لم تترك القيادة السياسية أمرا،ً صغيراً كان أم كبيراً، لمداهمات صدفأو ضربات مقادير، دون أن تحتاط له بقدر ما أوتيت من فكر وإجراءات ثمة انطباع سائد لدى شريحة واسعة من الرأى العام بأن أبواب الحل السياسى لأزمة سد النهضة قد أغلقت، وأن الوقت قد حان للجوء إلى خيارات أخرى، لها أثمان ولها فواتير، لكنها رخيصة أمام الضرر المحتمل، وقد لايكون هناك بديل غيرها..! حتى الآن، لم تنسد الأبواب. وإذا سدت لن نكون نحن الذين قد اغلقناها وأوصدناها. وثمة ظنون أيضا لدى قطاع من الرأى العام، بأن مصر فوجئت بالأزمة ومجرياتها واحتمالات تصاعدها، فلم تتهيأ لها ولم تتحسب لأضرارها، وأن ظهرها يواجه الحائط، بينما يداها مغلولتان..! تلك ظنون آثمة. فمصر دولة كبيرة، أكبر فى الحقيقة مما يحسب كثيرون. ربما فى الخارج يعطونها حق تقديرها، بأكثر أحيانا من بعض أبنائها. لم نفاجأ بالأزمة، بل تحسبنا لها، واتخذنا كل التدابير الضرورية لاحتمال تصاعدها، وتهيأنا لتبعاتها بإجراءات فعالة، تمتص أكبر قدر من الضرر إذا لم يتم إبرام اتفاق قانونى ملزم، قبيل الملء الثانى لسد النهضة. كل السيناريوهات، والاجراءات والتدابير، مرسومة، وموضوعة ومتخذة بعضها جرى تنفيذه. وبعضها ينتظر أوانه.! يدانا ليستا مغلولتين. واحدة نمدها منبسطة للآخر الذى لايزال يتشبث بعناد الحمقى، والأخرى نقبضها ولانستخدمها الا حين يرفض الآخر يدنا الممدودة فيدفعنا دفعا لاستخدام اليد الأخرى..! < <