​

تراجعت الظروف الجوية الحارة في أقصى جنوب ولاية "نيو ساوث ويلز" الأسترالية بعد تفاقم حرائق الغابات، إذ هطلت الأمطار في مدينة "عدن" وأغاثت المنطقة في أعقاب إجلاء السكان في وقت سابق.

ولا يزال الدخان الكثيف يغطي المنطقة بعد أن مرت المدينة بأيام صعبة، حيث اندلعت حرائق الغابات المدمرة في المناطق القريبة، وفقا لشبكة "سكاي نيوز".

وكان أكثر من 50 من المصلين المسلمين توجهوا إلى حديقة "بونيثون" في أديليد، اليوم الأحد، لإقامة صلاة "الاستسقاء"، وهي صلاة إسلامية بغرض الدعاء لإنزال المطر، لإطفاء حرائق الغابات الوطنية الضخمة، وانضم للمصلين المسلمين مجموعة أخرى من المسيحيين برئاسة كاهن من مركز العلاقات المسيحية والإسلامية، بحسبما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقال الكاهن باتريك ماكينيرني: "أردت الانضمام اليوم إلى إخواني وأخواتي المسلمين في المدينة للصلاة من أجل نزول المطر، وأدى صديقي محمد عبد الله خطبة أكد فيها الاعتماد على الله في هذا الأمر".

ولا تزال حرائق الغابات المميتة تجتاح أستراليا، حيث تشهد البلاد حرارة وجفافا مفرطا منذ بداية 2020، ويعمل رجال الإطفاء بلا كلل لمعالجة مئات الحرائق التي ظهرت، ويكافحون لاحتوائها.

يقول رجال الإطفاء الأستراليون، الذين يكدحون بلا كلل للسيطرة على حرائق الغابات، إن أفضل أمل للبلاد في مواجهة الكارثة الحالية هو هطول الأمطار، إذ لا يمكن لموظفي الإطفاء أن يقاتلوا النيران على جبهات معينة يصعب الوصول إليها، بينما يصل المطر إلى أماكن معزولة، ولكن أستراليا دخلت الصيف في ديسمبر، والأمطار شحيحة منذ ذلك الحين، وفقا لصحيفة "إكسبريس" البريطانية.

يحذر خبراء الأرصاد الجوية من أنه لا يوجد شيء في الأفق، مع وجود القليل من علامات المطر حتى نهاية الصيف الأسترالي في مارس، وحتى ذلك الحين، سيتعين على الأستراليين التعامل مع درجات الحرارة والجفاف المرتفع للغاية.

أثار مسؤولو الطقس في أستراليا مؤخرًا الإنذار، حيث كانت درجات الحرارة في أجزاء من البلاد أكثر المناطق حرارة في العالم، فعاصمة البلاد كانبيرا، التي تقع في واحدة من أسوأ الولايات المتأثرة في نيو ساوث ويلز، شهدت ارتفاع الحرارة إلى 44 درجة مئوية بعد ظهر السبت.

وفي بينريث بالشمال الغربي، وصلت درجات الحرارة إلى 48.9 درجة مئوية، محطمة بذلك رقمًا قياسيًا عمره 80 عامًا وليصبح الأعلى في العالم.

وفقاً لجين جولدينج، القائم بأعمال مدير مكتب "نيو ساوث ويلز" للأرصاد الجوية، فإن عدة مناطق في الجنوب الشرقي شهدت درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية، مضيفة أن هناك توقعات تشير إلى عواصف واردة، ولكن من أسوأ أنواعها الممكنة.

وتابعت: "إننا نشهد جوًا غير مستقر للغاية وهناك خطر متزايد من نشاط العاصفة، خاصة على أقصى جنوب الولاية والشريط الساحلي صوب سيدني".

لا تزال الرياح أحد أكبر التهديدات في الوقت الذي تشتعل فيه النيران في أستراليا، حيث تسجل عواصف قوية تصل إلى 80 ميلاً في الساعة في البلاد، والظروف الحالية تجعل من الممكن أن تعبر النيران مسافات في غضون ثوان، وتحاصر الناس وتحرق المنازل في طريقهم.