اليونان وتركيا وجها لوجه في المتوسط.. شركاء الناتو في مأزق | BeLBaLaDy

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دخلت العلاقات التركية- اليونانية في أزمة جديدة، ربما يكون الحرب أحد خياراتها، لتشعل معها منطقة شرق البحر المتوسط الملتهبة منذ قرابة العام.

 

ففي ظل التوتر المتزايد بالمنطقة، باتت فرضية المواجهات التركية- اليونانية أبرز الاحتمالات الصعبة، كما أنها ستضع حلف الناتو في مأزق، لكون أنقرة وأثينا أعضاء بالحلف.

 

وتوترت العلاقات بعد إرسال تركيا السفينة "عروج ريس" لإجراء مسح زلزالي من أجل التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، معلنة أن قواتها البحرية ترافق السفينة لتوفير الحماية اللازمة لها.

 

وانطلقت السفينة في مهمتها أمس الاثنين بعدما وقعت مصر واليونان يوم الخميس الماضي اتفاقا لتعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين في شرق المتوسط، وهو ما اعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نكوصا من جانب اليونان عن وعودها في هذا الملف.

 

 

ويمكن للسفينة إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها 15 ألف متر.

 

وتحتوي السفينة على مركبة غاطسة محلية الصنع تدار عن بعد، ولديها أنظمة رسم خرائط قاع البحر، وأنظمة القياس وأخذ العينات.

 

كما تحتوي سفينة "أوروتش رئيس" على مختبرات جيولوجية، وعلم المحيطات، ومعدات يمكنها أخذ عينات أساسية من قاع البحر.

 

ويبلغ عدد طاقم السفينة 55 فردا، منهم 24 من البحارة و31 من الإداريين والباحثين.

 

 

وكان من المقرر أن تقوم السفينة بمهمتها الشهر الماضي، غير أن أردوغان قرر تعليق المهمة وفتح الباب للتفاوض مع أثينا بناء على وساطة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز عبر تويتر إن السفينة "عروج ريس" وصلت بالفعل إلى المكان الذي ستقوم فيه بعملها في البحر المتوسط، قادمة من مرساها قبالة أنطاليا.

 

ووفقا لإخطار بحري أصدرته البحرية التركية على نظام "نافتكس"، فإن السفينة ستقوم بالبحث في الفترة من 10 إلى 23 أغسطس الجاري في منطقة تقع جنوب أنطاليا التركية وغربي قبرص وقرب جزيرة كريت جنوبي اليونان.

 

وقالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر أمس الاثنين إن "القوات البحرية التركية ترافق سفينة الأبحاث خلال قيامها بالمسح الزلزالي، وتوفر لها الحماية اللازمة".

 

وأضافت الوزارة أن القوات التركية اتخذت جميع التدابير اللازمة، وهي مصممة على حماية حقوق تركيا ومصالحها في مناطق نفوذها البحري.

 

 

من جهتها، نشرت وزارة الخارجية التركية خريطة المنطقة التي تقوم السفينة فيها بأعمال المسح الزلزالي.

 

وقال المدير العام للشؤون السياسية الثنائية والبحرية الجوية والحدودية بالخارجية التركية السفير تشغطاي أرجيس عبر تويتر إن السفينة تقوم بعملها "ضمن حدود الصلاحية البحري التركية التي أعلمت بها أنقرة الأمم المتحدة مسبقا".

 

وأضاف أن اليونان أثارت "ضجيجا فارغا بزعمها أن المنطقة التي تعمل فيها السفينة تابعة لها".

 

من جهتها، اتهمت اليونان أنقرة بتهديد السلام في شرق المتوسط بعد إعلانها إرسال سفينة التنقيب.

 

رئيس وزراء اليونان

 

 

وقالت وزارة الخارجية اليونانية في ختام اجتماع طارئ لمجلس الشؤون الدفاعية ترأسه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن قرار أنقرة إرسال السفينة "عروج ريس" يشكل "تصعيدا جديدا خطيرا"، و"يثبت دور تركيا المزعزع للاستقرار".

 

وأعلنت الحكومة اليونانية أن "القسم الأكبر من أسطولها على أهبة الاستعداد للانتشار عندما يكون الأمر ضروريا".

 

وردت الخارجية التركية بالقول "لن نسمح بأي تدخل عسكري ضد أي من سفننا المدنية".

 

وأكدت أن الوجود العسكري التركي في المنطقة لا يهدف إلى تصعيد التوتر، وإنما هو فقط لأغراض دفاعية.

 

وتضع الأزمة التركية اليونانية حلف شمال الأطلسي في مأزق، وهو ما عبر عنه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، والذي كتب على تويتر "بحثت اليوم مع رئيس الوزراء اليوناني الوضع في شرق المتوسط، يجب تسوية هذا الوضع ضمن روح تضامن بين الحلفاء وفي إطار القوانين الدولية".

 

 

وتأسس حلف شمال الأطلسي عام 1949م طبقًا لمعاهدة شمال الأطلسي والمعروفة باسم "معاهدة واشنطن" والتي تم التوقيع عليها في العاصمة الأمريكية واشنطن في 4 أبريل عام 1949م.

 

وجاء تكوين الحلف ردًا على توحد القوات السوفيتية في منطقة شرق أوروبا مما أشعر الدول الأوروبية الأخرى بقرب وقوع هجوم سوفيتي عليها، وبالتالي كان لابد من التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف ضد هذا الخطر.

 

ويضم الحلف في الوقت الراهن 28 دولة أبرزها الولايات المتحدة  الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا، وألمانيا وإيطاليا.

 

وقد أدى اكتشاف حقول غاز ضخمة شرقي المتوسط في السنوات الماضية إلى تعزيز طموحات أطراف عدة، كاليونان وقبرص وتركيا ومصر وإسرائيل.

 

الدبلوماسي الليبي، السفير رمضان البحباح قال في تصريحات لـ "مصر العربية"، إن التصعيد التركي اليوناني ليس حديثا وإنما "تصعيد قديم" له أسبابه ومبرراته الدينية والأيديولوجية، لكن لا يمكن أن يصل إلى الصدام المباشر، فكلا الدولتين أعضاء في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن أن يسمح الحلف لأي تصعيد بين أعضائه.

 

ولفت الدبلوماسي الليبي إلى أنه إن حدثت مواجهة عسكرية، فستقف الدول الأوربية لصالح اليونان، لهذا لن تتجرأ تركيا على أي مواجهة عسكرية مع اليونان مهما كانت حدة الخلاف بينها، وبالتالي فإن أي اتفاقية في منطقة البحر المتوسط لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق دولي.

 

 

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" مصر العربية "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??