​

نحو ثلاث ساعات تفصل مصر عن الحدث التاريخي الأبرز في العالم، وهو موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف الكبير بميدان التحرير وصولا لمدينة الفسطاط للمثوى الأخير لموكب الفراعنة الذهبي وهو متحف الحضارة المصرية، حيث كانت الفسطاط في القرون الوسطى عاصمة مصر.

وبحسب الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، فيستقدم موكب المومياوات الملكية الملك «رمسيس الثاني» أشهر فراعنة وملوك مصر، ثم بعد ذلك بترتيب الحقب الزمنية الملك «سقنن رع» من الأسرة السابعة عشر ثم «أحمس الأول» مؤسس الأسرة الثامنة عشر.

ويعد الملك «سقنن رع»، أول من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس ليكمل بعده المسيره ابناه «كامس» و«أحمس الأول» والملقب بطارد الهكسوس.

وتم العثور على مومياء الملك «سقنن رع» في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881.

زاهي يكشف سر الملك سقنن رع قائد موكب المومياء الملكية 

وقبل ساعات من انطلاق الموكب الملكي، كشف الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، عن أسرار وفاة الملك «سقنن رع» المعروف بأول شهيد على يد الهكسوس من ملوك مصر.

وقال «حواس» في اتصال هاتفي ببرنامج هذا الصباح المذاع على قناة «اكسترا نيوز»، إنه في فبراير الماضي جرى تحديد طريقة وفاة الملك «سقننن رع» أول شهيد في مصر، حيث بدأ بتشخيص المومياء بالأشعة المقطعية والتقاط ألف صوره له بجميع الزوايا.

وشرح «حواس»، أن «سقنن رع» عندما حكم مصر اجتمع مع قادته لوضع خطة لطرد الهكسوس عدو مصر في ذلك الوقت والذين احتلوها قرابة 150 عاما، وكانوا يعيشون في عاصمة تدعى «فاريس» بمنطقة الدلتا قديما.

سفنن رع دبر انقلاب ضد الهكسوس

وشعر ملك الهكسوس أن «سقنن رع» يدبر انقلابات ضده، فسارع بإرسال رسول معه جواب بأنه سعرف كل التحركات التي تدور في مصر ويدبرها له الفرعون المصري.

وسارع ملك مصر بعقد اجتماع مع مستشاريه وقادته وقرر إعلان الحرب على الهكسوس، ودارت بينهم معركة إلا أن «سقنن رع» لم يوفق وهزم وتم أسره على يد جنود الهكسوس.

أول شهيد في مصر القديمة

وبعد أسر فرعون مصر تم ربطه بالحبال ووجه له الجنود 6 طعنات بالرأس، مستخدمين أسلحة وهي «بلطة، فأس، سكين»، ونجح المصريون القدماء في تحرير  جثمان الملك الراحل من يد العدو وأخذوه إلى ورشة التحنيط الملكية بطيبة عاصمة مصر قديما.

وأثناء التحنيط عمد المصريون لإخفاء جروح وطعنات الملك «سقنن رع» الملقب بأول شهيد في مصر على يد العدو، لاعتقادهم أنه يجب أن يظهر بمظهر حسن حتى يدخل الجنة والتي كانت تدعى «يارو».