حذر الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والسياسية، من تأثر حركة التجارة العالمية في قناة السويس بعد بدء ما وصفه بـ"الحرب التجارية العالمية التي بدأتها أمريكا منذ أيام بفرض رسوم على عدد من المنتجات العالمية، مشيرًا لـ"الوطن" أن العديد من الشركات العالمية تتأثر بالقرارات الأمريكية التي لا تجد رادعًا لها في ظل ضعف منظمة التجارة العالمية عن التحرك إزاء الأزمة والاكتفاء بإطلاق وعود بعقد مناقشات.
وأشار عبده، إلى أن قرار "ترامب" يرتد بالتأثير السلبي على أمريكا وليس فقط الصين، خصوصًا أن دول تدخل في تحالفات مع أمريكا شملها قرار رفع الرسوم، أبرزهم كندا، التي أعلنت رفع الرسوم على المنتجات الأمريكية بما يحقق خسائر تصل إلى 16.5 مليار دولار، إلا أن الدول النامية تتأثر بالتبعية من هذا القرار بسبب صادرتها من الصلب و الألمونيوم للولايات المتحدة، ما يتطلب ضرورة البحث عن أسواق بديلة، ومن المتوقع أن تهدأ أجواء الحرب التجارية بتقديم الأطراف المختلفة للتنازلات بدلاً من التصعيد المتبادل الذي يزيد من تفاقم الأزمة.
تفرض الولايات المتحدة رسوما بنسبة 25% على أكثر من 800 صنف من البضائع الصينية تبلغ قيمتها نحو 34 مليار دولار، وهدد "ترامب" بتكثيف العقوبات الأميركية بشكل تدريجي على بضائع يبلغ مجموع قيمتها 450 مليار دولار وهو ما يساوي حصة الأسد من جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، على غرار عربات الركاب وأجهزة البث الإذاعي وقطع الطائرات وأقراص الحواسيب الصلبة وهي صناعات تقول "واشنطن" إنها استفادت من ممارسات تجارية غير منصفة.
بدورها، حذرت رئيس صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، من الدخول في دوامة الإجراءات الانتقامية مشيرة إلى أنها لن تخلق سوى "خاسرين من الطرفين"، لكن فريق "ترامب" لم يأبه كثيرًا لهذه التحذيرات حيث وصفها وزير التجارة الأمريكي، ويلبور روس، بأنها "سابقة لأوانها وربما حتى غير دقيقة".
وقال ترامب، في تغريدة هذا الأسبوع أن الاقتصاد "لربما في أفضل حالاته" حتى "قبل تعديل بعض أسوأ الاتفاقيات التجارية وأكثرها اجحافًا التي تبرمها أي دولة على الإطلاق"، وتدرس الولايات المتحدة حاليًا إضافة حزمة ثانية تضم 284 منتجا بقيمة 16 مليار دولار.
وفرضت واشنطن مارس الماضي، ضرائب جمركية على عدد من الدول الأوروبية بمعدل 25% على الصلب، و10% على الألمنيوم، في المقابل فرض الاتحاد الأوربي ضرائب إضافية على المنتجات الأمريكية، بلغت قيمتها حوالي 2.8 مليار يورو، مهددًا باتخاذ تدابير موازنة إضافية في المستقبل بقيمة 3.6 مليار يورو، ونقل الاتحاد الأوروبي، الأزمة إلى منظمة التجارة العالمية.
قال ترامب لدى مشاركته في أحد البرامج التلفزيونية، إن "الاتحاد الأوروبي سيئ مثل الصين، بفارق بسيط أنه أصغر حجمًا"، متهما شركات السيارات الأوروبية بعرقلة أنشطة قطاع صناعة السيارات الأمريكي.
أسهم أوروبا تنخفض بفعل تصعيد النزاع التجاري بين الصين وأمريكا
وتفرض أمريكا رسومًا جمركية قدرها 2.5% على السيارات الأوروبية، و25% على الشاحنات الأوروبية، في حين تفرض دول الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية بقيمة 10% على السيارات الأمريكية.
ويتوقع جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي للدراسات، لـ"الوطن" أن يستمر التصعيد الأوروبي الأمريكي بعد فرض رسوم على السيارات الأوروبية، والتي تتضرر منها بشكل رئيس ألمانيا، لافتًا إلى أن احتجام المواجهات بين الطرفين يلقي بظلالها على التحالفات العالمية خلال الفترة المقبلة، ما يعزز من الوجود الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة أمريكا لفرض مصالحها وحفظ الأمن الأوروبي بالمنطقة.
وتمتلك عدد من كبرى الشركات الأوروبية، على غرار فولكس فاجن، ودايملر، وبي إم دبليو، منشآت إنتاجية ضخمة في الولايات المتحدة، وتبيع الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة سيارات بقيمة 48 مليار دولار سنويًا، أكثر من نصفها تعود لشركات ألمانية، في حين يؤمن قطاع صناعة السيارات الأوروبي فرص عمل لنحو 12 مليون عامل، ويشكل نحو 4% من الناتج المحلي للاتحاد الأوروبي.
بالبلدي | BeLBaLaDy
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الوطن "
0 تعليق