيم وتعامله مع الناس، كما أنني تعلمت من شخصيته القوية التي تتميز بالعدل في الحكم بين الناس".
محمود المليجي
من ينسى المعلم عرفان الفرارجي، الذي يدبر المكائد لـ"الشاويش خميس"، وجسّده الفنان محمود المليجي في رائعة المخرج نيازي مصطفى "رصيف نمرة 5" (1956)، أو المعلم عباس الزفر الذي يسعى لخطف حبيبة الفنان إسماعيل يس في فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول" (1957)، أو المعلم سيد الحمش في فيلم "الزوج العازب" (1966)، وغيرها من الأدوار التي استحق على أثرها المليجي لقب "شرير الشاشة".
عبد الرحمن أبو زهرة
عبر العديد من الأعمال الدرامية على شاشة التليفزيون أو في دور السينما، عرف الجمهور الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، بنبرته المميّزة، ولغته الفصحى السليمة، وحروفه التي يستطيع بمرونة تطويعها للسخرية حينًا وللصرامة أحيانًا، لكن رغم ذلك بقى بريقه منطفئًا، فلم يعرف أدوار البطولة سوى على خشبة المسرح، الذي تمكّن من أدواته، إلا أنه يبقى دور المعلم "إبراهيم سردينة" أحد كبار التجار في وكالة البلح، وأيقونة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، التي أبدعها، وجسّدها أبو زهرة، حاضرًا في الأذهان ومحفورًا في ذاكرة الجمهور العربي بعقلانيته وحكمته في تقديم النصائح لشخصية "عبد الغفور البرعي" التي أداها ببراعة أيضًا الفنان الراحل نور الشريف.
محمد أبو حشيش
الفنان محمد أبو حشيش اشتُهر في الأدوار المساعدة، فظهر في دور العسكري والتاجر وغيرها، إلا أنه اشتهر أكثر في دور المعلم، وكانت فترة التسعينيات هي الأكثر إنتاجا بالنسبة إليه، ومن أبرز الأفلام التي قدّم فيها هذه الشخصية فيلم "درب اللبانة" (1984)، وقام بدور "المعلم جعفر"، وفيلم "بئر الخيانة" (1987) بدور "المعلم أنور"، قدّم شخصية "المعلم حنفي" في فيلم "المعلمة سماح" (1989)، وقام بدور "المعلم صديق السمسار" في فيلم "البيضة والحجر" (1990)، وغيرها.
صلاح نظمي
صلاح نظمي، بمجرد رؤيته على الشاشة يدرك الجميع على الفور أننا سنرى نوعًا ما من الشر أو الأذى، الذي يبرع في تجسيده، ومن لا يعرف "حلاوة العنتبلي" المعلم الذي لا يقف أمامه أحد، والد "نورا" (يسرا) التي يقرر زميلها "كمال" (عادل إمام) الارتباط بها، لكن يواجه معوقات ترتبط بفقره واختلاف مستواه المادي عن حبيبته، ويواجه والدها في فيلم "على باب الوزير" (1982)، أو "المعلم حرب زوج المعلمة هنومة" في "السلخانة" نفس العام، أو "المعلم مرسي" في "أسوار المدابغ" (1983).
عادل أدهم
صوته الأجش، وجسده المفتول، وملامحه التي تمتلئ بالصرامة الممزوجة بالدهاء والمكر، ولكنته الساخرة، أمور ساعدت الفنان عادل أدهم أن يكون من أشهر من جسدوا دور "المعلم" في السينما المصرية، فمن ينسى دور "المعلم زكي قدرة" تاجر المخدرات الذي يعاون أم نعيمة "سناء جميل" على التجارة في فيلم "حكمتك يا رب" (1976)، والمعلم الضبع في "القرش" (1981)، والمعلم نجم في "السلخانة" (1982)، والمعلم داغر الشهاوي في "الفرن" (1984)، وغيرها من الأدوار التي تبقى في الذاكرة.
عدلي كساب
ومن أشهر من أبدع في هذا الدور الفنان عدلي كساب، فمن ينسى دور "المعلم عباس" الأخ المستبد الذي يقهر شقيقته "عزيزة" على الرغم من زواجها في فيلم "السفيرة عزيزة" (1961)، الذي قام بطولته الفنانة سعاد حسني وشكري سرحان.
وبالطبع برع فنانون آخرون في هذا اللون الشعبي، وأتقنوه على مدى تاريخ السينما والدراما المصرية، إلا أن هؤلاء هم أشهرهم.
بالبلدي | BeLBaLaDy
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" التحرير الإخبـاري "
0 تعليق